يوم 10 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، بعد أيام قليلة من عملية “طوفان الأقصى”، وهو أول ظهور علني له، وجّه رئيس الوزراء الصهيوني، بنيامين نتنياهو، في خطاب متلفز، رسالة إلى مجتمع المستوطنين، قائلًا: “نحن دائمًا كنا نعرف من هي حماس، أما الآن فالعالم كله يعرف. حماس معناه داعش وسندحرها تمامًا كما دحر العالم المتحضر داعش”. ([1]) وفي اليوم نفسه، التقى نتنياهو وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن، في مكتبه بوزارة الأمن في تل أبيب، حيث قال نتنياهو لبلينكن: “الرئيس بايدن محق بأنّ حماس هي داعش، وكما تم القضاء على داعش، سيتم أيضًا القضاء على حماس، يجب أن يدينهم المجتمع الدولي”.([2]) تشبيه نتنياهو حركة المقاومة الإسلامية (حماس)…
الكاتب: أحمد الدبش
فكرة هذه المقالة، جاءت من سلسلة من اللقاءات مع بعض الأصدقاء، عُقدت في أثناء حرب الإبادة الصهيونية المستمرة على قطاع غزة، عندما دار النقاش بشأن موقف الولايات المتحدة الأمريكية من “إسرائيل”. فثمة من يَعزوها إلى قوة اللوبي اليهودي وضعف الإدارة الأمريكية، وهي “من أكثر الأفكار شيوعًا في السياسة الأمريكية؛ أن اليهود لهم تأثير هائل على السياسة الخارجية الأمريكية، فيرى البعض أن “اليهود الأمريكيين” يسيطرون على السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط على حساب المصلحة القومية. ويمثل هذا الاتجاه الفكري السيناتور جيمس أبو رزق الذي أطلق على اللوبي الإسرائيلي اسم (أقوى تأثير على السياسة الأمريكية اليوم). أمثال هذا الناقد يوجهون اتهامًا بأن…
انبثقت نظرية الأمن الإسرائيلية من أطروحة زئيف جابوتنسكي (1880-1940)، الأب الروحي لليمين الإسرائيلي، ومؤسس الحركة التصحيحية (أو التنقيحية)، والتي نشرها في مقالتين عام 1923 بعنوان “الجدار الحديدي”. الكلمات التي طرحها آنذاك تكاد تأخذ شكل تعليمات التعامل للوقت الحالي:”ما هو مستحيل هو اتفاق طوعي. فطالما شعر العرب [الشعب الفلسطيني] بأنه ليس هناك بصيص أمل في التخلص منا، فإنهم سيرفضون التخلي عن هذا الأمل سواء مقابل كلمات طيبة أو لقاء توفير مصادر رزق أساسية لهم، لأنهم ليسوا رعاعًا بل شعب نابض بالحياة. ولا يتنازل شعب نابض بالحياة في أمورٍ ذات طبيعة حيوية كهذه، إلا عندما يفقد الأمل بالتخلص منا لأنه عاجز عن…
قدّم رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو، يوم الأربعاء 24 تموز/ يوليو 2024، خطابًا سياسيًا أقل ما يمكن وصفه بأنه “حفلة أكاذيب واستخفاف بعقول العالم”، وذلك تحت قبة الكونغرس الأميركي في مدينة واشنطن، حيث توجد “مقبرة جماعية كانت في يوم من الأيام مدينة «هندية حمراء» تدعى نَكن شَتَنكِة (Naconchatanke). كانت مدينة نَكن شَتَنكِه مركزًا تجاريًا زاهرًا لشعب كونوي (Conoy)، هنا على ضفاف نهر بوتوماك قبل أن يبني جورج واشنطن عاصمته على أنقاضها. أما كونوي فكان اسمًا لهذا الشعب المدفون تحت مدينة واشنطن عندما مشى الموت نائمًا من بالوس إلى سواحل «الهند» ولم يستيقظ من نومه الزواحفي إلا على سواحل كنعان…
“تعاونت الصهيونية المسيحية واليهودية الصهيونية لإنشاء تحالف دولي يحّل محلّ أي شيء يقدّمه الناتو أو الأمم المتحدة”(دانيال لازار – 2003) ([1]) “في صباح يوم الإثنين الموافق 9 تشرين الأول/ أكتوبر، صدر البيان الخماسي المشترك، الذي تعهدت فيه قادة الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا، بـ دعم إسرائيل في جهودها للدفاع عن نفسها”.([2]) يهدف هذا المقال إلى أمرين: محاولة إثبات قدرة “الكتاب المقدس” على تعزيز اللوبي اليهودي في تشكيل السياسات الأوروبية والأمريكية تجاه فلسطين، ومحاولة تفسير سبب التحالف والدعم الغربي، الأوروبي والأمريكي، للكيان الصهيوني في حرب الإبادة التي تشنّ على قطاع غزة. اضطهاد اليهود في أوروبا إنّ واحدة من الحقائق التاريخية،…
