لأول مرة، تصل مسيّرة مفخخة من اليمن إلى تل أبيب، فجر يوم 19-7-2024.
القوات المسلحة اليمنية أعلنت أنها مستمرة في إسناد “المجاهدين الأبطال في قطاع غزة والذين يدافعون عن أمتنا العربية والإسلامية بكل شعوبها ودولها”. في الجزء الأخير من العبارة، توجّه القوات المسلحة اليمنية رسالة توضح أبعادًا إضافية لإرسال مسيّرة مفخخة تضرب بها تل أبيب.
فاليمن يقوم بواجبه كاملًا، نصرة لفلسطين وقضيتها وشعبها ومقاومتها. أقفل الطريق الجنوبي للتجارة البحرية مع كان الاحتلال، إلى حد أن ميناء إيلات أعلن إفلاسه. وحاول مرات عدة ضرب أهداف في أم الرشراش وحيفا وغيرهما من المدن المحتلة، سواء من اليمن أو بالتعاون مع المقاومة الإسلامية في العراق. لم يكتف اليمنيون بذلك، بل سعوا إلى تجاوز الدفاعات الأمريكية والبريطانية والسعودية والمصرية والأردنية والإسرائيلية، وأصرّوا على ضرب تل أبيب.
فالهدف الأول لأنصار الله والقوات المسلحة اليمنية هو إسناد المقاومة في غزة والضغط على “إسرائيل” والولايات المتحدة الأمريكية لوقف الحرب على غزة. أما الهدف الثاني، فهو إيصال رسالة مفادها أن توسعة الحرب وجعلها تستهدف لبنان سيعني تصعيدًا إضافيًا من قبل قوى المقاومة في الإقليم التي باتت يدها تطال العمق الإسرائيلي، وفي مقدّمه تل أبيب. ومن أرسل مسيّرة يمكنه إرسال غيرها لضرب أهداف شديدة الحساسية في كيان الاحتلال.
الحدث
فجر اليوم، استيقظ سكان يافا المحتلة، وضاحيتها مستوطنة تل أبيب، على دويّ انفجار طائرة مسيرة أتت من جهة البحر واصطدمت بمبنى عند تقاطع شارعي شالوم عليخم وبن يهودا على بعد عشرات الأمتار من سفارة الولايات المتحدة.
القوات المسلحة اليمنية تبنّت الهجوم على تل أبيب بمسيّرة من نوع “يافا”، وقالت على لسان متحدثها العسكري يحيى سريع إن قواتها المسلحة أعلنت تل أبيب “منطقة غير آمنة” وستكون هدفا أساسيا لأسلحتها، معلنة بذلك الانتقال إلى مرحلة جديدة من إسناد غزة.
الضربة اليمنية قتلت مستوطنًا خمسينيًا وأصيب 10 آخرون بجروح.
صدمة إسرائيلية… فعلها اليمنيون
الضربة اليمنية فاجأت الجيش الإسرائيلي، وبحسب الناطق باسمه، دانيال هاغاري فإنه “لم يتم تفعيل صفارات الإنذار وذلك بعد تشخيص الطائرة على أنها غير معادية”. وقال إن “المسيرة التي انفجرت في تل أبيب إيرانية الصنع وتم إطلاقها من اليمن، والطائرة بدون طيار من طراز صماد 3 إيرانية الصنع”.
كيف وصلت الطائرة؟
كشفت إذاعة الجيش الإسرائيلي، أن الاحتلال يحقق في كيفية تمكّن طائرة من دون طيار من التحليق لمسافة 2100 كم من ميناء الحديدة في اليمن إلى تل أبيب. وقال المعلق العسكري للإذاعة دورن كدوش، إن “هذا الأمر بمثابة فشل في أنظمة الكشف، وهو أمر بالغ الأهمية لأنه إذا لم يتم اكتشاف الهدف المشتبه به، فمن غير الممكن أيضا محاولة اعتراضه”.
رمي المسؤولية على سلاح الجو
أوضحت الإذاعة أن سلاح الجو الإسرائيلي يعترف بأن هذا يعد خللاً خطيرًا، ويتحمل مسؤولية الحادث الذي وقع في مدينة تل أبيب، قبل ساعات، ويوضح أنه كان من الضروري إسقاط الطائرة دون طيار. وأشارت الإذاعة إلى أن الطائرة هي طائرة دون طيار بعيدة المدى، حلقت على ارتفاع منخفض وشقت طريقها لساعات طويلة ووصلت من اتجاه البحر وانفجرت في قلب مدينة تل أبيب.
لابيد: فقدنا الردع
زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، قال في منشور على منصة “إكس” إن “من يفقد الردع في الشمال (لبنان) والجنوب (غزة) يفقده أيضا في قلب تل أبيب”.
وتابع لابيد: “لا توجد سياسات ولا خطط، كل العلاقات العامة والمناقشات تتمحور حول أنفسهم (الحكومة)، عليهم الذهاب، وسنعرف كيف نقيم حكومة فاعلة وفعالة تعيد الأمن والقوة إلى إسرائيل”.
غالانت: سنرد على الهجوم
قال وزير الجيش الإسرائيلي يوآف غالانت، إن “إسرائيل” سترد على الهجوم الذي نفذه “أنصار الله”. وأضاف غالانت في تصريحات عقب جلسة لتقييم الوضع مع مسؤولين في الجيش، إن “مؤسسة الدفاع تعمل على تعزيز جميع أنظمة الدفاع بشكل فوري، وسوف تصفي الحساب مع أي شخص يضر بدولة إسرائيل أو يوجه الإرهاب ضدها”.