تضغط الولايات المتحدة الأمريكية لتحقيق هدنة بين قوات الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة في قطاع غزة، قبل حلول شهر رمضان في 11 مارس. وفي هذا السياق، ذكر موقع “أكسيوس” الأمريكي، نقلًا عن مصدر أمريكي قوله إنّ كبير مستشاري الرئيس جو بايدن لشؤون الشرق الأوسط، بريت ماكغورك، التقى في قطر يوم الثلاثاء 5 مارس، رئيس وزراء قطر ووزير خارجيتها الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، «وبحث معه التوترات الإقليمية ومساعي تأمين إطلاق سراح إسرائيليين محتجَزين في قطاع غزة»، فيما لم يعلن البيت الأبيض والحكومة القطرية عن هذه الزيارة. وأضاف الموقع أنّ “المفاوضات بشأن المحتجَزين” استؤنفت هذا الأسبوع “بعد أن علّقتها حماس غداة استشهاد القيادي صالح العاروري في غارة إسرائيلية في ضاحية بيروت الجنوبية” في يناير الماضي.
لكن واشنطن لا تُريد وقف الحرب
- برز تصريح نائبة الرئيس الأمريكي، كامالا هاريس حول وجوب التوصل إلى هدنة وتشديدها على الكارثة الإنسانية الحاصلة في غزة. بالتزامن، قامت واشنطن بإرسال “مساعدات جوية” بالاشتراك مع الأردن إلى قطاع غزة.
- مقابل تصريحات المسؤولين الأمريكيين، والضغوط على غزة ولبنان لإعلان هدنة قبل شهر رمضان، والإيحاء بـ«الحرص» على الشعب الفلسطيني، أكّدت حركة الجهاد الإسلامي أنّ هدف واشنطن من هذه الهدنة هو “إخراج الأسرى الإسرائيليين وليس إيقاف الحرب”.
ابتزاز أمريكي لنتنياهو؟
- في خطوة شكّلت تحديًا لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو من قبل الإدارة الأمريكية، استقبلت نائبة الرئيس الأمريكي، كامالا هاريس يوم الإثنين 4 مارس عضو مجلس الحرب الإسرائيلي، بيني غانتس في واشنطن. وإضافةً إلى لقائه هاريس، التقى غانتس بكلٍّ من مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان ووزير الخارجية، أنتوني بلينكن. هذه الزيارة اعتبرها كثيرون في كيان الاحتلال مؤشرًا على حجم التوتر بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ونتنياهو. وفي هذا المجال، كشفت صحيفة “هآرتس” العبرية أنّ نتنياهو “سعى إلى تقويض” زيارة غانتس إلى الولايات المتحدة. ونقل التقرير أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي “رفض منح الزيارة طابعًا رسميًا، وأمر سفير إسرائيل في واشنطن، مايك هرتسوغ، بعدم مساعدة غانتس خلال الزيارة، وعدم حضور الاجتماعات التي يعقدها مع المسؤولين الأميركيين”. وكشف مصدر مطلع للصحيفة عن غضب نتنياهو من الزيارة، “وفي اللحظة التي أدرك فيها أنّه غير قادر على إلغائها، قرر تقويضها بالإشارة إلى أن إسرائيل لديها رئيس وزراء واحد فقط”. وكشف المصدر أن نتنياهو “تحرّك في الأيام الأخيرة لمنع غانتس من التوصل إلى أي تفاهمات رسمية مع إدارة بايدن، بما في ذلك ما يتعلق بزيادة حجم المساعدات الإنسانية ودخولها شمالي قطاع غزة”.
- ربط المراقبون في كيان الاحتلال بين زيارة غانتس إلى واشنطن ومطالبة كامالا هاريس بالتوصل إلى هدنة في غزة، خاصة أنّ دعوتها تزامنت مع وصول عضو مجلس الحرب الإسرائيلي إلى الولايات المتحدة، بما يوحي أنّ التصريح والزيارة ليسا صدفة.
شروط عملية رفح غير متوفرة.. حاليًا
- قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، العميد دانييل هغاري، إنّ “أهداف الحرب في غزة ستستغرق وقتًا لتحقيقها”. ولكن اللافت كان إيحاؤه بأنّ شروط العملية البرية في رفح غير متوفرة بعد، فأشار إلى “وجود شَرطين هامَين للعملية في رفح: الحفاظ على أهمية مصر بالنسبة لقطاع غزة؛ ومعالجة الاكتظاظ السكاني الهائل في رفح”.
- أما في خان يونس، فلا يزال العدّو مستمرًا في عملياته داخلها، كما عاود إطلاق عملياته باتجاه شمال القطاع ولكن بوتيرة أقل من السابق.
