الكاتب: نضال خلف

لا تزال ورقة “المدنيين” تشكّل نقطة الضغط الأبرز التي يمتلكها الاستعمار بوجه الحركات السياسية المقاومة لمشروعه. وفي الحالة العربية والفلسطينية تحديدًا، فإنّ استهداف المدنيين من قبل آلة القتل الغربية-الصهيونية هو استراتيجية قائمة بذاتها، وهي تحمل أهدافًا متعددة تتراوح ما بين الإبادة إلى إرهاب الجموع والضغط السياسي. طوال عقود الحرب الصهيونية على الشعب العربي، شكّلت ورقة المدنيين نقطة ضغط هائل على حركات المقاومة عبر العصور، منذ ثورة 1936 والتنكيل بأهل القرى مرورًا بمجازر 1948 وليس انتهاءً بواقع الإجرام الإبادي الذي نشهد اليوم في غزة. وتقوم سياسة التنكيل بالمدنيين على ركيزتين أساسيتين: أولهما، التفوّق العسكري الذي يسلب فكرة “الحماية” من أهل الأرض،…

قراءة المزيد

برز مؤخرًا تصريح لنائب رئيس حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، خليل الحية، يعبّر فيه عن استعداد الحركة للقبول بـ”دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967”. وعلى الرغم من أنّ هذا التصريح ليس جديدًا على الأدبيات السياسية للحركة بعد إصدار وثيقتها السياسية عام 2017، فقد أثار التصريح موجة من التحفّظات والاعتراضات، تحديدًا في ظلّ ما يجري من إبادة في غزة وحرب شعواء على الضفة. بعض الاعتراضات خرجت على شكل عتب على السقف السياسي المنخفض الذي يطرحه مثل هذا الخطاب أمام تضحيات الشعب الفلسطيني، وبعضها الآخر ظهر على شكل تخوّف من “انحراف” “حماس” نحو الحلول السياسية على حساب مشروع التحرير. فكيف نفهم هذه التصريحات…

قراءة المزيد

عاجلًا أم آجلًا، سينتهي العدوان على غزة، وسيتعيّن على الأطراف المسؤولة عنه الخروج بصيغة سياسيّة تقبل بها المقاومة الفلسطينية التي أثبتت صمودها وصمود المحور الداعم لها في وجه أمريكا ومخلبها الصهيوني. فالحرب بشكلها الحالي لا تناسب العدوّ الأمريكي بسبب التهديد الكبير الذي يواجهه على صعيد تأمين نفوذه في المنطقة وأمن الملاحة البحرية المرتبطة بهيكل النظام الاقتصادي العالمي الذي تديره أمريكا. وقد بدأت الطروحات السياسية المرافقة لوقف إطلاق النار تطفو على سطح التسريبات الإعلامية المترافقة مع حملة ضعوطات كثيفة تشنّها جبهة “الحلّ الأمريكي” بأطرافها الغربية والعربية، وحتى الفلسطينية، على المقاومة الفلسطينية صاحبة القرار في الميدان للقبول بمبدأ “الدولة الفلسطينية”. فكيف نفهم…

قراءة المزيد

بدايةً، ليس السؤال الأخلاقي بغريبٍ على حروب العرب عبر التاريخ. من مبادئ الفروسية العربية التي انتقلت في ما بعد لتشكّل أسس القتال في أوروبا وغيرها، وصولًا إلى أخلاق الحرب التي رسّخها الإسلام بالقرآن والسنّة النبويّة. ومع تطوّر أشكال الحرب وانكفاء دور الفرد فيها مقابل تصاعد دور آلة الإبادة والقتل الجماعي الفوري، تعقّدت أسئلة أخلاقيّات الحرب ومدى قدرة الطرف الأضعف على العمل بها. أذكر في إحدى اللقاءات مع مجموعةٍ شبابية مناصرةٍ للمقاومة ضد العدو، طرح أحد الحاضرين السؤال الأخلاقي النمطي: “لو كنت تملك صاروخًا وتريد استهداف مركزٍ عسكريّ للعدو يقع ضمن مربّع فيه حضانة أطفال، ماذا تفعل؟” ظهر في النقاش جوابان،…

قراءة المزيد

ليس لحدثٍ بحجم السابع من تشرين الأول أن يعبر بلطفٍ على صفحات التاريخ، والأكيد أنّ آثاره تتجلّى كفالقٍ يفصل ما بين زمنين يبتعدان أكثر فأكثر مع مرور أيّام “طوفان الأقصى”. وإلى جانب الدروس العسكرية والسياسية والأمنية، فإنّ آثار “الطوفان” قد امتدّت لتبلغ فصولًا من وضوح المشهد لم نشهد لها مثيلًا من قبل. ووضوح المشهد اليوم يتجلّى أولًا بوضوح النصر الذي حقّقته المقاومة الفلسطينية بالضربة الأولى في المعركة، ويزداد المشهد وضوحًا في كثافة الدم الزكيّ الذي يقدّمه شعبنا في غزة والضفة وجنوب لبنان. ولأنّ الوضوح سمة “طوفان الأقصى”، لا بدّ لكل من سيمسّه “الطوفان” أن يرتقي إلى مستوى الحدث ونتائجه، ولعلّ…

قراءة المزيد

“فلسطينيو لبنان”، هذه الفئة التي احتار في أمرها الصديق قبل العدوّ، والتي ما انفكّت تتأرجح بين اجتراح الأمل لأمةٍ بأسرها وبين إعلان الهزيمة لشعبٍ مظلوم. قد يتساءل البعض، ما شأن الحديث عن فلسطينيي لبنان في ظلّ ما يجري في غزة؟ لكن، وبعيدًا عن أفخاخ الانعزالية، فإنّ ما جرى ويجري في غزة يمسّ الكلّ الفلسطيني والعربيّ، ولأنّها كذلك، فمن واجب الجميع الإضاءة على آثار “طوفان الأقصى” على البيئة المباشرة، والانطلاق من ذلك لشحن محاولاتنا في فهم الواقع المتسارع عبر دروس التاريخ الفلسطيني الذي -كالموت- تتعدّد أشكاله بجوهرٍ واحد.قد لا تسعفنا الكلمات في فهم ووصف ما يخوضه شعبنا في غزة، لكنّ وحدة…

قراءة المزيد