النظامان الأردني والتركي لم يوقفا أي تصدير إلى “إسرائيل” منذ بداية الحرب على غزة، لا بل زادا من صادراتهما إليه. التهديد والوعيد التركي والتحذيرات الأردنية هي مجرد كلام بكلام، بعد بيانات وزارة الزراعة “الإسرائيلية” التي كشفت أن شركات أردنية وتركية تستحوذ على 55% من واردات “إسرائيل” الزراعية.
وفقا لأرقام الوزارة، ارتفعت واردات “إسرائيل” في فترة 8 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 حتى 11 شباط/ فبراير 2024 من شركات أردنية وتركية، حيث تصدرت قائمة تضم 24 دولة.
في كانون الأول/ ديسمبر الماضي تبيّن أن البندورة الأردنية التي وصلت إلى “إسرائيل” في سبعة أيام فقط، بلغت 500 طن. واردات البندورة من الأردن في ارتفاع كل أسبوع، سعيًا لتعويض النقص من مستوطنات غلاف غزة.
55% من الصادرات تركية وأردنية
كمية صادرات الخضار من الدولتين إلى كيان العدو تفوقت على ما تم تصديره من دول أخرى كالولايات المتحدة وإيطاليا وهولندا والصين. منذ 8 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 حتى 11 شباط/ فبراير 2024، بلغ إجمالي واردات “إسرائيل” من الفواكه والخضراوات نحو 119,715 طنا، 65,410 طنًا منها من تركيا والأردن.
- استحوذت شركات تركية بمفردها على 39,713 طنا من كمية الصادرات، رغم إعلان تركيا في يناير/كانون الثاني 2024، إزالة “إسرائيل” من قائمتها للجهات المستهدفة للتصدير
- بلغت كمية التصدير من شركات أردنية 25,697 طنا من أصناف مختلفة من الخضروات.
شهرة الطماطم في الأراضي المحتلة منذ بدء الحرب ترجع إلى أن كل واردات الطماطم تأتي من الأراضي التركية والأردنية: 18,004 أطنان منها تركية و11,113 طنا أردنية.
الجهة المُسماة “أخرى”
وفق نموذجين لتوثيق الصادرات صادرَين عن وزارة الزراعة الأردنية، الأول قبل بدء الحرب على غزة، والثاني بعدها، تبيّن أن السلطات الأردنية أرادت بعد طوفان الأقصى إخفاء تعاونها الوثيق مع كيان الاحتلال لتأمين ما يحتاجه من فواكه وخضار. فلم تعد السلطات الأردنية تذكر اسم “إسرائيل” في وثائق التصدير، بل تستبدله بكلمة “أخرى”.
النموذج الأول: وثائق تعود لشهر فبراير/شباط 2022 أوردت فيه الوزارة الأردنية كلمة “إسرائيل” ضمن الجهات التي تُصدّر إليها منتجاتها.
النموذج الثاني: وثائق شهرَي (11 و12) من عام 2023، وشهر (1) من عام 2024، استُبدلت “إسرائيل” بكلمة “أُخرى”.
- بين 10-12-2023 و3-1-2024: وصل 63 طناً من الباذنجان إلى جهة مُسماة “أخرى”، وبالنظر إلى البيانات “الإسرائيلية”، استوردت “إسرائيل” 65 طناً من الباذنجان من الأردن.
- صادرات الخيار في شهر 12 من عام 2023 إلى الجهة المُسماة “أخرى” وصلت إلى 3095 طناً، وفي قاعدة البيانات الإسرائيلية الرسمية، الواردات الأردنية من نفس الصنف خلال شهر 12 من عام 2023 بلغت 3172 طناً.
فيما ينعم المستوطنون بالخضار والفواكه من الأردن وتركيا، تنتشر المجاعة في قطاع غزة، لأن “إسرائيل” تحظى بدعم من حلفائها العرب، كما من تركيا وسائر دول حلف شمال الأطلسي، للاستمرار في محاصرة القطاع الذي قررت مصر أيضًا المشاركة في تضييق الخناق عليه.