بالتأكيد، إن المسألة مزيج بين التقصير والقصور، فالعيش في زمن الإبادة يفضي إلى الضياع والربكة؛ ما الواجب الأخلاقي اليوم؟ وما العمل؟ ليس للمستقبل بل الآن وفورًا، وطالما الإبادة مستمرة فنحن في خضم الفشل. ولكن، في وسط صخب كل شيء، إن علمتنا فلسطين شيئًا فهو أنه وعلى الرغم من كل التعقيد والحيرة والتشابك والخربطة فهنالك زاوية واحدة، مستمسك يقيني واحد، ما إن ضعنا التجأنا إليه ألا وهي الشهيد والشهادة. إن ما تعمل عليه الإبادة هو محاولة تحويل الموت والشهداء إلى رقم أو نسبة مئوية، هذا الموت الجارف الهائل يحاول بزخمه القضاء على علاقتنا مع الشهادة والشهيد، وإغراقه وتضييعه. ولذلك، لعله من أهم أجوبة زمن الإبادة هو إعادة تصدير الشهيد وتقديمه والوفاء له، لأجلنا لا من أجله. لم أعرف الشهيد أدهم أبو شرخ قبل شهادته، وفي ليلة الثاني عشر من مايو، التفت إلي من بجانبي وقال أدهم استشهد. كان في تلك اللحظات تساؤل من هو أدهم ممزوج بحسرة وألم أنه كان من المفترض أن أعرفه. ولكننا، ككثير من الشهداء اليوم، أصبحنا نعرف أن أحد أبرز مصاديق الشهادة كون يوم استشهاده، بشكل ما، هو أيضًا يوم ولادة جديدة، حي بيننا اليوم بشكل سحري. فعلًا إن الشهادة معضلة فلسفية أبدية. اليوم، بعد قرابة شهرين بالضبط من شهادته، أشعر أني أعرفه كثيرًا كأنه حي، لم يكن ذلك لولا والده العم كرم أبو شرخ، أبو أدهم. أسابيع بعد شهادة أدهم، علِمنا أنّ أباه يعيش في مدينة تبعد عن العاصمة الهولندية أمستردام ساعة بالقطار، أب شهيد من غزة وبيننا. أمسى الموضوع في حكم الواجب والفرض. وصلنا لرقم أخيه ثم أبيه. في البداية، ظننت أن أبو أدهم مقيم في هولندا منذ زمن، ومن ثم، ومن أول تواصل، اكتشفت أن أبو أدهم ومنذ قرابة الـ28 شهرًا وهو يعيش في المخيمات وضمن إجراء اللجوء. يعيش أبو أدهم في سفينة، وهي كسفن الرحلات السياحية الضخمة يستأجرها الهولنديون ويسكِنون بها اللاجئين. حينما أخبرني أنه في “كامب السفينة” مباشرة تغير كل شيء، فهو يعيش وحيدًا إذًا. وعليه، أيضًا أتاه خبر أدهم وهو وحيد وفي غرفة صغيرة قاتمة، ولم يعش أي نوع من العزاء بابنه، ولم يتحدّث مع أحد عنه. كان ذلك واضحًا وجليًا في مباشرته ولهفته في الحديث عن ابنه: “أدهم حاجة تحفة”، “كان صخرة بالنسبة لي”، “ولا عمري بنساه”، “صعب أوصفه، إذا وصفته راح تقول ببالغ”، “والله انا سافرت عشان أدهم”. خرج أبو أدهم من غزة نحو أوروبا لغاية الهجرة وتحصيل الإقامة ومن ثم التمكّن من لمّ الشمل واستحضار أبنائه، في مقدّمتهم أدهم. وحين اللقاء به لم يمل ولا للحظة ولم يقل شغفه واعتزازه بالحديث عن أدهم من طفولته إلى لحظة شهادته إلى تحقيق السلطات الهولندية معه، وتحديدًا وزارة الخارجية، حول طريقة استشهاد ابنه. يتحدّث أبو أدهم عن طفولة ابنه البكر واصفًا كيف أنها مختلفة عن أي حياة لطفل وأبيه. لم يكن الفارق العمري بين أدهم وأبيه كبيرًا. يشرح العم كرم أبو شرخ كيف أن علاقته مع أدهم كانت مزيجًا بين الصداقة والأبوة: “عندما أشعر بالملل أبحث عن أدهم، نقضي الوقت في الحديث”، مشدّدًا على اختلافه مع أدهم في مواقف كثيرة إلى درجة الصدام واحتدام النقاش. يذكر أبو أدهم قصصًا كثيرة عن طفولة أدهم، تحديدًا تلك المواقف من صديق له متدين كان قد ائتمنه على تعليم ابنه القرآن في المسجد، وكيف أن الصديق كرر له أن ابنه فطن وذكي ومختلف عن أقرانه. يضحك أبو أدهم وهو يتذكر كيف أنه وحين يجتمع بأصحابه في المنزل يدخل أدهم ويسترق السمع ثم يدخل في الحديث ويجادل ويعبر عن مواقف سياسية بجرأة وحماسة. حتى حين يزوره الأصدقاء مرة أخرى يسألونه عن أدهم: “أين هو؟ نادي عليه”، يضحك أبو أدهم وهو يقول كيف أن أصدقاءه أصبحوا يزورونه لأجل ابنه أدهم لا لأجله. لم يعش أدهم في كنف حياة زوجية مستقرة، إلا أن هذا ما جعله يتولى مسؤوليات أكبر من عمره كما يقول أبو أدهم، سواء في علاقته مع إخوته أو أبيه. ومما جعل العلاقة بينهما أقوى، أن الأب يعتمد عليه في كل الأمور. “كان سندًا حقيقيًا”، كان “رفيقي وابني”، يقول أبو أدهم. يكمل مصارحًا أن لخروجه من غزة قبل الحرب بسنتين سببان، وكلاهما متمحوران حول أدهم: الأول، رغبته بتوفير بيئة تثمن القدرات الكبيرة التي يمتلكها ابنه “تعرف لما يكون عندك حاجة ثمينة وبدك تحافظ عليها أنا هيك مع أدهم”. والآخر، يعبّر عنه لأول مرة، خشيته من أن أدهم “ينتمي”، أي أن ينتسب لأحد فصائل المقاومة. فبتعبير أبو أدهم، إن لشاب بهذا الذكاء والفطنة والصدق مسارين؛ إمّا النجاح المهني والتعليمي أو أنه سينتمي، وكأب أردت الحفاظ على ابني، غريزة حب لا يمكن لأحد القفز عليها. علّ أحد شواهد قرب علاقة أدهم بأبيه هو صباح السابع من أكتوبر نفسه، استيقظ أبو أدهم في السفينة على اتصال من غزة فجرًا، في البدء ظن أن الخبر وفاة أحد من والديه، لكنه سرعان ما رأى المشاهد، لا ينفي أبو أدهم شعوره بالفرح، إلا أنه علم أن حياته ومشاريعه تغيرت للأبد، وأن القادم صعب. اتصل على أدهم قرابة الساعة الثامنة وبقيا معًا، الأب وابنه، في اتصال دام 4 ساعات، يراقبون ويناقشون الأحداث مع بعضهما، ليس أي أحداث بل إحدى أهم ساعات تاريخنا النضالي المعاصر، تابعها الأب وابنه معًا. يخبرنا أبو أدهم عن حماس وسعادة أدهم، وأيضًا قوله إن كان على المقاومة البقاء في المستوطنات وتحريرها وأن ننتقل للسكن فيها ونقاتل عنها وفيها. كان حماس الولد يسمع من أبيه الذي لم يخف خشيته، ليحدث ابنه عن التنسيق للخروج عبر مصر حيث كان حينها بمئات الدولارات فقط: أدهم أعمل لك تنسيق؟ يجيب جازمًا بالرفض. ولن تكون هذه المرة الأخيرة التي يخير فيها أدهم بين الخلاص والبقاء ولا يغير موقفه. مع نشوب الحرب وبداية إعلان العدو للناس للنزوح للجنوب، كان أدهم في منزله قرب جباليا قد حسم قراره برفض النزوح، لم يوافقه على ذلك سوى جده وجدته، اللذان، وفقًا لأبو أدهم، من الجيل الذي جرب النزوح من قبل ويفضل الموت على تكراره، مكملًا أن بقاءهما شكّل حجة لأدهم لتبرير بقائه لأبيه: “بدك أترك أبوك وأمك؟” فيصمت الأب القلق. بقي أدهم وجده وجدته بالمنزل، حتى علم أبو أدهم بقصف المنزل المجاور تمامًا لمنزهم، فاتصل بصديق له يعمل في جهاز الإطفاء طالبًا منه الذهاب وتفقد المكان، لم يصدق الصديق أن أحدًا كان قد بقي في تلك المنطقة، وذهبوا وكان أدهم في المنزل وجدّته قد سقطت من السرير جراء القصف، لتصاب بكسور. وحدها الكسور أجبرت الجدة على قبول نقلها للمستشفى الإندونيسي ومن بعدها للسكن مع ابنتها. بقي الجد وأدهم في الشمال، وعلى إثر إصابة الأم، عاد أحد أعمام أدهم للشمال أيضًا، وأوكل لأدهم العناية بأبناء عمه وجدهم، ومن ثم تقصف العمارة التي هم فيها، وتشتد الأحزمة النارية، وهنا يواجه أدهم أحد أكثر القرارات والمعضلات الأخلاقية. وقف الشاب العشريني بين خيارين وواجبين نبيلين، البقاء والثبات في الشمال، وأيضًا تأمين جده وأبناء عمه الصغار للجنوب، فقرر أن الجمع أحوط، وأن عليه تأمينهم في الجنوب ثم العودة للشمال، ليذهب للجنوب وتغلق بعدها كل طرق العودة للشمال. يقول أبو أدهم إن ابنه كان غضبانًا جراء ذلك، وألقى باللوم على عمه، في كيف آلت الأمور ليكون حبيسًا نازحًا في رفح تاركًا جباليا خلفه. في ذات الوقت، أتت الموافقة من السلطات الهولندية ولمّ الشمل لأدهم وأخوته للقدوم لهولندا، ومرة أخرى يقول الأب لابنه سأدفع التنسيق الذي وصل لآلاف الدولارات واخرج من غزة، مجددًا رفض أدهم بشكل صارم. خيّر أدهم بين البقاء في غزة وبين مجرد أسابيع، إن لم تكن أيام، والوصول إلى أوروبا، فكل الأوراق جاهزة، فرفض ولم يفكر للحظة، يقول أبو أدهم. إلا أن ما لم يعلمه أبو أدهم أن لابنه مخططات أخرى، ظانًا أن المسألة فقط عدم رغبة ابنه بالرحيل عن غزة، متمسكًا بالبقاء، “فأن تحارب هو أن تبقى” كما كتب أدهم يومًا. لم يكن يعلم أبدًا، بل لم يكن يتخيل، أن لأدهم أي علاقة بالسلاح أو العمل