- أفادت تقارير صحفية عن خروج لواء “المظليين” من قطاع غزة، بعد أن قضى ثلاثة أشهر في خان يونس.
- تعرّض 22 جنديًا من جيش الاحتلال إلى كمين في مبنى مفخّخ في قطاع غزة. وتوزّع المصابون على عدد من المستشفيات في كيان الاحتلال. فيما أكّد مستشفى “سوروكا” في «بئر السبع» هبوط أكثر من 10 طائرات مروحية لديه تحمل مصابين من قوات العدّو.
- أعلن الجيش الإسرائيلي أن مركز النيران والقوات المناورة التابعة للفرقة 98 باشروا هجومًا واسع النطاق على مستوى الفرقة في غرب خان يونس، حيث نُفّذت غارات جوية على 50 هدفًا في دقيقة واحدة بدعم من قوات المدفعية. وأضاف الجيش الإسرائيلي أنّ الهدف من ذلك، كان تأمين الظروف المؤاتية للقوات البرية لتنفيذ هجوم مفاجئ. اللافت أنّه رغم كلّ هذه العمليات، لا تزال المقاومة الفلسطينية قادرة على تحقيق إصابات دقيقة ومُباشرة في صفوف قوات العدّو.
المقاومة تضرب في الضفة
قُتل مستوطنان إسرائيليان في عملية إطلاق نار نُفّذت في محطة وقود عند مدخل مستوطنة “عيلي”، جنوبي نابلس في الضفة الغربية المحتلة. وتضاربت الأنباء بشأن عدد منفذي هذه العملية، فذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أنّ “المُنفّذ فلسطيني من سكّان قلنديا قرب مدينة القدس”، فيما ذكرت مصادر إعلامية عبرية أنّ “خلية مكونة من 3 مسلحين نفّذت عملية إطلاق النار في المستوطنة”.
جبهات محور المقاومة
- تستمر المقاومة الإسلامية في لبنان، حزب الله، في استهداف مواقع لكيان العدّو. وقد شهدت الحدود الجنوبية للبنان تصعيدًا في الأيام الماضية بعد محاولتَي تسلّل من قوتين إسرائيليتيين تصدّت لهما المقاومة يوم الأحد 3 مارس. بالتزامن، وصل إلى لبنان مستشار البيت الأبيض لأمن الطاقة العالمي، عاموس هوكشتاين لترهيب الحكومة اللبنانية والضغط حتى توقف المقاومة عملياتها.
- قال المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية، العميد يحيى سريع، أنّ قوات أنصار الله استهدفت السفينة الإسرائيلية «MSC SKY» في بحر العرب، بالإضافة إلى عددٍ من السفن الحربية الأمريكية «المعادية» في البحر الأحمر. وكشف سريع أنّ عملية استهداف السفينة الإسرائيلية جاءت بعد ساعاتٍ فقط على تنفيذ ما وصفه بـ«عمليةٍ نوعية»، أطلقت خلالها القوة الصاروخية وسلاح الجوّ المُسيّر اليمني، عددًا من الصواريخ الباليستية والطائرات المُسيّرة ضد عددٍ من السّفن الحربية الأميركية في البحر الأحمر. وأكد سريع، في بيان، أنّ هاتين العمليتين تؤكدان قدرة القوات المسلحة على استهداف السفن الحربية وغير الحربية، في آنٍ واحد، مشددًا على أنّ عمليات القوات المسلحة «متصاعدة ومستمرة في البحر الأحمر وبحر العرب وخليج عدن وباب المندب، من أجل منع الملاحة الإسرائيلية أو المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة، حتى وقف العدوان الإسرائيلي، ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة».
- أعلنت المقاومة الإسلامية في العراق، استهدافها محطة للمواد الكيميائية في ميناء “حيفا” المحتل بطائرة مسيّرة، إضافة إلى استخداف محطة للطاقة الكهربائية في حيفا أيضًا، في عمليتين فصل بينهما أكثر من 24 ساعة.
فلسطينيون في “القفص”
- تحتجز الشرطة الإسرائيلية فلسطينيين في منشأة مُسيّجة خارج قاعدة شرطة حرس الحدود في القدس، تُسمّى “القفص”، غير مُجهّزة لا بالأسّرة ولا بالمراحيض. على الرغم من طلب المحكمة التوقّف عن احتجاز الفلسطينيين في «القفص»، إلا أنّ الشرطة تتذرّع بنقص زنزانات الاعتقال.
