صدر بيان تحت العنوان أعلاه، بلا تحديد تاريخ، أو مصدر صدور، يُطالب بالتوقيع عليه. وقد تألف من أربع فقرات تضمنت ما يلي: أولًا – “إزاء ما يرتكبه الاحتلال من فظائع وعمليات إبادة جماعية ضد شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، وإعادة الاحتلال المباشر للضفة الغربية، وما يسجله الشعب الفلسطيني من مآثر في مواجهة العدوان، لم يعد ممكنًا مواجهة متطلبات المرحلة الحالية الخطرة، (والمرحلة) التي تلي العدوان، من غير قيادة فلسطينية موحدّة”. “إننا ندعو إلى إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية على أساس وحدوي بحيث تشمل جميع القوى السياسية والهيئات الأهلية والمدنية والاقتصادية الفاعلة”. يُفهم من هذه الفقرة أن في المرحلة السابقة، من…
الكاتب: منير شفيق
مجموعة حقائق تتعلق بالقضية الفلسطينية، وكل من وجود الكيان الصهبوني، والمشروع الصهيوني: أولًا: عدم شرعية الكيان الصهيوني من وجهة نظر القانون الدولي، وعدم شرعية القرار رقم 181 الصادر عن الجمعية العامة لهيئة الأمم المتحدة، وهو القرار الذي قسّم فلسطين إلى دولتين يهودية، وفلسطينية عربية، وقد استندت إليه الوكالة اليهودية عام 1948 لإعلان “دولة إسرائيل”. يقضي القانون الدولي الخاص بالاستعمار والمستعمرات، وقد عبّر عنه إعلان “منح الاستقلال للسكان والشعوب المستعمرة”، بأن الحق الحصري في تقرير مصير المستعمرات، بعد رحيل الاستعمار، هو للشعب الذي كان يشغل البلد الذي استُعمِرَ، في لحظة احتلاله، فهو المرجع القانوني الدولي في إعلان دولة الاستقلال. وعندما يطبّق…
مجزرة رهيبة طويلة الأمد ارتكبها، ويرتكبها، الكيان الصهيوني ضد المدنيين العزّل من سلاح يواجه الطائرات في قطاع غزة. وحدث ذلك، ويحدث، على مشهد من العالم كله، لا سيما على مرأى من قادة الإدارة الأمريكية والحكومات الغربية، ومن بينهم من شارك وأيّد، ولم يزل. هنا ما كان للمرء، قبلها، أن يتصوّر، أن ثمة وحوشًا بشرية يمكن أن تصل إلى التأييد لها، أو السكوت عنها إلى هذا الحد، فيما بمقدورها أن توقفه في أولى خطواته. طبعًا يعرف كل من قرأ في السياسة، أو في التاريخ الحديث، بأن قادة الغرب والرأسماليين العالميين الغربيين، في كل عهودهم، منذ بدايات القرن السادس عشر، مارسوا النهب…
ما كان للعالم خلال القرنين الماضيين، ليتأثّر كله، أو ليقع، في قبضة حرب إلّا إذا كانت الحرب أوروبية- أمريكية، كما حدث في الحربين العالميتين الأولى والثانية، أو في الحرب الباردة التي هدّد فيها المعسكر الاشتراكي الغربَ والرأسمالية العالمية. أمّا أن يَنشدَّ العالم كله إلى حرب غزة، أو يقع في قبضتها، وهي حرب مسرحها جزء من فلسطين (قطاع غزة)، ولأكثر من مئة يوم (والحبل ما زال على الجرار)، فأمرٌ خارجٌ على قوانين الصراع في العالم، ولا سيما تحكّم الدول الكبرى في أحداثه. قطاع غزة، من حيث مساحته، لا يساوي ضاحية في عاصمة كبرى. أمّا في عدد سكانه، فلا يتجاوز حيًّا من…
بداية، لا بدّ من أن يَعجب المرء من إصرار عدد كبير من النخب الفلسطينية، ومن أغلب فصائل م.ت.ف وفصائل المقاومة عمومًا، على المطالبة بتحقيق وحدة وطنية فلسطينية تحت قيادة موحّدة، وذلك بالرغم من مرور عقود من السنين، من دون تحقيق هذين الهدفين “الأساسيين الأوليين”. والأفضل أن نحصر الموضوع من 2005 إلى اليوم، لأن حصره منذ 2005، لا يسمح بالدخول في تفاصيل انقسامات وصراعات في مراحل سابقة، أصبح أغلب قادتها ومعاصريها في ذمة الله، أو في الانتظار بسبب تقدّم العمر. جرت محاولات، ووقّعت قرارات، طوال 18 سنة، تحت شعار “تحقيق قيادة موحّدة ووحدة وطنيّة”، وقد باءت بالفشل جميعها. حتى حقَّ أن…
كان من التداعيات الهامّة الكثيرة للسابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 المجيد، ما حصل من انهيار للجيش الصهيوني في “غلاف” قطاع غزة، مما فاجأ الجميع: ابتداءً من قيادات الكيان الصهيوني، ومرورًا بقيادات أمريكا وأوروبا، وكل دول العالم، وصولًا إلى محور المقاومة، وكل الرافضين تاريخيًا لوجود الكيان الصهيوني. وربما فاجأ حتى المقاومين الذين انقضوا عليه، ونفلوه نفلًا، وأخذوه قتلًا وأسرًا، ضباطًا وجنودًا. ناهيك عن استسلام ميليشيا المستوطنات. وقد تجمع في أسر المقاومة ما لا يقل عن 120 عسكريًا، وبضع مجندات. لا تسل عن حالات الغضب والخوف، وما تشكّل من روح انتقامية جامحة، حتى فقدان الصواب. وقد تحشد كل رؤساء الغرب للمساندة والدعم،…
العودة إلى الحرب، وبتصعيد ميداني فوري، ضد المدنيين، وضد ما تبقى من بيوت سكنية، والعودة بالطبع إلى الحصار المطبق، والحرمان المطلق، للدواء والطعام والوقود والماء، جاء بعد توقع أن تمتد الهدنة الإنسانية إلى بضعة أيام أخرى، أو حتى الوصول إلى وقف إطلاق النار. الأمر الذي أعاد مشاهد القتل الجماعي، والتدمير الواسع إلى ما كانت عليه. وذلك مع عودة التصميم من جانب نتنياهو وشركائه، على التأكيد، بأنها عودة لن تتوقف. ويجب أن تحقق أهداف الحرب بالقضاء على المقاومة، وتحرير “الأسرى” عنوة واقتدارًا.من يتابع مجريات القصف الجوي والمدفعي والصاروخي، يتأكد أن العودة إلى الحرب لا رجعة عنها. وهذا ليس موقف نتنياهو وحده،…
حملت الحرب التي اندلعت في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 عدة أبعاد. أولاها، ما حملته مشاهدها من بطولات ومآثر خطّتها كتائب عزالدين القسام، وما حملته من مشاهد انهيار قوات من الجيش الصهيوني في غلاف قطاع غزة، وما أوقِع فيه من خسائر شملت مئات القتلى والأسرى والهاربين. على أن هذه المقالة ستركز على بُعد واحد من الأبعاد المثيرة آنفة الإشارة إليها، وهو البُعد المتعلق بما يُتوقع لهذه الحرب أن تحمله من تطورات عسكرية قادمة، ولا سيما في بُعد استعادة الجيش الصهيوني لزمام المبادرة، نسبياً، وجزئياً، وذلك بشن مئات وآلاف الغارات الجوية بواسطة عشرات أو مئات الطائرات الأمريكية، والتي تطلق الصواريخ…