لا تزال الولايات المتحدة الأمريكية تُقدّم كل أشكال الدعم المادي والمعنوي إلى شريكتها «إسرائيل». وعلى الرغم من التصريحات الأمريكية المتتالية حول إبطاء توريد السلاح لقوات الاحتلال، وادّعاء المسؤولين الأمريكيين بأنهم قلقون من أعداد الشهداء والوضع الإنساني في غزة، غير أنّ صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية فضحت كذب الإدارة الأمريكية إذ أكّدت أنّ «300 طائرة و50 سفينة تحمل 35 ألف طن من الذخائر الأمريكية وصلت إلى إسرائيل منذ بدء الحرب».
وبعد مشروع الميناء المؤقت الذي تنوي واشنطن وأبو ظبي إقامته قبالة قطاع غزة في الأشهر المقبلة، بدأت واشنطن بالتفكير في استخدام شركات مرتزقة لما سمّته حماية شحنات المساعدات إلى غزة. وفي هذا المجال، نقلت شبكة «أن بي سي» الأمريكية عن مصدرين رسميين ومصدر سابق في الإدارة الأمريكية قولهم إنّ «إسرائيل تدرس استخدام شركات حماية خاصة دولية لحماية شحنات المساعدات إلى غزة». وبعد أن وصلت إلى القطاع سفينة المساعدات الأولى، تم تحميل سفينة مساعدات ثانية في ميناء لارنكا بقبرص بوزن 300 طن من المعونات الغذائية التي تحتوي على معلبات، دقيق، زيت، أرز وملح.
الأردن مستمر في حماية «إسرائيل»
مرة جديدة، تتصرف المملكة الأردنية كما لو أنها عدو للشعب الفلسطيني. فبعد التنسيقات الأمنية واللقاءات الدورية والمساعدات الغذائية، أعلن الجيش الأردني اعتراضه بنجاح مُسيّرتين عراقيتين، كانتا في طريقهما إلى استهداف مواقع في «إسرائيل».
صاروخ يمني ينفجر شمال “إيلات”
الحماية الأردنية لم تنفع كيان الاحتلال، إذ سجّل الأسبوع المنصرم وصول صاروخ جوال “كروز” من اليمن إلى شمال مدينة أم الرشراش (إيلات) الفلسطينية المحتلة. وقد سجّلت كاميرات المراقبة انفجارًا كبيرًا نجم عن سقوط الصاروخ شمال المدينة. وبعدما سعت سلطات الاحتلال إلى إخفاء حقيقة ما جرى، قائلة إنها تحقق في دخول “جسم طائر مشبوه أجواء منطقة إيلات”، عاد جيش الاحتلال ليعترف بوصول الصاروخ اليمني إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، بعدما كشف صحافي هذه الواقعة.
خلافات داخلية حول «ما بعد الحرب»
لا يزال ملف «ما بعد الحرب» الشغل الشاغل لمسؤولي كيان العدو. وعلى الرغم من أن الخطوة التالية لدى حكومة العدوّ لا زالت غير واضحة، غير أنّ الخيارات تتعدّد في إطار إدارة قطاع غزة بعد الحرب. وفي هذا السياق، نشرت تقارير صهيونية أنّ المؤسسة الأمنية والعسكرية تدرس خيار الاستعانة بالسلطة الفلسطينية في بناء آلية تكون مسؤولة عن إدارة قطاع غزة وتوزيع المساعدات الإنسانية التي تدخل إلى القطاع. في المقابل، يفكّر مسؤولون إسرائيليون بالاستعانة برئيس الاستخبارات الفلسطينية، ماجد فرج، لبناء بديل سلطوي عن حماس في اليوم التالي للحرب.
مع ذلك، ذكرت تقارير رفض رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، خطة أعدّتها المؤسسة الأمنية والعسكرية، وتمّ إعدادها بدعم ومساندة من الولايات المتحدة، لسيطرة عناصر من فتح على أجزاء من قطاع غزة عبر فرج، الذي سيعمل، بحسب الخطة على العثور على عناصر من فتح مؤهلين في قطاع غزة، لتدريبهم في الأردن، قبل انتشارهم في غزة.
