نتحدّث عن نصرةِ الله وعونه لنا في حربنا مع “إسرائيل” لا بشيء من اليقين، بل بكثير منه. لكن ما نجهله هو كيف هو شكل هذه النصرة، إلا اليوم، فنحن لا نجهله ونراه. لسنا في جبهة نصرتها تكون بالسلاح والعدة بل بأشياء روحية كهذه، بضربة ربانية على السردية الصهيونية قبل ولادتها. فقد كان من الممكن أن يستشهد القائد يحيى السنوار غيلة، وهو متحذّر عدوه، تتخطفه الأرض، وتلك شهادة. ولكننا اليوم بنصر من الله لسنا أمام قصة اغتيال جبان له حرقته، الحكاية مختلفة. فالحكاية هي أن قائد الشعب الفلسطيني، أكبر شخصية سياسية لهذا الشعب، استشهد مشتبكًا وهو يقاتل، مثله كمثل أي شهيد…
الكاتب: فريق التحرير
في صميم الأهداف الصهيونية ضرب علاقتنا بيوم السابع من أكتوبر، أن تقتل كونه منجزًا، أن تحوّل الصورة والسردية، بالإجرام والإبادة الجماعية والتدمير الهمجي، وعبر جحافل من ذيول الغزاة من عرب الملوك وإعلامهم وذبابهم. إلا أن جميعهم استهانوا، بل لم يعرفوا، حقيقة أثر ذلك اليوم علينا، فلسنا ذات الكائنات، فلم يكونوا يتنفسون عبق الكرامة الذي ملأ المشرق، بل العالم كله. ولو علموا بحجم الكرامة التي تنفّسناها ذلك اليوم، لربما علموا أن مهما سيفعلون فلا معادل لذلك النفس، لذلك الشعور ونحن نحاول استيعاب ما تراه عيوننا ذلك الصباح. حقيقة، ورغم كل الذي جرى ويجري من أهوال، لا يزال وقع إعادة مشاهد ذلك…
لم يكن أحد فينا متمرسًا على هذه اللحظة، مع أننا في وعينا ولا وعينا علمنا أنها قادمة، فحقيقة الخوف لمن صدق محبته أن لا تكون الشهادة ختام حياة السيد. أتت الشهادة ومعها الصدمة، وكأن الكون توقف، ولكن وإن أنكرنا جميعًا، رغم ظننا بأننا انكسرنا كسرًا لا يجبر إلا إنه وبعد الساعات الأولى من الخبر كانت روحه وبصمته فينا وحدها قادرة على الاستنهاض. بصمة السيد التي طبعها فينا منذ الصغر منذ عقود استنهضتنا، وتستنهضنا.إن المدة التي تستغرقنا منذ وقع الخبر إلى انتشال الأنفس لم تكن لولا سحر شخصية السيد نفسه، ولم تكن لولا أن شهادته زمانًا ومكانًا ومعركةً تليق في مقامه،…
لطالما وقف لبنان إلى جانب فلسطين، وما نشهده اليوم من وحدة الدم بين الشعبين هو امتداد طبيعي لتاريخ طويل من التضامن والمصير المشترك. هذا المسار الذي قطعه إنشاء “إسرائيل”، ها هي المقاومة اليوم تسعى لاستعادته.قبل عام 1948، كانت فلسطين، وبالأخص شمالها، مقصدًا لأهل الجنوب اللبناني، فهي الأقرب إليهم من بيروت، وكانت خيراتها تفيض أكثر مما يمكن أن يناله أهل الجنوب من صيدا أو غيرها. هذا الارتباط الوثيق بين الشعبين انعكس بشكل واضح في العادات والتقاليد على جانبي “الحدود”، فمن يمكن أن يشبه أهل الجنوب أكثر من سكان شمال فلسطين؟تاريخيًا، كان هناك ترابط وثيق بين اللبنانيين والفلسطينيين، حيث لجأ الطرفان إلى…
في ندوة أقامها “مركز الدراسات المستقلة” (CIS) تحدّث جون ميرشايمر، البروفسور في قسم العلوم السياسية في جامعة شيكاغو، عن الوضع في غزّة وتداعياته على جميع الأطراف. رأى ميرشايمر أن “إسرائيل” هي الخاسر الأكبر من المعركة المشتعلة منذ 7 أكتوبر، وأن الولايات المتحدة ثاني الخاسرين، في حين اعتبر إيران طرفًا رابحًا. بدأ ميرشايمر محاضرته بشرح خلفيات الصراع بين الإسرائيليين وغزّة، ثم انتقل لتوصيف ما حدث في 7 أكتوبر وما تلاه، كما قام بتحليل الأهداف الإسرائيلية من الحرب وتفنيدها.ميرشايمر أحد أبرز المنظرين في مجال العلاقات الدولية في العالم حاليًا، ينتمي إلى المدرسة الواقعية، وكان من أشد المعارضين لحرب العراق عام 2003. في…
