الكاتب: ليال طه

تعدّ جمهورية الصين الشعبية أكبر شريك تجاري لـ”إسرائيل” في آسيا، إلا أن مصالحها التجارية والاقتصادية لم تمنعها من عدم إدانة عملية “طوفان الأقصى” – مثلما سارعت إلى فعله معظم دول العالم – وتوجيه أصابع الاتهام إلى حركة حماس. على العكس من ذلك، دعت حكومتُها، في الثامن من أكتوبر، جميع القوى المعنية إلى “التزام الهدوء وضبط النفس وإنهاء الأعمال العدائية على الفور”. واعتبر وزير خارجيتها، في 14 أكتوبر الماضي، بأنّ التصرّفات الإسرائيلية “تتجاوز منطق الدفاع عن النفس”، مُطالبًا بالتوقّف عن “فرض عقوبات جماعية على الفلسطينيين”. وقد سبق لرئيسها، شي جين بينغ، أن ذكّر، في ديسمبر من عام 2022، بمطالب بلاده “إقامة…

قراءة المزيد

المرثيات على الاقتصاد الإسرائيلي تغزو تقارير المؤسسات المالية ومراكز الأبحاث ووسائل الإعلام. تتراوح التغطية بين التوقعات السلبية وخفض التصنيف وتضرّر قطاعات اقتصادية والتحذير من تغيرات البيئة الاجتماعية. إلا أنّه ورغم كلّ شيء، يُحافظ كيان الاحتلال على «عناصر قوّته» القادرة على أن تُنجيه من المصير البشع. أبرز هذه العناصر: في المقابل، يُعاني الاقتصاد والمُجتمع في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة من أزمة حقيقية. أزمة تعود جذورها إلى سنوات طويلة، ربّما إلى زمن الاستعمار البريطاني. وقد اشتدت حدّتها بعد تاريخ السابع من أكتوبر. ما الذي تغيّر داخل الأراضي الفلسطينية وفي حياة الفلسطينيين بعد تاريخ السابع من أكتوبر؟ ما هو وضع العمّال الفلسطينيين،…

قراءة المزيد

حين يُعلن المسؤولون الصهاينة أنّ توقف (أو تجميد) العمليات العسكرية في قطاع غزّة لا يعني وقف الحرب ضدّ جنوب لبنان والضربات الصاروخية على مواقع في العُمق اللبناني؛ وحين ينشر المكتب المركزي للإحصاء الإسرائيلي أنّ عدد الشركات التي أبلغت عن انخفاض معدّلات التوظيف لديها في المنطقة الشمالية لا يزال مُرتفعًا ومن دون تغيير «على الرغم من علامات التحسّن الاقتصادي في الأنحاء الأخرى من البلاد (اقرأ كيان الاحتلال)». فعندها يُمكن فهم حساسية الوضع الذي فرضه حزب الله على المستوطنات في شمال فلسطين المُحتلة. ما كان يُفترض بها أن تكون جبهة لمُساندة أهل قطاع غزّة والمقاومة الفلسطينية، حوّلتها المقاومة اللبنانية مع الأيام إلى…

قراءة المزيد

من الناحيتين الاقتصادية والمالية، الاستعمال الوحيد، المُفيد، للتقرير الصادر عن شركة «موديز» الأمريكية قبل حوالي الأسبوعين بخفض تصنيف «إسرائيل» ماليًا وتحذيرها من تنبؤات سلبية مالية للمستقبل، هو رميه في سلّة المهملات. لماذا؟ لأنّ الولايات المتحدة الأمريكية – عبر شركاتها الاستشارية المالية كـ«موديز» – وكيان العدّو ليسا سوى فريق واحد، حتى ولو ظهر تباين بينهما أحيانًا. وما صدر في الأيام الماضية، أكان التقرير نفسه أو التصريحات الإسرائيلية المُندّدة به، لا يُعدّ أكثر من شدّ حبالٍ بين إدارة جو بايدن وحكومة بنيامين نتنياهو حول اليوم التالي للحرب على غزّة والخطوات التي تُريد الإدارة الأمريكية تثبيتها قبل الانتخابات الرئاسية التمهيدية. أما عمليًا، فلا…

