«إنّ عمليات النقل البحري والدولي تسير بشكل طبيعي، خاصة بعد استئناف شركة الشحن العالمية «ميرسيك» استخدام طريق البحر الأحمر لنقل الحاويات». هذا التصريح للأمين العام لشعبة النقل الدولي واللوجستيات بغرفة القاهرة التجارية (EIFFA)، عمرو سمدوني في بداية شهر يناير الحالي كفيل لفضح كذب الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا ودول البحرين، أستراليا، ألمانيا، نيوزيلندا، كوريا الجنوبية، هولندا، وكندا التي قرّرت – مجتمعة – شنّ اعتداء على اليمن بحجّة «تعطيل وإضعاف قدرة الحوثيّين على تعريض البحارة للخطر وتهديد التجارة الدولية»، كما قال وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن. في كلّ مرة أراد فيها الحلف الغربي بقيادة الولايات المتحدة الاعتداء على سيادة بلدٍ آخر، شنّ…
الكاتب: فريق التحرير
أعلنت قوّات العدو الإسرائيلي مع بداية العام الجاري سحب 5 ألوية قتالية، من قوات الاحتياط، من شمال قطاع غزة. أتى القرار بعد أن جرفت قوّات العدو أجزاء واسعة من شمال غزّة، دمّرت آلاف المباني والبيوت، قتلت أكثر من 20 ألف شهيد بمجازر استهدفت المدنيين من أطفال ونساء وصحافيين. استنفد العدّو بنك أهدافه في شمال القطاع من دون تحقيق أي إنجاز يستطيع تسويقه في الداخل. وبعد نحو ثلاثة أشهر من القصف الجوّي والمدفعي، رفض عدد كبير من سكّان شمال قطاع غزة النزوح إلى مناطق أخرى، ما أجبر قوّات العدو على التقدّم عبر المناطق الزراعية الفارغة شمال وشرق القطاع والالتفاف على جزء…
يوم 20-12-2023، نشرت صحيفة “لوموند” الفرنسية مقالًا كشفت فيه عن وجود مسعى سعودي – فرنسي مشترك لتقديم اقتراح لما تسمّيه الدولتان حلًّا للحرب الدائرة في غزة. هذا “الحل” يتضمّن ترحيل القيادات العسكرية والسياسية لفصائل المقاومة، على رأسها حركة المقاومة الإسلامية – حماس، من قطاع غزة إلى الجزائر. وعلم موقعنا بأن هذا الاقتراح لم يقتصر على فرنسا والسعودية، إذ قالت مصادر فصائل المقاومة لـ”الكرمل” إن تركيا أيضاً قدّمت لحماس العرض نفسه: ترحيل القيادات السياسية والعسكرية للمقاومة من غزة إلى الجزائر، على أن يكون أول المرحّلين قائد حماس في غزة، يحيى السنوار، وقائد أركان كتائب الشهيد عزالدين القسام، الفاتح محمد الضيف. وأكّدت…
مدخل من أهم ما تتغنّى به الامبراطورية الأمريكية هو “الحفاظ على سلامة الملاحة البحرية”، التي تُترجَم عملياً، بسيطرتها، بشكلٍ مباشر وغير مباشر، على الممرات البحرية المحورية في العالم. وصل الأمر أن خاضت الولايات المتحدة عدّة حروب، مباشرة وبالوكالة، من أجل ضمان سيطرتها على الطرق البحرية المهمة. العدوان الدولي على اليمن، منذ العام 2015، بقيادة السعودية والإمارات، والذي ترافق مع دعمٍ أمريكي وقح، لم يكن بعيداً عن هذا السياق. إذ كانت السيطرة على اليمن، بموقعه البحري المهم، أحد أهداف محاولة تحجيم حركة أنصار الله (الحوثيين) ومنعها من التوسّع والتطوّر. منذ طوفان الأقصى، أظهر اليمن ما كان يخشاه المعسكر الغربي، واتضح أحد…
منذ بداية «طوفان الأقصى» في السابع من أكتوبر / تشرين الأول 2023، توقّع خبراء اقتصاديون أن يكون ثقل الحرب كبيرًا على الاقتصاد الإسرائيلي. وبالفعل، أظهرت الأرقام التي نشرتها الصحف ووسائل الإعلام الإسرائيلية، وجود خسائر اقتصادية كبيرة، مقارنةً بالحروب السابقة التي خاضها العدّو. إلا أنّ ذلك ليس مُفاجئًا. فالمؤشرات الاقتصادية السلبية في كيان الاحتلال تُعدّ «أمرًا طبيعيًا»، إذ إنّ الأسواق والتقديرات الاقتصادية تتأثّر بالأوضاع العامة في أي بلد، تحديدًا إذا كان يمرّ بحالةٍ من عدم الاستقرار، أكان نقديًا أو أمنيًا أو اجتماعيًا… فكيف إذا كان اللااستقرار هو نتيجة حرب شنّها كيان العدّو، وتُعتبر من الأطول والأخطر في «تاريخه». بالإضافة إلى ذلك،…
