الكاتب: أحمد ضياء دردير

لا أعني بالأيديولوجيا في عنوان هذا المقال مجموعة الأفكار التي يعتنقها الإنسان ويعلن عنها، أو لا يتوقف تعريف الأيديولوجيا لدي عند ذلك. ليست أيديولوجيا “القسام”، بحسب ما يعنيني في هذا المقال، مجموعة الأفكار التي ورثتها حركة حماس عن الشهيد عز الدين القسام أو عن حركة الإخوان المسلمين أو عن غيرها من التجارب الإسلامية أو التحررية، أو كل هذا بالنسبة لي ليس سوى سطح أيديولوجيا “القسام”. أتحدث عن الأيديولوجيا هنا بمعناها الأعمق كما حاولت الفلسفة السياسية استكشافها، أي رؤية الإنسان للحياة، ومجموع الأفكار والانحيازات والصور التي يرى الإنسان من خلالها العالم ومكانه فيه وتتشكل من خلالها معاني الأشياء، والتي لا تتشكل…

قراءة المزيد

المقاومة بين وثيقتين أصدرت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” في 21 يناير\كانون الثاني الماضي وثيقة تاريخية في أهميتها، تشرح لنا رواية الحركة لعملية “طوفان الأقصى” وتفند المزاعم والأكاذيب الصهيونية حول ما جرى في السابع من أكتوبر، كما تقدّم فهم الحركة لنفسها ضمن حركات التحرر الوطني والتضامن الأممي وضمن إطار القانون الدولي. بعدها بأيام، صدر قرار محكمة العدل الدولية فرآه بعضنا إيجابيًا إذ وجد “بالمظهر الأول” prima facie أن ممارسات دولة الاحتلال “تبدو وكأنها يمكن أن تقع ضمن إطار” التطهير العرقي (مؤجلة البت في ذلك)، بينما وجده البعض الآخر مخيبًا للآمال لما فيه من تسويف وتخفيف للألفاظ ولأنه لم ينص بوضوح على…

قراءة المزيد

كذبَ الإعلام الغربي فقال إن مقاومينا قد اغتصبوا البنات أول عملية “طوفان الأقصى” (كيف تشرح لمشاهد أجنبي، أو حتى لبعض المشاهدين العرب “العمي بعيون أمريكية” كما في الأغنية الشهيرة، أنه من العبث أن تتهم مجاهدين إسلاميين بالاغتصاب وفي قلب المعركة؟). وقالوا إنهم أمعنوا في تقتيل المحتفلين فلم ينج إلا من تظاهر بالموت (هل سألوا أنفسهم إن كان لدى المقاومين الوقت ليمارسوا هذه المقتلة بينما ثم مواقع أخرى لا بد من اقتحامها؟ ولماذا يمعنون في قتل المحتفلين ما دام أسرهم أحياء أنفع). نقلت الصحف الأجنبية، حتى الـ”بي بي سي” التي طالما ادعت نوعًا من الحياد والمهنية والاحتياط بشكل مبالغ فيه في…

قراءة المزيد

هذا الشهر تكون قد مرّت ثلاثة أعوام على “اتفاقية أبراهام” وثلاثون عامًا على اتفاقية أوسلو. دشّنت الاتفاقيتان مرحلتين جديدتين في الانهزام العربي الطوعي أمام كيان العدو. وبالرغم من أن الاتفاقيتين قد نبعتا بالأساس من النوايا الانهزامية لمن جلس مع العدو ووقّع، إلا أنهما كانا كذلك نتيجة لوضع إقليمي مهترئ مكّن للهزيمة الطوعية إن جاز التعبير. بين مدريد وأوسلو لنقرأ الوضع الإقليمي الذي جعل أوسلو ممكنة، نعود قبلها بسنتين إلى مؤتمر مدريد للسلام؛ صيغة مدريد اختلفت عن صيغة أوسلو ولا شك أن الأسهل لمن أرادوا الهزيمة أن ينهزموا فرادى، كما فعل عرفات في أوسلو، في مقابل مؤتمر مدريد الذي حالت ظروف…

قراءة المزيد