الكاتب: موسى السادة

تتخذ قيمة السلاح بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية أكثر من وجه، فهنالك قيمة عملياتية، تقوم على التفوق التكنولوجي العسكري للإمبراطورية على معاديها وخصومها، وبالتالي فعاليته الحقيقية خلال المعركة والحرب. وهنالك أيضًا وجه دعائي للسلاح، حيث تتكيف القوة المادية ليعبر عنها عبر الأدوات الناعمة. تصنع صورة دعائية للقوة العسكرية عبر الشاشات ومختلف الوسائط الإعلامية، حيث يؤدي السلاح دوره الآن، قبل استخدامه، ولكن عبر تشكيل وعي الآخرين بأن هذا السلاح قاهر لأي قوة، ومسألة هزيمته مستحيلة. وبالتالي لا تنتصر الولايات المتحدة قبل المعركة فحسب، بل أن الصورة الدعائية للسلاح للمتلقي العربي، عبر الأفلام السينمائية والوثائقية والألعاب الإلكترونية، تجعله ينجذب لهذه القوة المصورة. ومن…

قراءة المزيد

عمل قائد كتائب عزالدين القسّام محمد الضيف على رسم لوحة اشتباك عريضة على طول الجغرافيا عبر بيان طوفان الأقصى في صباح السابع من أكتوبر: بدءًا من مخاطبة المركز، أي مجاهدي المقاومة في غزة، ومن ثم يمتد الشعاع إلى شباب الضفة الغربية ومن ثم أهلنا في القدس، ويتوسع نطاق الدائرة إلى الاخوة في المقاومات الإسلامية في لبنان وإيران واليمن والعراق وسوريا، ومن ثم توجيه النداء للمجالين العربي والإسلامي. وصولًا إلى الساحة الأبعد جغرافيًا من “أبناء الأمة وأحرار العالم؛ من لم يستطيعوا المشاركة الفعلية في طوفان الأقصى فعليهم المشاركة “بالتضامن والتظاهر والمساندة والخروج للساحات والميادين”. منذ بدء الطوفان، وخلال العشرة أشهر الماضية،…

قراءة المزيد

إن إحدى زوايا مقاربة وضع “إسرائيل” منذ السابع من أكتوبر، هي أن الهدف الأساس للعدو هو ليس فقط إعادة ترميم للردع، بل أيضاً إعادة بناء جديدة للمفهوم نفسه وما يقتضيه. بمعنى، أن المسألة بالنسبة للكيان ليست عودة إلى يوم السادس من أكتوبر، بل تشكيل بيئة إقليمية بنظام ردعي بموازين جديدة. وعليه، لا يمكن اليوم النظر إلى “إسرائيل” وفهم عقليتها بحزمة المعارف التي راكمناها في العقود الماضية، وأيضاً لا يمكن الفهم المباشر والآني لعقلية العدو وذهنيته فهذا الأمر هو بحد ذاته في طور التشكيل بالنسبة له كما بالنسبة لنا. هذا الفراغ في فهم عقلية “إسرائيل” هو ما نسمّيه حالياً بالجنون، وأن…

قراءة المزيد

بالتأكيد، إن المسألة مزيج بين التقصير والقصور، فالعيش في زمن الإبادة يفضي إلى الضياع والربكة؛ ما الواجب الأخلاقي اليوم؟ وما العمل؟ ليس للمستقبل بل الآن وفورًا، وطالما الإبادة مستمرة فنحن في خضم الفشل. ولكن، في وسط صخب كل شيء، إن علمتنا فلسطين شيئًا فهو أنه وعلى الرغم من كل التعقيد والحيرة والتشابك والخربطة فهنالك زاوية واحدة، مستمسك يقيني واحد، ما إن ضعنا التجأنا إليه ألا وهي الشهيد والشهادة. إن ما تعمل عليه الإبادة هو محاولة تحويل الموت والشهداء إلى رقم أو نسبة مئوية، هذا الموت الجارف الهائل يحاول بزخمه القضاء على علاقتنا مع الشهادة والشهيد، وإغراقه وتضييعه. ولذلك، لعله من…

قراءة المزيد

إلى الشهيد الجزائري سمير حمداوي الذي قتلته الشرطة الفرنسية منذ أيام بعد اعتقاله متظاهرًا لأجل فلسطينليل الإثنين المصادف للأول من نوفمبر من عام 1954، شنّ 1200 مجاهد جزائري هجومًا متزامنًا في مختلف المناطق العسكرية على امتداد خريطة الجزائر. كان عتاد المجاهدين أقل من عددهم، حيث تقدّر قطع السلاح المتوفرة بأربعمائة، إلا أنّ عدد عمليات المقاومة وصل إلى الثلاثين عملية، مسفرة عن مقتل 30 مستوطن أوروبي وجرح 24، وخسائر مادية بملايين الفرنكات الفرنسية. كان نداء الثورة قد أعلن قبلها بيوم، 31 أكتوبر، حيث تمّت طباعة وتوزيع ما عرف ببيان الأول من نوفمبر بين ليل الأحد وصباح ذلك الإثنين، بإشراف من القائد…

