القمر مُحاق، الغيوم داكنة، وبداية خمسينية الشتاء، الظلم والظلام يملآن المكان، وسبع الليل يسري إلى مقصده دون تعثّر، فقد كان يرى ليلًا كما يرى نهارًا، هكذا قال عنه رفاقه، والحقيقة أنه يحفظ المكان جيدًا كما تحفظ عجوز غرفتها الصغيرة، وأماكن أشيائها، يعرف كل شجرة وموضع كل حجر، اقترب من هدفه، حارس المستوطنة الذي في محرسه، واستخدم إحدى حِيله ليدفعه للخروج، أطلق عواء ثعلب، أطلّ الحارس المسلح برشاشه الـ”ستن”، عاجله بطلقة لم يُثنِّها، ركض داخلًا المحرس، استولى على السلاح وما وجد من ذخيرة، وانسحب مهرولًا من طريق غير الذي أتى منه. كان ذلك في الأول من شباط/فبراير 1954، وينتشر الخبر على…
الكاتب: أمجد سليمان
قراءة المزيد