في أربعينيات القرن الماضي، وصل ويندل ويلكي، مبعوث الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت إلى فلسطين، كواحدة من محطّات زيارته إلى المشرق العربي الذي كان يومها تحت الانتدابين البريطاني والفرنسي. استقبله المندوب السامي البريطاني على فلسطين، هارولد ماكمايكل، واصطحبه في جولٍة في أحياء مدينة القدس، حيث «كان مركز المسيحية… وجوهر كلّ الأمور التي نتقاتل لأجلها». قال ماكمايكل عبارته هذه مُتهّكمًا، ليردّ عليه «ضيفه» بالقول: «إنّني في الأرض التي وُلد فيها المسيح، وأتمنّى أن أعود إلى الأرض التي وُلدت فيها». عكس هذا التبادل الكلامي بين الاثنين، التنافس المُتصاعد – في حينه – بين بريطانيا والولايات المتحدة على النفوذ وموارد الوطن العربي، وتحديدًا النفط.…
تعليقًا على الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، قال وزير الدولة الإماراتي للتجارة الخارجية، ثاني الزيودي، إنّ الإمارات «لا تخلط بين الاقتصاد والتجارة والسياسة» (10-10-2023). هذا التعليق يمثّل قمة نفاق النظام الإماراتي. فأبو ظبي، ومعها سائر أنظمة التطبيع، تدمج الاقتصاد بالسياسة دمجًا تامًا، خدمةً لكيان الاحتلال ورعاته. آخر ما ظهر في هذا المجال كان توقيع اتفاقية لتشغيل جسر برّي بين ميناء دبي وميناء حيفا. هذه الخطوة هدفها ضمان قدرة كيان الاحتلال على الاستيراد والتصدير، في ظل الأزمة التي يعاني منها الكيان نتيجة قرار حركة أنصار الله (الحوثيين) اليمنية باستهداف السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر. هذا التهديد وصلت جديته إلى حد خفض…
ما تقدّم يؤكد بأن الولايات المتحدة الأمريكية كاذبة في زعمها مطالبة «إسرائيل» بتمديد الهدنة أو بوجوب الحرص على المدنيين. فالتصريحات أعلاه تؤكّد بأن ما تفعله آلة القتل الإسرائيلية في قطاع غزة، يتمّ بضوٍء أخضر أمريكي، وشراكة أمريكية في القرار، وسلاح أمريكي للتنفيذ. تصرّفات واشنطن وأقوال مسؤوليها تؤكّد بأنها أبلغت الجانب الإسرائيلي بوجوب استئناف الحرب على غزة، وبأنها ستبقى إلى جانبها. في الأصل، يعتبر الرئيس الأمريكي، جو بايدن أنّ الحرب على الفلسطينيين في غزّة هي حربه شخصيًا، وما «إسرائيل» إلّا أداة تنفيذها. هو لم يتبنّ حصرًا الرواية الإسرائيلية بالكامل، سواء حين تحدّث عن «قطع حماس لرؤوس الأطفال» أو أنفاق المقاومة تحت…
وقّع أكثر من 250 مسؤولًا ومديرًا تنفيذيًا في القطاع المالي في الولايات المتحدة الأمريكية على بيان تعهّدوا فيه بعدم توظيف الطلّاب الذين شاركوا بتظاهرات مؤيّدة لفلسطين و«المناهضة للصهيونية أكان داخل الجامعات أم خارجها». أبرز الموقّعين على البيان: الشركات المالية العملاقة هذه اعتبرت أنّ «الهجوم على إسرائيل هو هجومٌ علينا جميعًا. إسرائيل هي أُمّة الشركات الناشئة، وابتكاراتها تجعل العالم مكانًا أفضل. ونحن نقف مع المجتمعات اليهودية في جميع أنحاء العالم التي تُعاني من المضايقات والعنف المعادي للسامية». ويُضيف البيان أنّ كيان العدّو يُعدّ «منذ عام 1948، مصدرًا للآمال والقوّة والابتكار. الآن، نحن الموقّعون أدناه، نتعهّد ببذل كلّ ما في وسعنا لدعم…
المستوطنون لن يعودوا إلى البلدات الفلسطينية المُحتلة في الشمال وعلى الحدود مع قطاع غزّة طالما أنّ «دولتهم» لم تُطمئنهم إلى أنّ «خطر المقاومة» قد زال. هؤلاء أُجلوا إمّا بقرار فردي منهم، فانتقل معظمهم للسكن لدى أقارب وأصدقاء لهم في مستوطنات أخرى، وإمّا وزّعتهم حكومتهم على 280 فندقاً ودار ضيافة، وفق صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية. هنا تحديدًا تبرز المعضلة الثانية من «أزمة النزوح» الإسرائيلية، التي تنقسم إلى قسمين: أولًّا: عدم وجود عدد كافٍ من الغرف والمساكن لاستقبال محتلّي البلدات على الحدود مع لبنان وقطاع غزّة، وبقية المستوطنات التي ستكون في مرمى نيران المقاومة في حال توسّعت رقعة الحرب. فبحسب قسم الأبحاث…