قراءة المزيد

أعلنت «وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى – الأونروا» في الأول من فبراير 2024 أنّه إذا استمر وقف التمويل (من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وبعض حلفائها الغربيين) فستضطر غالبًا لوقف عملياتها بنهاية الشهر الجاري. لن تنحصر تبعات القرار بفلسطين، بل سيشمل لبنان والأردن وسوريا مباشرةً، وكلّ الدول الأوروبية والأمريكية بصورة غير مباشرة. إذا توقّفت فعلًا «الأونروا» عن العمل، وقطاع غزة في حالة حرب وحصار، فالقليل من المساعدات التي تدخل إلى القطاع سيتوقّف. سيُحرم عدد كبيرٌ من الفلسطينيين من مصدر عيشهم وستتوقّف التقديمات الاجتماعية التي يحصلون عليها في بلدان اللجوء، ما سيؤدي إلى كارثة إنسانية قد يكون…

قراءة المزيد

ليس المطران هيلاريون كابوتشي مُجرّد رجل دين. ابن حلب السورية كان مطران المقاومة الفلسطينية. عرّض حياته للخطر فداء للمقاومة، فسُجن أربع سنوات سنة 1974 لدى الاحتلال بتهمة تهريب أسلحة إلى الداخل الفلسطيني المُحتل بسيارته الخاصة. نُفي إلى إيطاليا بعد إطلاق سراحه، وهناك أسلم الروح عام 2017. حركة حماس نعت يومها مطران القدس الراحل، بصفته «شريك المقاومة والحقوق»، هو الذي شارك سنتَي 2009 و2010 في أساطيل كسر الحصار المفروض على غزّة. على نهج المطران كابوتشي سار العديد من رجال الدين وأبناء الطائفة المسيحية في فلسطين، فكانوا حجر أساس في تأسيس منظمات الكفاح المُسلّح والحركات الوطنية لمواجهة الاحتلال والاستعمار، رغم أنّهم قد…

قراءة المزيد

في 10 سبتمبر / أيلول 2023، أعلن رئيس مجلس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي من قمة مجموعة العشرين (مُنتدى دولي يجمع بين رؤساء الدول أو الحكومات ووزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية لـ 20 دولة من أكبر اقتصادات العالم، والاتحاد الأوروبي) عن إنشاء ممّر اقتصادي جديد هو «ممر الهند – الشرق الأوسط – أوروبا» (IMEC)، تُشكّل «إسرائيل» نقطة ارتكاز فيه. في 7 أكتوبر / تشرين الأول، أعلن (وبطريقة غير مقصودة) مقاومو كتائب الشهيد عزّ الدين القسّام من مستوطنة «عسقلان» وبقية مستوطنات غلاف غزّة، عن توقّف العمل بالمشروع الهندي، على الأقل في المديين القصير والمتوسّط. تجميد المشروع يُعدّ من النتائج غير المُباشرة للحرب…

قراءة المزيد

واحدة من النتائج الأولية لمعركة “طوفان الأقصى” هي تحطيم الأسطورة التي سوّقت لها “إسرائيل” طيلة عقود أنّها “دولة الشركات الناشئة” الرائدة في مجال الأمن والتكنولوجيا المتطورة، مُتعاملةً مع هذا القطاع على أنّه منجم ذهبها الذي يدرّ عليها الاستثمارات والأموال الغربية، وأداة تُساعدها على أن تُموضع نفسها في موقع “أسمى” من بقية الدول، أكانت تلك المحيطة بفلسطين أو المُصنّفة مُتقدّمة. الضربة الأولى سُجّلت في يوليو / تموز الماضي، حين قرّر المُعارضون لحكومة بنيامين نتنياهو المسّ بـ”المُحرمات” والتصويب على قراراتها انطلاقًا من “الخاصرة الرخوة”، قطاع التكنولوجيا المتطورة والشركات الناشئة. ولكن لم يُعرّى عمليًا هذا القطاع، إلا بعد العملية التي أطلقتها كتائب الشهيد…

قراءة المزيد