على رغم من كل الخدمات التي تقدّمها المملكة الأردنية لـ”إسرائيل”، من فتح مجالها الجوي والسماح للطائرات الإسرائيلية للتصدي للمسيرات والصواريخ المنطلقة من العراق، فوق أراضيها، وتصدي المملكة المستميت عن “إسرائيل” ليلة الرد الصاروخي الإيراني في نيسان الماضي، بالإضافة لعرقلة عمّان بشكل دائم عمليات تهريب السلاح من سوريا إلى المقاومة الفلسطينية في الضفة المحتلة، فإنّ كل ذلك لم يشفع للملك عبد الله عند رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو ووزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين.ماذا جرى؟ في تشرين الأول من العام 2021 وقّع الأدرن و”إسرائيل” اتفاقية “مضاعفة إمدادات المياه للأردن”، والتي ينتهي سريانها في أيار/مايو الجاري. تنص الاتفاقية على أن تبيع “إسرائيل” للأردن…
بعد سبعة أشهر من بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، تواصل المقاومة الإسلامية في لبنان “حزب الله”، توجيه ضربات في الشمال الفلسطيني المحتل، إسنادًا لغزة. ما اختلف منذ سبعة أشهر حتى اليوم أن الحزب تكيّف مع المعركة في الشمال، مما قلل من عدد شهدائه مقارنةً ببداية الحرب. كما صعّد حزب الله من عملياته كمًّا ونوعًا، فبعد استهدافه طوال الأشهر الماضية بُنية الرصد لدى العدو (رادارات تجسُسية، أبراج مراقبة، تجهيزات، كاميرات طائرات مسيّرة،…)، أدخلت المقاومة اللبنانية أسلحة جديدة إلى المعركة أربكت جيش الاحتلال. فلا يكاد يمرّ يوم من دون الحديث عن مقتل أو إصابة جنود العدو بفعل هذه الضربات، ولا يمرّ…
قد يعتبر بعض المؤيدين للقضية الفلسطينية والرافضين للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة والضفة أنّ القرار الأوّلي لمحكمة العدل الدولية في الدعوى التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد «إسرائيل» وتتهمها فيها بارتكاب إبادة جماعية في قطاع غزة «انتصارًا» للشعب الفلسطيني، وخطوة أولى نحو وقف الحرب. إلا أنّ القليل من التدقيق في القرار الصادر اليوم الجمعة، يُظهر أنّ حُكم المحكمة لا يشذّ عن قواعد اللعبة التي حدّدتها الولايات المتحدة الأمريكية، ومستوى الانتقادات المسموح توجيهه لكيان العدّو. محكمة العدل الدولية، التي تُعتبر إحدى أذرع دول الشمال الاستعمارية والإمبريالية، أصدرت قرارًا أوليًّا صُنع في أمريكا. ومنحت العدّو الضوء الأخضر ليستكمل إبادة سكّان غزة.ماذا يتضمّن القرار؟تضمّن…
كشف لنا أبو عبيدة، الناطق باسم “كتائب القسام”، أنه، وفي تقدير الكتائب، كان العدو الصهيوني يتحيّن الفرصة للهجوم على المقاومة، وما كان السابع من أكتوبر سوى استباق لهذا الهجوم. وهو أمر مفهوم، إذ كان الأمريكيون والصهاينة يعدّون المسرح لـ”شرق أوسط جديد”، بتعبير بنيامين نتنياهو، رئيس الحكومة الإسرائيلية، حين أطلّ من على منصة الأمم المتحدة عارضًا صفقة تطبيع كبرى مع السعودية. إنّ فكرة “الشرق الأوسط الجديد” ليست بجديدة، بل إن تاريخ السياسة الأمريكية، أقلّه منذ ضرب وحصار العراق قبل غزوه، هو هندسة المشرق العربي تحت مسمى “الشرق الأوسط” بشكل جديد، أساسه وقوامه إنهاء الوجود الفلسطيني والمقاومة العربية، وتأمين المستعمرة الصهيونية “إسرائيل”…
سجّلت المقاومة الفلسطينية تاريخ 7 اكتوبر/تشرين الأول باسمها، وسيبقى هذا التاريخ محفورًا في الوجدان الإسرائيلي. تل أبيب التي تفاخر بقدرة أجهزتها الاستخباراتية القادرة على الوصول إلى أي مكان، لم تستطع رصد ومعرفة ماذا يجري في “حديقتها الخلفية” غزة. استيقظ الفلسطينيون اليوم، على دخول مجموعات من “كتائب الشهيد عزالدين القسام” – الذراع العسكرية لحركة “حماس” إلى مستوطنات غلاف غزة. لم يدخلوها عبر الأنفاق، بل برًّا وبحرًا وجوًّا. الحائط الاسمنتي الذي فاخرت إسرائيل بأجهزة الاستشعار التي تضمنها لم يجد نفعًا أمام أصحاب الأرض؛ مليار دولار ذهبت هباء منثورا. 7 أكتوبر هو يوم سيبقى في التاريخ الفلسطيني، على أنه اليوم الذي حرّرت فيه…