الغرب كلّه مجنّد للدفاع عن “إسرائيل”. هذه هي الحالة الطبيعية. في حرب غزة الدائرة حاليًا، الغرب كلّه انتقل إلى وضعية الهجوم، إلى جانب كيان الاحتلال، على أهل غزة جميعًا، لا على المقاومة وحسب.
الولايات المتحدة الأمريكية أرسلت أسلحة وذخائر إلى “جيش الاحتلال”، قبل أن تبعث بحاملتي طائرات إلى شرق المتوسط لـ”ردع أعداء إسرائيل”.
ألمانيا تجدد قرار منع التضامن السلمي مع الشعب الفلسطيني، وتعلن منح جيش الاحتلال طائرتين مسيّرتين لاستخدامهما في الحرب على غزة، إضافة إلى درسها طلب الحصول على ذخائر بحرية.
فرنسا أيضًا تحظر أي تضامن مع الشعب الفلسطيني، وتهدّد المتضامنين بالسجن.
ما تقدّم لا يكفي. البيان الذي أصدره رؤساء (ورؤساء حكومات) كل من فرنسا وألمانيا وإيطايا وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية، لم يعبّر حصرًا عن تأييد ما يسمّونه بـ”حق إسرائيل” في الرد على عملية “طوفان الأقصى”، بل تعدّاه إلى تأييد الحرب على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وتاليًا، تأييد كل ما يرتكبه جيش الاحتلال من جرائم.
هذا البيان صدر في اليوم نفسه الذي قال فيه رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو إن الحرب التي يشنّها الكيان على غزة “ستغيّر الشرق الأوسط”. وفي بيان قادة الدول الغربية / الشمالية الخمس، مُنِحَت “إسرائيل” الضوء الأخضر لشن الحرب، من خلال الحديث عن “ضمان قدرة إسرائيل على الدفاع عن نفسها ولتهيئة الظروف في نهاية المطاف لمنطقة شرق أوسط متكاملة ومسالمة”.
البيان صدر عقب اتصال هاتفي بين كل من الرئيس الفرنسي ماكرون، المستشار الألماني شولتز، رئيس الوزراء الإيطالي ميلوني، رئيس الوزراء البريطاني سوناك، والرئيس الأمريكي بايدن، يوم الاثنين (09-10-2023). وعبّر هؤلاء عن دعمهم “الثابت والموحد لدولة إسرائيل في الدفاع عن نفسها وشعبها وإدانتهم” لحماس وما أسموه “أعمالها الإرهابية المروعة التي لا شرعية لها”.
وأكد البيان: “سنبقى متحدين ومنسقين كحلفاء وأصدقاء مشتركين لإسرائيل لضمان قدرة إسرائيل على الدفاع عن نفسها ولتهيئة الظروف في نهاية المطاف لمنطقة شرق أوسط متكاملة ومسالمة”.
وفي نهايته، ظهرت مزاعم مشتركة تتبنى اعترافا بما أسموه “التطلعات الفلسطينية لتحقيق العدالة والمساواة بينهم وبين الإسرائيليين”. قادة الدول التي تتغنى بالديمقراطية قرروا مصادرة رأي الشعب الفلسطيني، إذ اعتبروا أن الفصائل الفلسطينية “لا تمثّل هذه التطلّعات ولا تقدّم للشعب الفلسطيني سوى المزيد من الإرهاب وسفك الدماء”.