المسلح، معلقًا أنه لو كان يعلم لنزل إلى غزة وربط أدهم بالحبال فليس على أي أب أن يشهد فقدان ابنه. صباح السبت الموافق للحادي عشر من مايو، زار أدهم خيمة أهله في رفح، تنقل أخته وجده أنه أخبرهم أن هذا هو اللقاء الأخير، ليتهكم عليه جده ويزجره، في هذا اليوم كان أيضًا الاتصال الأخير لأدهم مع أبيه، ثم وخلال الـ٢٤ ساعة التالية يشتبك أدهم مع قوات الاحتلال في رفح وينسحب وأثناء انسحابه استهدفته مسيرة صهيونية هو وصديقه ليستشهد على الفور. تلقى أبو أدهم الاتصال من ابنه الثاني أحمد، الذي كان بدوره يبكي أخاه، صعق ولم يصدق، وحيدًا بين غرباء على سفينة، وكأن الدنيا توقفت، إلا أن العم الأربعيني يقول إنه بشكل غير مفهوم ومن أول اللحظات أفرغ الله عليه الصبر، وتوضأ وسجد وشعر بسكينة لم يشعرها في حياته. بعدها عاد واتصل بأحمد مستفسرًا عن تفاصيل الشهادة، وطلب صورة لابنه الشهيد، ليسأله أحمد إن كان متأكدًا، فيجيب بالتأكيد، ثم ليرى صورة ابنه مسجى شهيدًا بوجه سمح، صورة بدورها أدخلت السكينة في نفسه كما يقول أبو أدهم. صدمتان تلتا الشهادة، ظن الأب أن ابنه قضى في قصف عشوائي، ومن ثم ليتفاجأ بخبر أن أدهم كان عائدًا من نقطة اشتباك. حينما رأى أبو أدهم صور ابنه ممتشقًا سلاحًا لم يصدق عينيه، لم يكن يعلم هذا الجانب عن ابنه، لم يعلم حتى أنه يعلم كيفية استخدام السلاح. بحث وسأل الأب بعدها أصدقاء ابنه الشهيد، كيف ومتى وأين؟ قبل الحرب، في الشمال، كان للشاب المثقف علاقة بالسلاح والاشتباك، وحين علق بالجنوب حاول الانتساب لكتيبة رفح في “القسّام”، إلا أن الكتيبة، وللمحاذير الأمنية، حصرت الانتساب بأبناء المحافظة، لا نعلم لأي فصيل انتمى أدهم أو أنه شكل خلية مع أصحابه، وقام دفاعًا عن حمى فلسطين وغزة مشتبكًا مع غزاة أرضه وأهله. بالعودة إلى حساب ونشاط أدهم على منصة “أكس” في الأسابيع التي سبقت اشتباكه، نستطيع، ولو من بعيد، فهم ما كان يفكر فيه، كان حريصًا على الكتمان، لا ذرة من رياء، كان يعبّر بجمالية وصراحة عن حبه للمقاومة وفلسطين، كان بوعيه بمقام الشهيد الفدائي الفلسطيني أمامنا قبل شهادته. آخر تغريدة تشرح كل شيء، قبل أقل من يوم من استشهاده، أبيات مظفر النوّاب: خذ سرعتك القصوى انفجر دمر أي مكان في العاصمة الإسرائيلية واستشهد فالله سيلقاك قبيل وصول الأرض أو أنت وصلت احتضنتك فلسطين صعب أن نتخيل ونحن نرى العمليات الفدائية في فلسطين ماذا كان يفكر الفدائي قبل ذلك الإقدام البطولي والهجوم على المنية، ما الذي يشحذ به همته الأخيرة، أي مورد وحديث حدثه نفسه، بينما مع أدهم فهو رأى هذه الأبيات كرسالة أخيرة، لقيا الله سبحانه واحتضان فلسطين وكفى. للفدائي أحلام أخرى بعيدة عن حياتنا الدنيوية، فما أوصى أدهم وتمنى وتخيل صورتها وهي حي، بلاطة سوداء شاهدًا لقبره، يكتب عليها: “إن تراب العالم لا يغمض عيني جمجمة تبحث عن فلسطين”. لم يكن الاشتباك المفاجأة الأولى التي يخبرنا عنها أبو أدهم، بل ما غير كل شيء فوق تغيير شهادة ابنه مقاوماً لكل شيء، هو حجم محبة الناس لأدهم، للإرث الذي تركه، لا يتوقف أبو أدهم بفخر واعتزاز عن تداول ونشر صور المنشورات المتعلقة بابنه، لصوره في كل مكان، لم يستوعب الأب حجم الرسائل التي أتته حول ابنه، ومع كل مرة يذكر فيها أحدًا راسله وسأله وأخبره بقصة وعمل حسن عن ابنه كان يختم الجملة: “الله يرضالي عليك يا أدهم”. كان الأب يرسل الأموال لابنه ليكتشف أنه كان يوزعها للناس. استشهد أدهم وفي حسابه 800 دولار، لم يكن لأبيه التصرف بها إلا بإكمال ما أراد ابنه وهو توزيعها على المحتاجين في غزة. لم تكن الاتصالات المحبة لأدهم هي الوحيدة التي أتت لأبيه، بعد أيام من شهادته اتصلت وزارة الخارجية الهولندية بكرم أبو شرخ، واستدعته إلى لاهاي، زيارة عنوانها الاطمئنان والحرص والتعزية، والوعود الخاوية عن الرغبة في المساعدة. ذات الوزارة التي تبيع الكلام للغزاويين كما فعلوا مع أبو أدهم أن لا تخرجوا أهلكم بتنسيق فنحن سننسق مع “السلطات”، إلى أن أغلق المعبر. في مكتب الوزارة، وفي خضم الكلام المعسول، طرقت الباب موظفة عرفت عن نفسها بأنها مسؤولة “وسائل التواصل الاجتماعي في الوزارة” وبدأت باستجواب مريب للأب عن شهادة ابنه: كيف وأين؟ ولماذا لم يذهب للمناطق الآمنة؟ موحية بعلمها باشتباكه مع العدو، سؤال استنفر الأب الذي رأى فيه تبريرًا لقتل ابنه، فبالنسبة للغربيين موت الفلسطيني على أرضه موضع تحقيق. أجاب الأب بجسارة عن ابنه وعن أهالي غزة وعن كذبة المناطق الآمنة، لتأخذ الموظفة موقفًا دفاعيًا وتبرر بوقاحة أنها فقط تسأل من حرص. بين إرثه العظيم وسيل المحبين من كل البلدان العربية، رسائل حب من لبنان والعراق وتونس أتت لأبي أدهم في ابنه، وبين شهادة لأدهم أرعبت مسؤولي حكومة غربية ليبحثوا خلف وحول الشهيد بعد شهادته نيابة عن “إسرائيل” وأصالة عن أنفسهم، يقف أدهم كشاب لم يبلغ الخامسة والعشرين، ولكن كنموذج حي لصورتنا المتخيلة كعرب للفتى الفلسطيني، ذلك الشاب الشجاع المؤمن القوي الوسيم الذي ينوب عنا ويمثلنا جميعًا في قتال الاحتلال. فكما القول الذي سنخلده لأدهم: “أنتمي للعداء لإسرائيل”، نحن ننتمي لك يا…

لا يزال سيناريو الحرب مع المقاومة الإسلامية في لبنان (حزب الله) يُشكّل أكبر تحدٍّ لكيان الاحتلال. وعلى هذا الأساس، تضجّ الأروقة الإسرائيلية بالنقاشات حول الحرب في شمال فلسطين المُحتلة والقدرة الإسرائيلية على مجابهة حزب الله، الذي يدكّ مراكز العدو على كافة الشريط الحدودي يوميًا بالصواريخ، إضافة إلى الهجمات بالطائرات المسيّرة التي يُنفّذها بين الفترة والأخرى، وبعثه برسائل تهديد للعدّو عبر نشر صور لمواقع صهيونية التقطتها الطائرات من دون طيّار والتي تمكّنت من الإفلات من الرصد الإسرائيلي. هذه الهجمات أثبتت مع الوقت ثقل جبهة الشمال والدور الكبير الذي يؤديه الحزب للتخفيف عن جبهة غزة. واضح أنّ الضغط الذي يمارسه حزب الله على «إسرائيل» أكبر من أن يحتمله قادة العدّو. لا ينفك الوزراء والمسؤولين يُطلقون التصريحات التهديدية للبنان، وتوعّد الحزب بتدميره وتدفيعه ثمن ما يفعله. على أن هذه التصريحات تنافي تقديرات المؤسسة الأمنية الإسرائيلية ومعظم قيادات قوات الاحتلال، الذين يُحذّرون بشكلٍ مُتكرّر من أنّ الحرب مع المقاومة اللبنانية ستُكلّف «إسرائيل» الكثير من الخسائر. كما أنّه في العلن، يبدو أنّ الولايات المتحدة تُفضّل عدم شنّ حرب شاملة على لبنان، وتضغط على الإسرائيليين واللبنانيين على السواء لتخفيف التصعيد. في الوقت عينه، أعلنت مصادر إسرائيلية أن رد حركة حماس على اقتراح «صفقة تبادل» الأسرى هو للمرة الأولى قابل للبناء عليه للتوصل إلى صفقة شاملة. وقد أعلنت حركة حماس أنها تناقش بإيجابية كبيرة مقترحات الحل مع الوسطاء في قطر ومصر. في المقابل، عبّر معلّقون إسرائيليون، وعلى رأسهم الصحافي رونين بيرغمان في صحيفة يديعوت أحرونوت، عن خشيته من لجوء بنيامين نتنياهو إلى عرقلة المفاوضات لأنه لا يريد نهاية الحرب. اغتيال قائد في المقاومة في المرحلة التي لم تحسم خلالها «إسرائيل» شنّ حرب شاملة على لبنان أم لا، تُصرّ على زيادة الضغوط على حزب الله عبر توسيع نطاق العمليات ورصد المقاومين الميدانيين واستهدافهم. فيوم الأربعاء 3 يوليو، استهدفت مسيّرة إسرائيلية سيارة في منطقة الحوش بمحيط مدينة صور في جنوب لبنان، تبيّن لاحقًا أنّ المستهدف قائد عسكري في حزب الله، يُدعى أبو نعمة ناصر، قائد وحدة «عزيز». يُعدّ أبو نعمة ناصر أحد قادة المحاور الثلاثة للحزب في جنوب لبنان. وردًّا على العملية، أطلق حزب الله صليات صاروخية كبيرة ومسيّرات باتجاه الأراضي المحتلة في الجليل والجولان السوري المحتّل. وأقرّ إعلام الاحتلال سريعاً بوقوع إصابات في صفوف جنود العدو. رفح مقابل التهدئة مع الحزب؟ النية الأمريكية لتهدئة الحرب الدائرة مع حزب الله، تجاوزت اللقاءات الدبلوماسية. فبحسب تقارير إعلامية إسرائيلية، يتم التحضير خلف الكواليس لمسودة اتفاق أمريكية تتضمّن «إبعاد كل السلاح الثقيل التابع لحزب الله وقوة الرضوان إلى ما وراء الليطاني، مقابل إعادة إعمار أمريكي – أوروبي للبنان. في مقابل ذلك، تقوم إسرائيل بتقصير العملية في رفح وإنهائها، بعد أن دخل الجيش الإسرائيلي فعلًا إلى المرحلة الأخيرة في القتال فيها». وبحسب التقارير، يعتقد الأمريكيون أنّ حزب الله «سيقبل بهذه الشروط». اعتقاد خاطئ مع تأكيد المسؤولين في الحزب مرارًا وتكرارًا أنّه لا مجال للبحث في تهدئة شمال فلسطين المحتلة، طالما أنّ الحرب على غزة مُستمرة. حزب الله والجيش الروسي ذكرت تقارير صهيونية أنّه: – «بات واضحًا أنّ حزب الله يستخدم ضدّ الجيش الإسرائيلي أسلوب عمل مماثل لعمل الجيش الروسي ضد القوات الأوكرانية، لذا على المؤسسة الأمنية والعسكرية استخلاص العبر اللازمة من الحرب في أوكرانيا وتطبيقها فورًا، قبل أن تتوسّع الحرب في الشمال». – «200 منزل في المطلّة دُمّروا وعدد قليل من السكان بقي فيها». – «التعاونيات في الداخل تستعد لسيناريوهات متطرفة لحرب في الشمال». رأى رئيس مجلس الأمن القومي السابق، يعقوب عميدرور (يعمل حاليًا ضمن طاقم استشاري شكّله رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو ليكون قريبًا منه) أنّه يوجد 6 أسئلة ينبغي على «إسرائيل» أن تجيب عليها قبل اتخاذ أي قرار بالحرب على لبنان وهي: 1- هل يستطيع الاقتصاد الإسرائيلي بعد سنة من الحرب تحمّل سنة أخرى من حرب أصعب؟ 2- هل نخسر الشرعية الدولية ويُغير الأمريكيون سياستهم في حال الهجوم ضد حزب الله؟ 3- هل الجمهور الإسرائيلي يؤيد الحرب التي ستتسبّب بخسائر كثيرة ويسقط مدنيون في الجبهة الداخلية؟ 4- هل الجيش قادر بعد ثمانية أشهر من القتال في غزة على مواصلته؟ 5- هل يمكن استدعاء الاحتياط مرة أخرى لمواجهة جبهة جديدة؟ 6- هل الجبهة الداخلية جاهزة؟ أكد مسؤولون رفيعو المستوى في قوات الاحتلال الإسرائيلي أنّه خلال الحرب مع لبنان «لن يكون لدى سلاح الجو القدرة على تقديم مساعدة جوية لصيقة لكلّ القوات». كما أنّ التهديد على الطائرات، ولاسيما المسيرات والمروحيات، «سيكون أكبر من الذي في غزة، وهذا الأمر سيؤثّر على مهام المساعدة الجوية اللصيقة». في حال اندلاع حرب… تعمل الجبهة الداخلية الاسرائيلية على مجموعة سيناريوهات في حال اندلاع حرب مع حزب الله. تقارير صحافية ذكرت بعضًا من هذه السيناريوهات: – تشغيل المستشفيات كـ«جزيرة معزولة» بسبب صعوبة التنقل على طول الطرق. -انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة في مناطق واسعة، والتي قد يتعرّض بعضها للقصف في وقت واحد. وفي هذه السياق، حاولت الصحافة الصهيونية «الطمأنة» إلى أنّ العدّو يمتلك احتياطيًا كبيرًا من الفحم في الشمال والجنوب يُمكنه ضمان استمرارية إمدادات الكهرباء لأشهر. مع الإشارة إلى امتلاك مخزونات من الديزل والفحم للطوارئ. المشكلة في عدم القدرة على تجديد المخزون بسبب تأثّر علاقات العدو الدولية مع موردين أساسيين للفحم، ككولومبيا وجنوب أفريقيا، فضلًا عن تهديد الهجمات اليمنية للتجارة إلى كيان العدو عبر البحر الأحمر، وتوقعات بالتصعيد في حال امتداد الحرب الشاملة إلى لبنان. ومن التحدّيات الداخلية أنه «لا يمكن تفريغ الفحم إلا في محطة الخضيرة بعد أن انهار العام الماضي رصيف الفحم في محطة روتنبرغ». تمتلك «تل أبيب» 15 محطة لتوليد الطاقة الكهربائية منتشرة في أنحاء فلسطين المحتلّة، «كل منها مُجهّزة لدعم الأخرى في سيناريو طوارئ، وتعويض تزويد الكهرباء بدلًا من المحطة التي مُمكن أن تُقصف». وأضافت تقارير الصحافة الصهيونية أنّ «سيناريو العتمة على الصعيد الوطني لا يتحقق إلا في حال تضرّرت كل محطات توليد الطاقة في الوقت نفسه». نقلت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ مستشفى زيف في صفد «يستعدّ لحرب مفاجئة من دون سابق إنذار في شمال إسرائيل». ووفق التقرير، فإن المدير العام للمستشفى بعث برسالة إلى طاقم المستشفى فيها توجيهات مفصّلة في حالة الحرب. نُقل عن أحد المسؤولين السياسيين الإسرائيليين أنّ مناورة «رأس الحربة» على الحدود مع لبنان، كانت عبارة عن «رسالة»، موضحًا أنّ «اختيار إرسال الفرقة 98 شمالًا، التي ناورت في غزة ومشاركة رئيس الحكومة فيها، يهدفان إلى بعث رسالة واضحة إلى حزب الله بأنّ ما فعله الجيش الإسرائيلي في غزة يمكن أن يتكرّر في لبنان». منطقة عازلة على حدود لبنان؟ – ذكرت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية أنّ «إسرائيل تحاول إقامة منطقة عازلة بعمق 5 كلم على الحدود مع لبنان». وتعليقًا على الموضوع، اعتبر مُعلقون سياسيون صهاينة أنّ المشروع «جزء من تمهيد الطريق لإمكانية التوصّل إلى تسوية سياسية مع حزب الله». فمن خلال إقامة شريط أمني، ستُحاول القيادة السياسية الإسرائيلية إقناع مستوطني شمال فلسطين المحتلة بأنّ «حزب الله تعرّض لضربة قاسية، وأنّ الوضع على الحدود قد تغيّر جذريًا. سيناريو 7 أكتوبر لا يمكن أن يتكرّر». بهذه الطريقة، سيُمارس ضغط لإقناع المستوطنين بالعودة إلى منازلهم «وسيتم منحهم مبالغ مالية كبيرة». هجوم الجولان الصعب اعترفت قوات الاحتلال الإسرائيلي بإصابة 18 جنديًا إسرائيليًا، أحدهم في حالة الخطر، بسبب هجوم المسيرات الانقضاضية الذي شنّه حزب الله على موقع عسكري إسرائيلي في الجولان المحتل الأسبوع الماضي. وذكرت قوات الاحتلال أنّ «الجنود نُقلوا إلى المستشفى لتلقّي العلاج الطبي». وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن خمس طائرات من دون طيار «على الأقل» تم إطلاقها من لبنان، في وقت أُطلقت أيضًا صواريخ مضادة للدروع نحو مستوطنَتي «المنارة» و«المطلة» على الحدود الشمالية. وفي هذا السياق، ذكرت القناة «الـ 12» أنّ المستوطنين على الحدود مع لبنان «يشعرون أنّ حزب الله يقضي بشكل ممنهج على المنازل في المطلة». وأوضح مراسل القناة «الـ 12» في الشمال، أدار غيتسيس، أنه «كلما مرّ الوقت تنكشف تفاصيل إضافية عن الحادثة الخطيرة التي وقعت في الجولان، حيث أنّ عددًا من الطائرات الانقضاضية دخلت من الأراضي اللبنانية، وأن جنود الدفاع الجوي حاولوا اعتراضها من دون جدوى. إحدى الطائرات لم تنجح فقط في الدخول بل بالانفجار داخل موقع للجيش الإسرائيلي في شمال الجولان». رفع الجهوزية في الشمال – تواصل قيادة المنطقة الشمالية رفع جاهزية وكفاءة القوات في الجبهة الشمالية، وقد تدرّب مقاتلو كتيبة «باراك (12)»، التابعة لـ«لواء غولاني» العاملة في منطقة «هار دوف» في مناطق معقدة، على الردّ على التهديدات المختلفة بالتعاون مع قوات المشاة والمدرعات والنيران. – في تمرين آخر للواء «رأس الحربة (55)»، ناورت القوات على سيناريوهات قتالية في مناطق متغيّرة مع التركيز على قدرات التحرك في مناطق مُعقّدة تُحاكي القتال على طرق شمالية والتقدم على طول طريق جبلي واستخدام النار تدريجيًا. – قال مُعلّق عسكري إنّ «الجيش الإسرائيلي لم يُبنَ لخوض حروب طويلة وإنّه لا يوجد حلّ لمعركة قصيرة في الشمال وتحقيق إنجاز سريع وإعادة السكان إلى منازلهم». – وصف معلقون صهاينة تصريح رئيس لجنة موظفي الصناعات الجوية الإسرائيلية، (التي تصنع صواريخ أريحا الحاملة لأسلحة نووية)، يائير كاتس، بأنه «غير عادي»، وذلك بعد أن قال: «لدينا سلاح كاسر للتوازن: إذا قرّرت إيران واليمن وسوريا والعراق وجميع دول الشرق الأوسط أنّ الوقت قد حان لتصفية الحساب معنا، فأنا أفهم أنّ لدينا القدرة على استخدام سلاح يوم القيامة». – أوضح رئيس هيئة الأمن القومي السابق، إيال حولاتا، أنّ كلامه عن إمكانية وقوع 15 ألف قتيل في حال وقعت الحرب مع حزب الله حين أدلى به مباشرةً بعد عملية «طوفان الأقصى»، لا ينطبق على الواقع حاليًا، «فجاهزية الجيش الإسرائيلي للدفاع عن الحدود الشمالية