يبثّ العدوّان الأمريكي والإسرائيلي التفاؤل حول قرب عقد صفقة تبادل أسرى بين حركة المقاومة الإسلامية “حماس” وتل أبيب. لكن، وبالرغم من بعض الإيجابيات الموجودة في ما يتم طرحه حاليًا، إلا أن الشرط الأساسي لأي اتفاق هو وقف إطلاق النار، وهو ما لم توافق عليه “إسرائيل” حتى الآن، لذا لا يبدو أن الصفقة وشيكة.
ما الجديد؟
قبل أيام، أعلن مستشار الأمن القومي الأمريكي جاك سوليفان، عن “جهد جديد من قطر ومصر وإسرائيل”، في إشارة إلى “الصفقة” التي تضغط الإدارة الأمريكية حاليًا باتجاه إقرارها. وبحسب معلومات خاصة حصلت عليها “الكرمل”، فإن واشنطن تروّج لصفقة على مرحلتين: يُعلن في المرحلة الأولى عن هدنة إنسانية لـ45 يومًا، يبدأ فيها العدو الإسرائيلي بالانسحاب من قطاع غزة. أمّا المرحلة الثانية، فهي لإنهاء ملف الأسرى المعتقلين في غزة، واستكمال العدو انسحابه بشكل كامل من قطاع غزة.
من جهتها، وافقت “حماس” على أن تكون الصفقة على مرحلتين وأن يكون الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة على مرحلتين، كما وافقت الحركة على إبعاد الأسرى الفلسطينيين المحكومين بالمؤبدات والمفرج عنهم إلى خارج فلسطين.
لكن بالرغم من تنازل العدو وقبوله الانسحاب من غزة، إلا أن ذلك لا يشكل ضمانة لوقف الحرب. وهو ما رفضته “حماس”، إذ لا ضمانات، في ما هو مطروح الآن، حول إنهاء الحرب وإعادة الإعمار، وتريد الحركة أن تكون هذه المطالب مكتوبة وموقعة.
وتسعى الولايات المتحدة الأمريكية إلى وقف عمليات جبهات الإسناد في هذه الصفقة، وهو، بحسب معلومات “الكرمل”، ما طالب به رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو؛ أن تقف عمليات جبهات الإسناد بشكل تام وأن ترافق ذلك إجراءات ميدانية لمنع تجدد القتال، وتحديدًا في الجبهة الشمالية.
وبحسب الرؤية الأمريكية، فسيكون درة تاج الصفقة تطبيع العلاقات بين تل أبيب والرياض. وبحسب معلومات “الكرمل”، فإن الإدارة الأمريكية تريد الإعلان عن الاتفاق من العاصمة السعودية الرياض، مما يسرّع من عملية التطبيع بين العدو الإسرائيلي والمملكة السعودية.
48 ساعة حاسمة؟
روّجت مصادر ديبلوماسية عربية، في الساعات الماضية، أن الاتفاق بين العدو الإسرائيلي و”حماس” وشيك، وأنه يُمكن الوصول إليه في الـ48 ساعة المقبلة، إلا أن كل المؤشرات الصادرة من تل أبيب توحي بعكس ذلك. وكل هذه الدعاية التي تروّجها بعض الدول العربية هدفها تحميل “حماس” المسؤولية في حال قرر العدو البدء بعملية رفح. إذ إن وزير خارجية العدو يسرائيل كاتس قال إنه “يمكن تأجيل عملية رفح إذا أقرت صفقة التبادل”، أي أنه بعد إتمام الصفقة واسترداد العدو لأسراه سيستكمل الحرب ضد “حماس”. وهو ما تدركه المقاومة جيدًا وتعلم أن نتنياهو يراوغ في قبوله المرحلة الأولى من الصفقة، وأنه لن يوافق على المرحلة الثانية، وأن خروج الجيش الإسرائيلي من غزة ليس مؤشرًا للإيجابية إذ لا شيء يمنعه من العودة إلى القطاع.
الخلاصة
قبل خمسة أشهر، أعلنت “حماس”، مطالبها: إنهاء الحرب، عودة النازحين، انسحاب جيش العدو بشكل كامل من قطاع غزة، وإعادة الإعمار. لا تزال مطالب المقاومة هي نفسها. ومَن تَراجع هو العدو الإسرائيلي بقبوله سحب جيشه من قطاع غزة، وإعادة النازحين إلى شمال القطاع، إلا أن أساس أي اتفاق هو إنهاء الحرب. حتى الآن، العدو يرفض ذلك وهو يلوح بالهجوم على رفح، لذلك ستبقى الحرب مستمرة ولن يكون هناك أي صفقة تعطي العدو أسراه وتسحب من يد المقاومة أقوى أوراقها.