يستمر الرئيس الكولومبي، غوستافو بترو في مقاومته الخاصة لمواجهة حرب الإبادة الإسرائيلية ضدّ الشعب الفلسطيني. الرجل الذي حوّل كولومبيا من «إسرائيل أمريكا اللاتينية» إلى دولة تُناصر فلسطين، أضاف إلى سجلّه قرارًا جديدًا ضد الاحتلال الإسرائيلي، من شأنه أن يُربك كيان الاحتلال.
فما هو هذا القرار؟
في يونيو سنة 2024، أعلن بترو حظر تصدير الفحم إلى كيان الاحتلال حتى «يوقف الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني»، بحسب ما صرّح الرئيس الكولومبي. وقد نشر في تغريدة على موقع «X»، مسودة القرار الذي أصدرته وزارة التجارة والصناعة والسياحة، التي تنصّ على أنّ «تصدير الفحم الصلب والقوالب (الفحم الحجري) إلى إسرائيل بات محظورًا لأن الحكومة الكولومبية تعتبر أن العمليات العسكرية ضد الشعب الفلسطيني تُمثّل انتهاكًا لقاعدة أساسية من قواعد القانون الدولي».
ويأتي هذا القرار بعد أشهر من إعلان الرئيس الكولومبي قطع العلاقات الدبلوماسية مع كيان الاحتلال، وتعليق استيراد الأسلحة والصادرات العسكرية، على رغم أن «تل أبيب» تُشكّل أحد أبرز مصادر التسليح لقوات الأمن الكولومبية.
تأثير القرار على الكيان
لا شكّ أنّ القرار الكولومبي سيترك أثرًا مهمًّا على قطاع الكهرباء في الكيان الإسرائيلي، خصوصًا أنّ الأخيرة تعتمد على الفحم لتوليد حوالي 20% من الكهرباء. وعلى الرغم من أن الكيان الإسرائيلي كان يعمل منذ سنوات على تخفيض الاعتماد على الفحم لصالح الطاقة البديلة، إلا أنّه لم ينجح حتى تاريخه.
لا مصادر أخرى…؟
بلغت القيمة الإجمالية لما استوردته «إسرائيل» من الفحم الكولومبي عام 2023 وحده قرابة 450 مليون دولار أمريكي. وفي هذا المجال، نقلت صحيفة «يسرائيل هايوم» العبرية عن الرئيس السابق لـ«شركة الوطنية الإسرائيلية» لإمدادات الفحم، أورين هيلمان (ترك منصبه قبل شهرين) أنّ القرار الكولومبي «مُزعج ومثير للقلق، لأن كولومبيا تُعدّ مورد الفحم الأساسي لإسرائيل». وأضاف هيلمان أنّ «غالبية إنتاج الكهرباء، التي تُوزّعها شركة كهرباء إسرائيل من محطة «أوروت رابين» في مدينة الخضيرة، ومحطة «روتنبرغ» في عسقلان، تُولَّد من الفحم».
ووفقًا لـ«إدارة الإحصاءات الإدارية الوطنية (DANE)»، فإنّ الفحم هو منتج التصدير الرئيسي من كولومبيا إلى «إسرائيل». وأشارت «DANE»، إلى أن الفحم يتم استخدامه كمصدر للطاقة ومورد استراتيجي لتصنيع الأسلحة، وتعبئة القوات، وتصنيع المؤن في العمليات العسكرية.
«إسرائيل» في أزمة
حتى تاريخه، لم يجد كيان الاحتلال بديلًا عن كولومبيا لاستيراد الفحم، وعلى الأرجح أنّه لن يستطيع الصمود طويلًا باستخدام احتياطي الفحم الذي يملكه، قبل نفاذه. وفي حال لم تنجح «إسرائيل» في تأمين بديل عن كولومبيا لاستيراد الفحم، فإنها ستضطر إلى اللجوء إلى حقول الغاز البحرية الشمالية في البحر المتوسط، مثل حقل «ليفياثان» الذي يعد أهم حقل تحتّله «إسرائيل» لصناعة الغاز، ويبلغ إنتاجه نحو 11.5 مليار متر مكعب. غير أنه إذا قرر العدو إطالة أمد الحرب في قطاع غزة أكثر، أو فتح حرب شاملة على لبنان، فإن هذه الحقول ستقع في مرمى صواريخ المقاومة الإسلامية في لبنان، وعندها يرتد التهديد بقطع الكهرباء عن لبنان إلى الداخل المُحتل.