تجنيد الحريديم إلى الواجهة مجددًا
في تصريح استثنائي جدًا لقائد كبير في قوات الاحتلال، خاطب قائد الفرقة «98»، العميد دان غولدفوس، القادة السياسيين في «إسرائيل»، متحدثًا عن الحاجة إلى تحقيق الوحدة ومشاركة الجميع، في إشارة إلى ضرورة مشاركة «الحريديم» في الخدمة العسكرية.
وقبيل تصريحات غولدفوس، كان رئيس الأركان، هرتسي هيلفي تحدّث مع رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو ووزير الأمن، يوآف غالانت، حول مشكلة فعلية في ميدان الحرب لا سيّما مع تصاعد مستوى ونوعية العمليات في الضفة الغربية والحاجة الى تعزيز منطقة القدس والضفة بعدد من الكتائب ما سيؤثر على الجاهزية في الشمال والجنوب. ويعني ذلك أنّ تجنيد «الحريديم» قد يكون عقبة أساسية لدى حكومة الاحتلال في المرحلة المقبلة ما يؤثر على الخيارات والقرارات.
كذلك، تظاهر عشرات النشطاء من حركة الاحتجاج «إخوة السلاح»، وآخرون في نقاط متفرقة، ودعا هؤلاء إلى تجنيد الجميع في الخدمة العسكرية، في إشارة إلى المتدينين «الحريديم». يُذكر أن مفعول قانون التجنيد الحالي، الذي يُسهّل على «الحريديم» التملّص من الخدمة العسكرية، ينتهي نهاية شهر مارس 2024، ما يعني وجوب فرض التجنيد على الجميع ضمن سنّ التجنيد، بمن فيهم «الحريديم».
عملية جنوب «سديروت»
قُتل شرطي إسرائيلي وهو أوري مويل (51 عامًا) من سكان ديمونة، وهو رئيس عمال في قسم التكنولوجيا والصيانة في «لواء ناحال» (أحد ألوية «النخبة»)، وأصيب شخصان آخران بجروح في عملية طعن وقعت عند مفترق بيت كاما، جنوب مستوطنة «سديروت»، فيما استشهد منفّذ العملية، فادي أبو اللطيف (23 عامًا)، وهو من سكان مدينة رهط في النقب.
وفي الضفة الغربية المحتلة، استطاع مقاوم من جنين أن يستدرج ضابطين من جهز الاستخبارات الداخلية الإسرايلية (شاباك)، وإطلاق النار عليهما وإصابتهما.
ميدانياً
– بإيعاز من وزيرة النقل، ميري ريغف، عقدت «الموانئ الإسرائيلية» جلسة طارئة ومناورات لزيادة الجاهزية والاستعداد لسيناريو معركة متعدّدة الساحات.
– نفّذت قوات الاحتلال عملية مُركزة في مستشفى الشفاء بالتزامن مع نشرها أخبارًا كاذبة عن وجود مسؤولي حماس في المنطقة. وفي المقابل، وصفت تقارير صهيونية أخرى ما حدث في مستشفى الشفاء، فقالت إنّ وحدة إسرائيلية خاصة تسللت إلى محيط المستشفى فوجئت بكمين دقيق.
-أفادت تقارير صهيونية أن الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، «أمان»، وبعد السيطرة على «الخوادم» التي أنشأتها حماس تحت الأرض في قطاع غزة، اكتشفت أن حماس كانت قد اخترقت العديد من كاميرات المراقبة المدنية في «إسرائيل»؛ إضافة إلى اختراق مرتبط بهواتف الجنود الإسرائيليين المحمولة.
-انتقد قادة «لواء الكوماندوس» سلوك سلاح الجو الذي خفّض بشكل كبير من الدعم ضدّ «أهدافٍ سريعة» على عكس ذروة الحرب. وقال القادة إنّه مرت أيام طويلة من دون استهداف هذه الأهداف على الرغم من أن المنطقة «موبوءة بالإرهابيين الذين يحاولون مهاجمة القوات الإسرائيلية».