قراءة المزيد

من المهم، بدوًا، وقبل التحليل، التأكيد على التموضع والهدف: نحن لا نعلّق، أو نحلل، كمراقبين من بعيد، نمارس السياسة كهواية ولعبة، وننزع صفة الانحياز عن أنفسنا. بل إن أي عملية تحليل، وإن كان عليها الحذر من الإفراط في العاطفة والتفريط في الموضوعية، تأتي ضمن مشروع ننتمي إليه، وثمة هدف لتحقيق هذا المشروع. وإن كان المشروع هو تحرير فلسطين من ثمّ يكون تحليلنا السياسي للأحداث ضمن هذا التموضع.نحن هنا لا نأتي بجديد، الانخراط في التحليل السياسي للعالم والإقليم من منطلق فلسطيني هو إرثٌ تاريخي منطلق من تعقيد هذه القضية وتركيبها. الصراع لأجل فلسطين ليس صراعًا محصورًا في جغرافيا؛ في أي سياسات…

قراءة المزيد

“قدر الهندي الذي يواجه الأنكلوسكسوني مثل قدر الكنعاني الذي يواجه الإسرائيلي: إنه الموت” – جيمس بولدين، نائب في الكونغرس ما بين 1834-1839 لم تكن عنونة الدكتور منير العكش لفصل كامل من كتابه: أمريكا والإبادات الجماعية بـ”المعنى الإسرائيلي لأمريكا” انحيازًا عاطفيًا لعربي، أو لسوري المولد، فلسطيني بالاختيار كما يعرف العكش ذاته، وذلك عبر محاولة ربط المشاريع الاستيطانية الإبادية بـ”إسرائيل” ككيان استعماري معاصر فحسب. بل، كما أثبت العكش، فإن الأصل الأيديولوجي لكل استيطان إحلالي أوروبي، وخصوصًا الإنكليزي لما يسمى اليوم بأمريكا، هو الأدبيات الإسرائيلية. ببساطة، فإن القصة الإسرائيلية أو العبرانية التاريخية، لعملية البحث على أرض، والاصطفاء الإلهي لمجموعة للبشر بشكل يؤدي إلى…

قراءة المزيد

تلازم الحروب وعدوان الجيوش الغربية الوطن العربي منذ أكثر من قرن من الزمن، فلا يكاد جيل عربي ينشأ إلا ويشهد حرباً يربط وعيه وذاكرته بها. وتمثل الحرب الصهيونية هنا الحرب الدائمة والجبهة المفتوحة منذ أكثر من سبعة عقود. يجيب الدكتور علي القادري على سؤال أساسي وهو كيف نفهم هذه الحروب التي نواجهها جيلاً بعد جيل؟ وما هو دور المشروع الصهيوني في دوامة الحروب والهجمة التي تشهدها بلداننا العربية؟ يغوص القادري في تاريخ نشأة الحروب الاستعمارية منذ خمسة قرون، ودوافعها ومنطقها وعلاقتها بالرأسمالية كنمط إنتاج مهيمن على العالم، مجادلاً أن الحرب بالنسبة للغرب هدف بحد ذاته، فهي عملية إنتاجية، فهدر حياة…

قراءة المزيد

إن زمن نهاية الصهيونية قد بدأ (أبوعبيدة) فلسطين مجال الفكر والممارسة (الدكتور فتحي الشقاقي) رغم مرور أكثر من قرن على المشروع الصهيوني في الوطن العربي، إلا أننا، ولأسباب ذاتية وموضوعية، لم نحوّل مسار التجربة والخطأ والتحولات في الصراع مع هذا العدو إلى نظرية ومنهجية منظّمة وموحّدة. من الصحيح أن لدينا مجموعة من الشعارات والسياسات العابرة للمراحل والساحات، طورتها النظرية السياسية العربية، من العلاقة العضوية بين المشروع الصهيوني والإمبريالية الأوروبية ومن ثم الأمريكية، ومركزية القضية، إلى وجودية الصراع مع الاستعمار الصهيوني. وإنّ جولة في الأدبيات السياسية العربية، والفلسطينية تحديدًا، المغمورة والمعروفة، الباحثة في الصهيونية، تكشف أننا تمكنا خلال السبعين عامًا الماضية…

قراءة المزيد

إلى الشهيد نشوان حمود حجيز، قائد محور الدريهمي من الحركة إلى الدولةقد يبان للعيان أن عمليات القوات المسلحة اليمنية انبثقت في لحظة من العدم، خصوصًا أن الحديث هو عن جهة سياسية كانت محاصرة عبر سردية إعلامية ضخمة، لم تبدأ فقط من العدوان السعودي-الأمريكي على اليمن منذ قرابة التسع سنوات. إنّ أبرز مظاهر الغرور والتكبّر، وكذلك الاستشراق، لكلٍّ من النظام الرسمي العربي وإعلام الدول الغربية، هو نفي حتى الحق في التسمية. فأنت كطرف سياسي متمرّد على البنية السياسية الرسمية العربية والدولية، لا يحق لك أن تسمي نفسك، فأنت “الحوثيون”، ومهما سميت نفسك فهذا مرفوض، فنحن من نعلّم الأسماء كلها، واستخدام لفظ…

قراءة المزيد