الكاتب: منير شفيق

واجه الكيان الصهيوني منذ تأسيسه عدة ورطات، أو تناقضات، تتعلق بمبدأ وجوده في فلسطين، وبناء “دولته” أو كيانه فيها. بداية من خلال مخالفته للقانون الدولي، الذي يحصر تقرير المصير في فلسطين بالشعب الذي كان يسكنها يوم احتلال الاستعمار البريطاني لها في العام 1917. وواجه الورطة نفسها، في عدم سماح القانون الدولي للاستعمار البريطاني، في أثناء احتلاله فلسطين ما بين 1917 و1948، بإحداث أيّ تغيير جغرافي أو سكاني في فلسطين. وهو ما ينطبق على كل ما حدث من هجرة يهودية إلى فلسطين، باعتبارها غير شرعية، من وجهة نظر القانون الدولي. وواجه الورطة في توصية (قرار) التقسيم، رقم 181، لعام 1947. وقد…

قراءة المزيد

ثمة تيار لدى بعض المعلقين الصحفيين، والمثقفين الفلسطينيين، لم يصلوا إلى قناعة، بالرغم من تجربة الثمانية أشهر الماضية، بأن ثمة قيادة للمقاومة خاضت، وتخوض حرباً فلسطينية وإقليمية، وذات أبعاد عالمية. وقد توحّد الشعب الفلسطيني، موضوعياً، من خلال الالتفاف حولها وتأييدها. ولم يصلوا إلى قناعة، بأنها هي التي يتم التفاوض غير المباشر معها، على شروط وقف إطلاق النار، والانسحاب الكامل لقوات العدوان من قطاع غزة. ولهذا برزت مقالات راحت تطالب، بحجة تعداد إيجابيات تلك القيادة (حماس) وسلبياتها، لتخلص إلى القول أن الوضع بحاجة لتشكّل قيادة موحدة فلسطينية تقوم بمهمة مواجهة تحديّات المرحلة التالية لوقف إطلاق النار. وقد التقت هذه المطالبة، بتقدير…

قراءة المزيد

لا بدّ من التوقف بتأنٍ، ومن البحث في تعمّق، أمام قراءة ماذا فعلت حرب غزة في الرأي العام فلسطينيًا وعربيًا وإسلاميًا، ورأيًا عامًا عالميًا، ولا سيما أوروبيًا وأمريكيًا. وذلك ابتداءً من الانتصارات العسكرية التي حققتها المقاومة في الحرب البريّة، ومرورًا بالصمود الشعبي في مواجهة حرب إبادة للبشر، وتدمير شبه شامل للدور والمستشفيات، وانتهاءً بالفعل السحري الذي تركته كوفية أبي عبيدة، وخطاباته في حرب الإعلام، وتحريك إصبعه متوعدًا، وتحوّله قدوة للأطفال. وإذا أُجّل، لمقالة أخرى، تناول هذا التأثير بالنسبة إلى تأثيره في الجماهير الفلسطينية، والعربية والإسلامية، والعالم-ثالثية، لما يمثله المتلقي هنا من خصوصية معبأة، أصلاً، ضد الكيان الصهيوني وأمريكا، أو معبأة…

قراءة المزيد

النظرة السريعة إلى الفارق الكبير بين ما يمتلكه الجيش الصهيوني من سلاح وقوة نيران وتاريخ عسكري، ودعم أمريكي-غربي بالذخائر، والتغطية السياسية والإعلامية، والنفوذ الدولي، من جهة، وإلى ما تمتلكه المقاومة من سلاح وقوّة نيران، أو “دعم” عربي وإسلامي ودولي، ووضع محاصر و… لا بد من الخروج بنظرة عسكرية تُعتبر غير قابلة للجدال: تفوّق عسكري كاسح في مصلحة الجيش الصهيوني. وهو ما ترجم تاريخيًا عدّة مرات ضدّ الجيوش العربية، أو إقامة الكيان الصهيوني، أو حروب 1948 أو 1956 أو 1967، و1982، أو اقتحام قطاع غزة عدة مرات، وحكمه لعشرات السنين. ولهذا، توقّع كثيرون أن الحرب البريّة في اقتحام غزة بعد عملية…

قراءة المزيد

عندما يبدأ شاب في مرحلة الخمسينيات من القرن العشرين حياته في عالم السياسة والفكر ماركسيًا، أو شيوعيًا، لا ينبهر بالديمقراطية الغربية، كما يمكن أن يفعل اليوم شاب يبدأ حياته السياسية والفكرية، وهو لم يتأثر بالماركسية والتجربة السوفياتية، في المنتصف الثاني من الخمسينيات الماضية، ولا سيما بعد انهيار المعسكر الاشتراكي، أوائل تسعينيات القرن الآفل. فالماركسية اعتبرت، منذ بدايتها، الديمقراطية الغربية دكتاتورية الرأسمالية. ووجهت لها نقداً نظريًا، وسياسيًا، صارماً. ولكن كانت أول معضلة واجهتها في الديمقراطية في الكيان الصهيوني، وذلك عندما كانت السياسة السوفياتية مؤيّدة لقيام دولة الكيان الصهيوني 1948، وبعد أن وافقت على قرار التقسيم رقم 181 لعام 1947. بلغت تلك…