مُحكمة وقوية». – قال المدير العام لحركة الأمنيين، المقدّم يارون بوسكيلا، إنّ «إسرائيل تمتلك حاليًا ميزة للعمل في الساحة الشمالية، أنها في حالة حرب، تمتلك الشرعية للهجوم، ومواطنيها تم إجلاؤهم، لكنها تعاني من ثغرة تكمن في قدرتها على تلقي الضربات». الجبهة اليمنية – لا يخفت قلق مجتمع الاستخبارات الإسرائيلي، بل هو في تصاعد مُستمر لا سيما مع ورود مؤشّرات على أنّ حركة أنصار الله اليمنية بدأت في توسيع نفوذها إلى شمال أفريقيا: السودان، مصر والمغرب في البدء… غزة والضفة الغربية كلّ المؤشرات توحي بأنّ جبهة الضفة الغربية وصلت إلى حافة الانفجار، الأمر الذي يؤرق المسؤولين السياسيين والقادة العسكريين على حد سواء، وذلك بعد بدء قوات الاحتلال عملية توغّل في مخيم نور شمس في طولكرم، ومواجهتها المقاومة في الضفة. إذ فجّر مقاومو كتيبة طولكرم في مخيم نور شمس عبوات ناسفة أسفرت عن مقتل جندي إسرائيلي. وقبل ذلك بأيام، فجّر المقاومون في كتيبة جنين، عبوتين بمركبتين مدرّعتين من طراز «النمر»، التي تعتبرها القوات الاسرائيلية «فخر صناعتها»، ما أسفر عن مقتل قائد «وحدة القناصة» في لواء «كفير النقيب ألون ساكجيو» وإصابة 16 جنديًّا بجروح متفاوتة. – أفادت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ حريقًا ضخمًا اندلع قرب التلة الفرنسية في شرق القدس المحتلة، وامتد إلى قرب قاعدة «عوفريت» والجامعة العبرية في «هار هتسوفيم». 25 فريق إطفاء عملت للسيطرة على الحريق الضخم على السفوح الجنوبية للعيساوية في شرق القدس، الذي قيل إنّه أنه «ناتج عن إلقاء مخربين زجاجات حارقة». وأضافت أن قوات أمن إسرائيلية دخلت إلى العيساوية بهدف البحث عن المشبوهين بإشعال الحريق، «الذي يتمدد ويُهدّدد قاعدة عوفريت ومنشآت أخرى». – تداولت تقارير عدة احتمالية إعلان قوات الاحتلال في الأيام المقبلة «هزيمة لواء رفح». ونٌقل عن المؤسسة الأمنية والعسكرية تقديرها بأنّه حتى «في المرحلة الثالثة، سنضطر إلى إبقاء فرقتين في غزة»، على أن تبقى قوات منتشرة على طول «محور فيلادلفيا» من أجل منع استئناف تهريب الأسلحة والعتاد للمقاومة. – بسبب نقص المقاتلين، قرّرت قوات الاحتلال تحويل عدد من الجنود (من ذوي الامكانات العالية) من الوحدات التكنولوجية في شعبتي الاستخبارات والاتصالات المحوسبة، إلى ذراع البر كمقاتلين. وفي السياق نفسه، أعلنت قوات الاحتلال عن إنشاء فرقة خفيفة جديدة تُسمّى «الغرفة 96 – فرقة دافيد»، تضمّ مقاتلين بلغوا سن الإعفاء ومتطوعين، بمن فيهم متدينين من الحريديم. وبحسب «شعبة القوى البشرية»، فقد يصل تعداد هذه الفرقة إلى 40 ألف فرد. – اغتيال أكثر من 19 من أفراد عائلة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في غزة، اسماعيل هنية، هو بحسب تقارير اسرائيلية «انتقام منه». – يحشد الجيش المصري قوات كبيرة في الجانب المصري من رفح، قوامها نحو 16 دبابة وناقلة جند و140 آلية خفيفة، مع أسلحة مضادة للدروع. – نُقل عن قائد «اللواء الـ 12» قوله إن «تفكيك حماس في رفح سيستغرق على الأقل سنتين إضافيتين». – حذّرت جهات في المؤسسة الأمنية والعسكرية من أنه في حال عدم تمديد الخدمة الإلزامية ستجد قوات الاحتلال صعوبة في إكمال مهمات الحرب. اليوم التالي للحرب ناقش وزير الأمن، يوآف غالانت، مع مسؤولين أميركيين خلال زيارته واشنطن، الأسبوع الماضي، خطة اليوم التالي بعد الحرب على غزة. الخطة، التي تعبّر عن موقف جهاز الأمن الإسرائيلي بحسب غالانت، نالت تأييد مسؤولين أمريكيين؛ وتقضي بتشكيل لجنة خاصة للإشراف على التنفيذ، برئاسة الولايات المتحدة وبمشاركة قوة دولية تضم جنودًا من مصر والأردن والإمارات والمغرب، وتكون مسؤولة عن الأمن في القطاع، وبشكل تدريجي تحصل قوّة فلسطينية على مسؤولية الأمن داخل القطاع الذي سيُقسم وفق غالانت إلى 24 منطقة إدارية. اقتصاديًا: – على خلفية العجز في الميزانية الإسرائيلية، سيُخصم