تتألف الصهيونية من الاعتقاد بأن اليهود “أمة”، ومن ثم فإن لهم الحق في تقرير المصير مثل جميع الأمم الأخرى إيمانويل أوتولينغي طالب اليهود بفلسطين كوطن لهم، وكانت هناك طريقتان للقيام بذلك:- يمكن لليهود ذوي الخلفية العلمانية أن يزعموا أن لهم حقًا تاريخيًا في فلسطين، حيث إنهم ينحدرون من القبيلة التوراتية، وسيكون من السهل استعادة هذه الأرض، لأنه ــ وفقًا للخطاب الصهيوني المبكر ــ كانت تلك “أرضًا بلا شعب”، ولم يطالب أحد بفلسطين أثناء غيابهم. – في حين كان لليهود المتدينين حجة أبسط ــ وأكثر إقناعًا ــ فبالنسبة لهم إذا كان إلههم قد وعد أسلافهم بهذه الأرض، فكل ما عليهم فعله…
يمثّل النقب القسم الجنوبي من فلسطين، ويشكّل حيزًا مثلثًا يمتد إلى الجنوب من الخليل. المثلث الصحراوي متساوي الساقين، قاعدته تمتد بطول 110 كم ما بين رفح على البحر المتوسط، وجبل اصدم على البحر الميت، ورأسه عند منطقة أم الرشراش. ويحد ضلعه الشرقي المملكة الأردنية بطول نحو 165 كم، أمّا ضلعه الغربي فيحده كل من قطاع غزة بطول 45 كم، ومصر بطول 220 كم، ويقع رأس النقب على خليج العقبة حيث مدينة أم الرشراش (إيلات)، وتبلغ 12800 كم2، أي حوالي 58% من مساحة الكيان الصهيوني حاليًا، وأكثر من 47% من مساحة فلسطين التاريخية. للنقب موقع جيوسياسي مهم، ومن هنا بدأت الأطماع…
أبدت ألمانيا حرصًا لافتًا على تأكيد دعمها المطلق لـ”إسرائيل” في أعقاب عملية “طوفان الأقصى”. فقد أكد المستشار الألماني أولاف شولتس (الثامن من أكتوبر/ تشرين الأول 2023) تضامن بلاده الكامل مع “إسرائيل”، وقال في تصريحات في ديوان المستشارية إنه أجرى اتصالًا هاتفيًا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وأكد له أن “ألمانيا تقف بقوة وثبات إلى جانب إسرائيل”. وأضاف السياسي المنتمي إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي أن “أمن إسرائيل هو من المصالح الوطنية الألمانية. هذا ينطبق بالذات في الساعات الصعبة مثل هذه الساعات. ونحن سنتصرف وفقًا لهذا”.([1]) ورفضت الحكومة الألمانية (13 كانون الثاني/ يناير 2024)، تهمة ارتكاب “أعمال إبادة” والتي وجهتها جنوب إفريقيا…
أعلن المتحدث باسم الجيش الصهيوني أفيخاي أدرعي، يوم السبت 7 تشرين الأول/ أكتوبر، في تدوينة عبر منصة “اكس”، إطلاق عملية “السيوف الحديدية”، ردًا على عملية “طوفان الأقصى” التي شنتها قوات النخبة من “كتائب عز الدين القسام” الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في صباح اليوم نفسه. ([1]) وذكرت قناة “كان” الإسرائيلية أن لجنة حكومية ستجتمع، للنظر في إطلاق اسم جديد على الحرب المستمرة ضد قطاع غزة، بدلًا من “السيوف الحديدية”. بحسب “كان”، فإن الأسماء المقترحة، هي: وأوردت “كان”، في وقت سابق، أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، اشتكى لحكومته من اسم “السيوف الحديدية”، معتبرًا أنه “غير كاف للحرب رغم أنه مناسب لعملية…
“أبناء الأمميّين (الجوييم) جميعًا بهائم” (يباموت N98) ([1]) في واحد من أشهر تصريحاته، قال وزير الحرب الصهيوني يوآف غالانت، خلال اجتماع في القيادة الجنوبية للجيش الصهيوني، 9 تشرين الأول/ أكتوبر: “لقد أمرت بفرض حصار كامل على غزة. لن يكون هناك كهرباء ولا طعام. نحن نقاتل الحيوانات البشرية ونتصرف وفقًا لذلك”([2]) . وقد وردت هذه الأوصاف ذاتها على لسان رئيس وزراء الكيان الصهيوني، بنيامين نتنياهو، ففي 15 تشرين الأول/ أكتوبر، قال إن الجنود الإسرائيليين “يفهمون نطاق المهمة”، وهم مستعدون “لهزيمة الوحوش المتعطشة للدماء التي قامت… لتدميرنا”([3]). وقال في رسالته بمناسبة عيد الميلاد إلى الجنود والضباط الصهاينة، والتي نشرها على منصة “اكس”…