قراءة المزيد

إن المجزرة الإبادية المتواصلة ضدّ المدنيين، ولا سيما الأطفال، طوال الستة أشهر الماضية في قطاع غزة، خرجت من إطار الحرب العسكرية، بل من إطار ما عُرِف قبلها من مجازر، وذلك بسبب عالمية مرتكبها الصهيوني، ثم أمريكا والغرب في دعمه وحمايته وتغطيته. كما بسبب الطرف المستهدف، من المدنيين الغزاويين الذين هم جزء من الشعب الفلسطيني، والشعوب العربية والإسلامية، وما تمثله المقاومة المسلحة من رمزية، في إطار حركة التحرير العالمية، من الاستعمار والإقتلاع والإحلال الاستيطانيين. من يتأمّل جيدًا في هذه الحرب الإبادية للمدنيين، وامتدادها من تشرين الأول/أكتوبر 2023 إلى منتصف نيسان/أبريل، وما زال الحبل على الجرار، يجدها مختلفة عمّا سواها. وذلك، أولاً،…

قراءة المزيد

صدر بيان تحت العنوان أعلاه، بلا تحديد تاريخ، أو مصدر صدور، يُطالب بالتوقيع عليه. وقد تألف من أربع فقرات تضمنت ما يلي: أولًا – “إزاء ما يرتكبه الاحتلال من فظائع وعمليات إبادة جماعية ضد شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، وإعادة الاحتلال المباشر للضفة الغربية، وما يسجله الشعب الفلسطيني من مآثر في مواجهة العدوان، لم يعد ممكنًا مواجهة متطلبات المرحلة الحالية الخطرة، (والمرحلة) التي تلي العدوان، من غير قيادة فلسطينية موحدّة”. “إننا ندعو إلى إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية على أساس وحدوي بحيث تشمل جميع القوى السياسية والهيئات الأهلية والمدنية والاقتصادية الفاعلة”. يُفهم من هذه الفقرة أن في المرحلة السابقة، من…

قراءة المزيد

مجموعة حقائق تتعلق بالقضية الفلسطينية، وكل من وجود الكيان الصهبوني، والمشروع الصهيوني: أولًا: عدم شرعية الكيان الصهيوني من وجهة نظر القانون الدولي، وعدم شرعية القرار رقم 181 الصادر عن الجمعية العامة لهيئة الأمم المتحدة، وهو القرار الذي قسّم فلسطين إلى دولتين يهودية، وفلسطينية عربية، وقد استندت إليه الوكالة اليهودية عام 1948 لإعلان “دولة إسرائيل”. يقضي القانون الدولي الخاص بالاستعمار والمستعمرات، وقد عبّر عنه إعلان “منح الاستقلال للسكان والشعوب المستعمرة”، بأن الحق الحصري في تقرير مصير المستعمرات، بعد رحيل الاستعمار، هو للشعب الذي كان يشغل البلد الذي استُعمِرَ، في لحظة احتلاله، فهو المرجع القانوني الدولي في إعلان دولة الاستقلال. وعندما يطبّق…

قراءة المزيد

مجزرة رهيبة طويلة الأمد ارتكبها، ويرتكبها، الكيان الصهيوني ضد المدنيين العزّل من سلاح يواجه الطائرات في قطاع غزة. وحدث ذلك، ويحدث، على مشهد من العالم كله، لا سيما على مرأى من قادة الإدارة الأمريكية والحكومات الغربية، ومن بينهم من شارك وأيّد، ولم يزل. هنا ما كان للمرء، قبلها، أن يتصوّر، أن ثمة وحوشًا بشرية يمكن أن تصل إلى التأييد لها، أو السكوت عنها إلى هذا الحد، فيما بمقدورها أن توقفه في أولى خطواته. طبعًا يعرف كل من قرأ في السياسة، أو في التاريخ الحديث، بأن قادة الغرب والرأسماليين العالميين الغربيين، في كل عهودهم، منذ بدايات القرن السادس عشر، مارسوا النهب…

قراءة المزيد

ما كان للعالم خلال القرنين الماضيين، ليتأثّر كله، أو ليقع، في قبضة حرب إلّا إذا كانت الحرب أوروبية- أمريكية، كما حدث في الحربين العالميتين الأولى والثانية، أو في الحرب الباردة التي هدّد فيها المعسكر الاشتراكي الغربَ والرأسمالية العالمية. أمّا أن يَنشدَّ العالم كله إلى حرب غزة، أو يقع في قبضتها، وهي حرب مسرحها جزء من فلسطين (قطاع غزة)، ولأكثر من مئة يوم (والحبل ما زال على الجرار)، فأمرٌ خارجٌ على قوانين الصراع في العالم، ولا سيما تحكّم الدول الكبرى في أحداثه. قطاع غزة، من حيث مساحته، لا يساوي ضاحية في عاصمة كبرى. أمّا في عدد سكانه، فلا يتجاوز حيًّا من…

قراءة المزيد