– تُنفّذ قوات الاحتلال، بحسب تقارير إسرائيلية، أكبر انتشار في الضفة الغربية، مع وجود 24 كتيبة من «الجيش»، 20 سرية من حرس الحدود، و5000 جندي احتياط.
-رأى مسؤولون إسرائيليون وأمريكيون أن احتمال شنّ «إسرائيل» هجومًا على رفح قبل نهاية شهر رمضان، ضئيل.
– صرّح اللواء في الاحتياط، إسحاق بريك، أنه «لا يمكن القضاء على حماس بشكل كامل وما قاله نتنياهو خداع … حتى إذا دخلوا إلى رفح، كما قال نتنياهو، ودمّروا الكتائب الأربعة الأخيرة وإعلان النصر، فهذا كلام فارغ لأن عشرات الآلاف من حماس موجودين داخل الأنفاق».
قلق أمريكي من عملية في رفح؟
مسؤول أميركي كبير قال إنّه من المحتمل جدًا أن يؤدّي الهجوم الإسرائيلي في رفح إلى قيام الولايات المتحدة بالسماح لمجلس الأمن الدولي بتبنّي قرار يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة. وتعقيبًا على خبر مصادقة نتنياهو على خطط لعملية عسكرية في رفح، قال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن إنّ «أمريكا بحاجة لرؤية خطة واضحة قابلة للتنفيذ بشأن رفح، ولم تر إلى الآن مثل هذه الخطة». وخلال مؤتمر صحافي في فيينا، أضاف بلينكن: «نعم، هناك اقتراح مضاد تقدّمت به حماس وإنّنا نعمل بلا كلل مع إسرائيل وقطر ومصر لسدّ الفجوات المتبقية ومحاولة التوصل إلى اتفاق».
في المقابل، ذكرت شبكة «سي أن أن» الأمريكية أنّ واشنطن أعدّت مسودة مشروع قرار يدعو مجلس الأمن الدولي إلى إبداء قلقه من عملية برية إسرائيلية في رفح، وأنّ «الهدنة في حال تم الاتفاق عليها ستضع الأسس لوقف مستدام لإطلاق النار».
وكان لافتًا قرار الحكومة الكندية بوقف تصدير السلاح إلى كيان الاحتلال، بعدما تبنى مجلس العموم الكندي توصية غير ملزمة بذلك. وفيما لا تُعد كندا مصدرًا رئيسيًا للأسلحة إلى “إسرائيل”، فإن القرار الكندي يبدو رسالة أمريكية لرئيس الحكومة الإسرائيلية أكثر منه قرارًا يمس بقدرات جيش الاحتلال.
لا ثقة بالمؤسسة الأمنية
في خطوة رأى معلقون أنّها تعكس عدم ثقة بالمؤسسة الأمنية والعسكرية، أعلن نتنياهو نيّته تعيين مسؤول مدني جديد يعمل مباشرة تحت إمرته، للإشراف على عمليات توزيع المساعدات في قطاع غزة، تحت شعار «المساواة في تحمّل العبء» أي عبء الخدمة العسكرية.
صفقة التبادل
– بعد وصول مقترح حركة حماس بشأن صفقة تبادل الأسرى، تسارعت التطورات في «إسرائيل» على هذا الخط، وسط تفاقم الخلافات الداخلية بين قادة الحرب، واتهامات لرئيس الحكومة بالمماطلة على حساب حياة الأسرى. وأوضحت مصادر إسرائيلية أنّ مطلب حركة حماس «مُبالغ به»، وأضافت: «إذا لم تكن حماس مرنة فلن تكون هناك صفقة».
– نقلت الصحافة الصهيونية عن مصادر إسرائيلية أنّ حركة حماس توافق على إطلاق سراح أطفال ونساء، من بينهنّ مجندات، ومسنّين ومرضى في الدفعة الأولى من صفقة التبادل في مقابل إخراج 700 إلى 1000 سجين أمني، بينهم 100 يقضون عقوبة السجن مدى الحياة. وكُشف أيضًا أنّ الجانبين سيتفقان في الدفعة الثانية على موعد لوقف إطلاق النار وعندئذ سيتم إخلاء سبيل باقي الأسرى الإسرائيليين وسجناء أمنيين فلسطينيين آخرين.