عودة إلى ما قبل الطوفان
- أفادت تقارير صحافية أنّ الرقابة العسكرية سمحت بالنشر – بعد أن رفضت ذلك لفترة طويلة – أنه في الليلة التي سبقت «طوفان الأقصى»، شخّصت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية تفعيل مئات الشرائح الإسرائيلية في هواتف خلوية داخل قطاع غزة من قبل عناصر حماس. وبحسب التحليلات الصهيونية فإنّ أجهزة أمن الاحتلال رأت في ذلك الحين أن ما يجري «عمل استثنائي جدًا، وإشارة عن نية مُعيّنة قد تكون حماس حدّدتها لبدء الهجوم»، إلا أنّه بعد مداولات، أشارت التقديرات الإسرائيلية بأنّ “الحديث يدور عن تدريب أو استعداد لمحاولة أسر إسرائيليين”. وبحسب التقارير، فإن نتنياهو “لم يعلم بهذا الأمر” قبل هجوم السابع من أكتوبر.
عصابات عملاء لـ”إدارة” غزّة؟
- أفادت تقارير صحافية إسرائيلية أنّ قائد المنطقة الوسطى الأمريكية، الجنرال مايكل كوريلا، حمل معه في زيارته الأخيرة لـ”إسرائيل” اقتراحًا عرضه على وزير الدفاع، يوآف غالانت يقضي بتجنيد “قوة عربية لحماية شاحنات المساعدات الداخلة إلى قطاع غزّة. إلا أنّ كوريلا لم يحصل على الردّ الإسرائيلي بعد”.
- زعمت وسائل الإعلام الصهيونية أن مسؤولين اسرائيليين يجرون اتصالات مع مجموعات من السكان في غزة أعربت عن موافقتها على تحمّل المسؤولية المدنية داخل مناطق مُحدّدة في القطاع. وتحاول جهات أمنية إسرائيلية الدفع قدمًا لتولّي ما تسمّيه مجموعات مُسلّحة من العشائر داخل غزّة مهمة “حماية شاحنات المساعدات، بهدف منع سيطرة حركة حماس عليها”. القرار الذي يُحاول الإسرائيليون إدخاله حيّز التنفيذ في الأيام المُقبلة، كانت قد أوصت به «جهات أمنية رفيعة المستوى» بالسماح لمجموعات مسلحة من الغزاويين بـ”تأمين حماية شاحنات المساعدات التي تدخل إلى القطاع.
تحييد حماس ووضع جهات أخرى مُسلحة في الواجهة، ليس هدفه حماية الشاحنات ولا تأمين وصول المساعدات إلى غزة، التي تعرقل دخولها أصلًا قوات الاحتلال لا أي جهة أخرى.. بل إن هدفه إشعال التوترات الداخلية وإحلال الشقاق بين مختلف مكونات الشارع الغزاوي، ونزع الغطاء الشعبي عن المقاومة الفلسطينية.
اقتصاديًا:
- وافقت اللجنة المالية في الكنيست على تعديل ضريبي بزيادة الضريبة التي تدفعها المصارف بنسبة 6% على أرباح سنتَي 2024 و2025. وبحسب هذه الزيادة، من المتوقع أن تدفع المصارف مُجتمعة 1.2 مليار شيكل عن العام الحالي، و1.3 مليار شيكل عن العام المقبل، أي ما مجموعه نحو 700 مليون دولار. كما وافقت المصارف على تأسيس صندوق بقيمة 100 مليون شيكل لدعم القروض المُقدّمة لجنود الاحتياط، يُموّل من أصحاب المشاريع الصغيرة.
- أعلنت وزارة الأمن الإسرائيلية أنّها اشترت منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر بقيمة تتخطى الـ35 مليار شيكل (نحو 10 مليار دولار أمريكي) بهدف دعم احتياجات قوّات الاحتلال. وأضافت الوزارة أنّ المشتريات مُستمرة على مدار الساعة من أجل «دعم احتياجات الجيش وزيادة استقلالية الإنتاج الإسرائيلي».
- ردًّا على سؤال خول الخسائر الاقتصادية لكيان الاحتلال خلال الحرب، قال وزير الاقتصاد الإسرائيلي، نير بركات إنّه «يُمكن امتصاص ما بين 150 إلى 200 ملیار شيكل (ما بين 42 و55 ملیار دولار) كدين على الدولة في المديين المتوسط والبعيد”. وأضاف بركات أنّ العلاقات التجارية مع دول عربية لم تتضرّر بعد الحرب.
“السلام مع السعودية” في الربيع؟
- قال رئيس هيئة الأمن القومي، تساحي هنغبي إنّ الجدول الزمني للتوصّل إلى اتفاق تطبيع مع المملكة العربية السعودية هو مايو أو يونيو المقبلين.
- صادر كابينت الحرب صلاحيات وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير حول تقييد الدخول إلى المسجد الأقصى في شهر رمضان على خلفية الخشية من اندلاع مواجهات أو القيام بعمليات في المنطقة.