يوم عمل من رواتب الموظفين الحكوميين. – أشار رئيس قسم الميزانيات في وزارة الحرب، غيل بنحاس، إلى أن إجمالي نفقات الحرب سيبلغ 130 مليار شيكل (نحو 35 مليار دولار). الدور الأمريكي – يُعوّل مسؤولون أمريكيون على إنهاء عملية رفح للتوصّل إلى تهدئة في الشرق الأوسط ومنع توسّع الحرب. وتُراهن واشنطن على تغيير الخطاب الإسرائيلي من «إنهاء العملية في رفح» إلى بدء الحديث عن «إنهاء الحرب في غزة». – تقديرات وزارة الأمن الإسرائيلية أنّ الرئيس الأمريكي، جو بايدن، ووزير الدفاع، لويد أوستن لا يُدركان حجم الأزمة داخل كيان الاحتلال، وأنه يوجد «تأخير مُتعمّد على مستوى الموظفين الكبار في الولايات المتحدة فيما يتعلق بحجم بالتسليح الضروري لإسرائيل». – أصدر المدير العام لوزارة الأمن الإسرائيلية، اللواء احتياط إيال زمير، توجيهاته لشراء ذخيرة وأسلحة من حلفاء «إسرائيل غير الولايات المتحدة من أجل توسيع الاستقلال الاستراتيجي للجيش الإسرائيلي». – تعليقًا على كلام رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، الجنرال تشارلز براون، عن عدم قدرة واشنطن على تزويد «تل أبيب» بأسلحة الدفاع الكامل، نُقِل عن مسؤولين إسرائيليين إنّ «هذا التصريح، الذي يهدف إلى ردع إسرائيل عن شنّ حرب، يدعو في الواقع حزب الله إلى الهجوم». – نقلت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ غالانت قال لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن: «نعمل بتعاون لمحاولة التوصل إلى تسوية مع لبنان، ولكن يجب علينا مناقشة كل الخيارات المتاحة، يجب التأكد من عودة سكان الشمال إلى منازلهم بعد تغيير الوضع الأمني على الحدود». كما نُقل عن غالانت في ختام اجتماعه مع وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، إشارته إلى أنّه «نقف أمام تقاطع اتخاذ قرارات ستؤثر على كل الشرق الأوسط». – أصدرت الإدارة الأمريكية الأسبوع الماضي بيانًا قالت فيه إنّ «شحنة السلاح التي أُوقفت لن تصل إلى إسرائيل حتى بعد انتهاء العملية العسكرية في رفح». – أشار مُعلّق عسكري إسرائيلي إلى أنّ غالانت قال لمسؤولين أمريكيين، «حين تعطونا ذخائر فإنّ ذلك لا يُقرّب الحرب بل على العكس، ربّما هذا يساعد في منع الحرب، حيث نعكس معًا قوة وحينها ربما يرتدع حزب الله». – تداولت منصات رقمية قول مسؤولين أمريكيين أنّ كيان الاحتلال قرّر إطلاق مواجهة محدودة في الشمال «من أجل ضرب البنى التحتية لحزب الله في الجنوب وردعه لمسافة 7 كلم عن الحدود». – نقلت شبكة «أن بي سي» الأمريكية عن مسؤولين أمريكيين قولهم: «تنقل الولايات المتحدة أصولًا عسكرية، من بينها سفن حربية إلى القرب من لبنان وإسرائيل، بهدف الاستعداد لإجلاء أميركيين إذا تفاقم الوضع. وتهدف أيضًا إلى الردع إزاء أي تصعيد إقليمي… تتزايد تقديراتنا بأنّ إسرائيل ستشنّ عملية برية في جنوب لبنان في الأسابيع القريبة المقبلة. تريد إسرائيل إنشاء منطقة عازلة بطول 16 كيلومترًا في لبنان». متفرقات – قرّرت محكمة العدل العليا بالإجماع ضرورة أن تُجنّد الدولة طلاب المدارس الدينية (الحريديم) وعدم تقديم ميزانيات للمدارس الدينية التي لا يتجنَّد طلابها. – ذكرت «معطيات التأمين الوطني» الإسرائيلي أنه تم منذ بداية الحرب الاعتراف بوجود 62 ألف إسرائيلي مصابين جسديًا ونفسيًا، وعددهم في ارتفاع مستمر. وأوضحت المعطيات أنه تم دفع حوالي 740 مليون شيكل كتعويضات، و12 مليون شيكل في إطار علاجات إعادة التأهيل. كما تلقّت عائلات القتلى وآخرين مبلغًا يزيد عن 18 مليار شيكل من مؤسسة «التأمين الوطني». فيما تلقّت عائلات الأسرى أيضًا مساعدات بحوالي 61 مليون شيكل. أما الأسرى الذين أطلقوا، فقد حصلوا على مبلغ 3 ملايين شيكل كجزء من مكافآت وبدلات علاج طبي. – قال مراقب «الدولة الإسرائيلية» إن مكتبه يُحقّق فيما إذا كانت كيانات معادية نفّذت اختراقًا سيبرانيًا لمكتب رئيس الحكومة ولطائرات…