تحولٌ كبير شهدته أرقام الصادرات العسكرية الإسرائيلية إلى أوروبا بعد إبرام “إسرائيل” وألمانيا يوم 28-9-2023 صفقة بيع منظومة الدفاع الجوي الاسرائيلية “حيتس 3” – المخصصة لصد الصواريخ الباليستية – بقيمة 3.5 مليار دولار.
ألمانيا أعلنت أنها ستضع منظومة “حيتس” في الخدمة عام 2025.
لماذا نهتم بهذا الخبر؟
لم يتضح الدافع العسكري العملي لهذه الصفقة، خصوصًا أن منظومة “حيتس” لم تخضع لتجربة جدية في الحروب، فيما ألمانيا دولة مصنّعة لأنظمة الدفاع الجوي، كما أنها تملك ترسانة كبيرة من منظومات الدفاع الجوي الأمريكية “باتريوت” المجرّبة أكثر من منظومة “حيتس” الإسرائيلية. واعلنت برلين يوم 5-10-2023 أنها ستسلّم أوكرانيا منظومة “باتريوت” في الشتاء المقبل.
توقيع الصفقة مع كيان الاحتلال يشير إلى رغبة ألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية في دمج الصناعات العسكرية الإسرائيلية في المنظومة العسكرية لدول حلف شمال الأطلسي في أوروبا، خصوصًا بعدما اطلقت برلين “مبادرة درع السماء الأوروبية” عام 2022، بهدف إقامة نظام دفاع جوّي مشترك في 19 دولة أوروبية.
الصفقة جرعة دعم ألمانية كبيرة للصناعة العسكرية الإسرائيلية، تٌضاف إلى الدعم الأمريكي لتلك الصناعة، وتحديدًا في مجال الدفاع الجوي. فمنظومة “حيتس” هي نتاج شراكة أمريكية – إسرائيلية، تقنيًا وتمويليًا.
موافقة أمريكية مسبقة
في 17-8-2023، أصدرت وزارة جيش الاحتلال الإسرائيلي بيانًا أعلنت فيه موافقة الولايات المتحدة الأمريكية على إتمام الصفقة مع ألمانيا، إذ إن بنود المشروع المشترك لصناعة “حيتس” توجب موافقة واشنطن على بيع هذه المنظومة إلى دولة ثالثة.
استنادا إلى بيان الوزارة، تشمل الصفقة توقيع خطاب التزام مع دفعة أولية بقيمة 600 مليون دولار بين الوزارتين المعنيتين، قبل تقديمها إلى الحكومة الألمانية والبرلمان الألماني للموافقة عليها.
وبعد هذه الصفقة، سترتفع الصادرات الأمنية الإسرائيلية إلى مستوى قياسي جديد، بعدما سجّلت العام الماضي (2022) رقماً قياسياً قدره 12.5 مليار دولار، 29% منها إلى أوروبا.
وتعددت الصفقات الإسرائيلية-الألمانية في السنوات السابقة حتى وصلت قيمتها إلى ما يقارب مليار دولار. فعام 2019، استأجرت ألمانيا طائرة “هيرون” بـ 730 مليون دولار، وحصلت على أسلحة من صنع “رافائيل” الاسرائيلية بـ 150 مليون دولار إضافية.
صادرات الكيان العسكرية عام 2022: 29% منها إلى أوروبا
عام 2022:
اشترت هنغاريا من “إسرائيل” على نموذج رادار متعدد الأسلحة لتحديد مواقع الطائرات والمروحيات والصواريخ على ارتفاع منخفض.
اشترت تشيكيا نموذج رادار متعدد الأسلحة بقيمة 125 مليون دولار، وأنظمة صواريخ أرض-جو متنقلة بـ 627 مليون دولار.
لاتفيا أبرمت مع كيان الاحتلال صفقة لشراء صواريخ سبايك ذات الدقة العالية بـ 108 ملايين يورو.
اشترت بولندا من “إسرائيل” صواريخ سبايك مضادة للدبابات بـ 152 مليون دولار.
دفعت سلوفاكيا لكيان الاحتلال 148 مليون يورو مقابل رادار متعدد الأسلحة.
الدنمارك اشترت من “إسرائيل” مدافع هاون مركّبة على ناقلات الجنود المدرعة.
اشترت إستونيا صواريخ سبايك مضادة للدبابات وصواريخ غابرييل مضادة للسفن.
حصلت فنلندا على رادارات بـ 162 مليون يورو.
اليونان اشترت طائرتين بدون طيار ومنظومة “القبة الحديدية”، واتفقت مع “إسرائيل” على إنشاء وتشغيل مركز تدريب طيران لسلاح الجو. استوردت إيطاليا صواريخ وقاذفات.
حصلت سويسرا على 6 طائرات بدون طيار بـ 280 مليون دولار.
أما بريطانيا فاشترت منظومات ملاحة متقدمة لتحديد الأهداف وتوجيه الأسلحة.
وعام 2023، اشترت فنلندا، بقيمة 345 مليون دولار، بوموافقة أمريكية، منظومة “مقلاع داود” الدفاعية التي تم تطويرها من قبل الولايات المتحدة و”إسرائيل”.