– في ضوء المزايدات داخل الحكومة بشأن صفقة الأسرى، أصدر مكتب رئيس الحكومة بيانًا أشار فيه إلى أن «رئيس الحكومة أعلن أنّ كابينت الحرب والكابينت السياسي – الأمني سيجتمعان من أجل توجيه وفد المفاوضات قبل سفره إلى الدوحة. وعليه، فإنّ طلب بعض الوزراء عقد اجتماع للكابينت، ليس سوى محاولة مصطنعة لجذب العناوين
الصحافية».
اقتصاديًا
بعد العديد من الخلافات والتحفّظات، أقرّ الكنيست قانون الميزانية العامة المعدّلة للعام الجاري 2024. وقد أصدر «حزب الليكود» بيانًا أكّد فيه أنّ الميزانية تضمّن مواصلة الحرب حتى النصر المطلق، وهو الأمر الذي انتقده رئيس المعارضة يائير لابيد بشدّة، إذ وصف الميزانية بأنها «ميزانيات المعاهد الدينية»، في إشارة إلى الحديديم، والأموال الائتلافية والمكاتب الوزارية غير الضرورية.
متفرقات
-ذكرت تقارير أنّ نتنياهو، يدرس إمكانية إلغاء «كابينت الحرب»، وإحالة قرارات الحرب إلى الكابينت السياسي.
-قال عضو الكنيست، نسيم فاتوري (من حزب الليكود) إنّ «قيادة الجيش تعمّدت إيقاع نتنياهو بالفشل يوم السابع من أكتوبر»، متسائلًا «لماذا اتصلوا برئيس الحكومة في السادسة والنصف صباحًا ولم يتصلوا به ليلًا؟»، في إشارة إلى المشاورات التي عقدها قادة الجيش وجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) في الساعة الثالثة من فجر السابع من أكتوبر.
-أفادت تقارير إسرائيلية أنّ زعيم حزب «أمل جديد» اليميني المُتطرّف، غدعون ساعر سيُفكّك «معسكر الدولة»، وينفصل عن وزير الدفاع بني غانتس، في حال لم يتم إدخاله إلى كابينت الحرب.
-نقلت وسائل الإعلام الصهيونية عن مسؤول إسرائيلي كبير إنّ «الضغوط على حماس تتزايد بشكل كبير، بما في ذلك التهديدات من قطر بطرد رأس المنظمة من الدوحة، لذلك نحن اليوم أكثر تفاؤلًا مما كنا عليه قبل أيام قليلة».
– يُدرس إجراء فحص «بوليغراف» (كشف الكذب) لفريق مكتب رئيس الحكومة في أعقاب سلسلة تسريبات تمّت مؤخّرًا. ووفق تقارير إسرائيلية، فإن مسؤولًا في فريق نتنياهو أُعطي إجازة مفتوحة، لغاية استيضاح الموضوع.
-وفقًا لتقارير إسرائيلية، طلب ضابط استخبارات المنطقة الجنوبية العقيد «أ» إنهاء مهامه لأسباب شخصية، وقائد المنطقة قبل طلبه. وبحسب تقارير أخرى، فإنّ الأمر جرى على خلفية علاقة عاطفية مع إحدى المجندات خلال الحرب.
– ذكر تقرير أن عمليات التشويش التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلية على نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) منذ بدء الحرب على غزة، أثّرت أيضًا على تطبيقات التعارف والمواعدة، بحيث وجد المستخدمون الإسرائيليون واللبنانيون أنفسهم عالقين في ضباب الحرب الإلكترونية، حيث تجمع التطبيقات بين أشخاص يعيشون على جانبي الحدود في دول معادية تخوض حربًا نشطة. أما بعض السائقين في تل أبيب فيُحدّد التطبيق موقعهم في العاصمة المصرية القاهرة، وآخرين في «حيفا» يظهرون في العاصمة اللبنانية، بيروت.