عاشت الرواية الفلسطينية ظروفًا استثنائية، تتمثل في تشتتها الجغرافي ما بين الأراضي المحتلة عام ١٩٤٨ والضفة الغربية وقطاع غزة، إضافة إلى الشتات.
هذا التشتت جعل للرواية في الضفة والقطاع خصوصية فرضتها الظروف السياسية والعسكرية التي كان من نتيجتها خضوع المنطقتين للاحتلال الإسرائيلي سنة ١٩٦٧، مما أعطى الرواية، وأي عمل أدبي يصدر هناك، ملامح خاصة، لأنّ الكتابة تكون من داخل الحدث والمعايشة اليومية للاحتلال.
وجد الإنسان الغزي نفسه أمام ظروف جديدة لم يعهدها ولم يتوقعها، بالتالي كانت ثمة ضرورة لمواجهة عدة تحديات من أجل أن “يحافظ وهو الأعزل على وجوده وليبقى متجذرًا في أرضه فيرفض الهروب ويصمد أمام أعمال الترحيل الاحتلالية التي بدأت منذ اليوم الذي أعقب الهزيمة”، كما يقول عفيف سالم في “الأدب في المواجهة”.
من ١٩٦٧ حتى ١٩٩٣
يذكر عواد أبو زينة في كتابه “أصوات من الحصار” أنّ النشاط الروائي كان معدومًا في الضفة الغربية وقطاع غزة حتى السبعينيات من القرن الماضي، حين بدأ جيل جديد من كتّاب الرواية، وهم في تماس يومي في الصراع مع الاحتلال والمعاناة اليومية للمجتمع الفلسطيني. كان معظم هؤلاء الرواد قد بدأوا حياتهم الأدبية ككتّاب قصة قصيرة أو شعراء أو كتّاب نصوص مسرحية، ثم طوروا إنتاجهم ليمتد إلى الرواية.
يُستخلص من الاستطلاع التاريخي، وفقًا لأبو زينة، أنّ سبع سنوات مضت على احتلال الضفة الغربية وقطاع غزة قبل أن نرى أول رواية تصدر من هناك. يكشف الاستطلاع كذلك أنّ عدد الروايات التي نُشرت لكتّاب يقيمون في الضفة والقطاع قريب من عشرين رواية على مدى ست وعشرين سنة، أي من سنة النكسة وحتى توقيع أوسلو وإنشاء السلطة الوطنية في المنطقتين.
يقول خيري منصور في “الكف والمخرز” عن هذا الصمت في الحياة الأدبية لا سيما الرواية: “وهكذا ساد في الضفة والقطاع صمتٌ شعري بل ثقافي في السنوات الأولى، وكان علينا أن ننتظر حتى تتبلور الأصوات الجديدة التي شاءت الظروف أن تتفتح مواهبها وبواكيرها في مناخ الاحتلال”.
يشير الناقد ناهض زقوت إلى أنّ تأخر الرواية في قطاع غزة كان بسبب الظروف السياسية، إذ كان القطاع هو الحاضنة الأكبر لجموع اللاجئين الفلسطينيين سنة ١٩٤٨، وهؤلاء هم الذين أنتجوا الرواية في نهاية السبعينيات بعد أن استقرت أوضاعهم المعيشية.
في السنوات الـ١٢ التالية، وفقًا لإحصاء أبو زينة، صدر ما يزيد عن ستين رواية، أي أكثر من أربعة أضعاف ما نشر في السنوات الـ٢٦ السابقة.
يرفق يوسف محمد ذياب الشحادة، في دراسته عن “الرواية الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة ٦٧ – ٩٣” جدولًا إحصائيًا للإنتاج الروائي هناك، تجيء فيه ٣٣ رواية (في نطاق بحثه) بين ١٩٧٤ حتى ١٩٩٣، تتوزع على النحو التالي:
رواية واحدة لزياد حواري (بنت من البنات) وهي أول رواية صدرت بعد الاحتلال، وخمس روايات لسحر خليفة بين ١٩٧٤ حتى ١٩٩٠، وروايتان لعبد الله تايه، وكذلك لصافي صافي وعلي الخليلي وعبد الرحمن عباد وعادل الأسطة. أما لأحمد حرب وديمة السمان، فثلاث روايات، فيما لكلٍّ من غريب عسقلاني وحسين البرغوثي وجمال بنورة وأسعد الأسعد وإبراهيم العلم وربحي الشوبكي ومحمد أيوب وهشام عبد الرزاق وأحمد رفيق عوض وجمال القواسمي وعزت الغزاوي، رواية واحدة. وقد واصل بعض الكتّاب إنتاجهم بعد ١٩٩٣.
في تلك الفترة، أي من النكسة حتى ١٩٩٣، وهو النطاق الزمني لأغلب الدراسات التي تقف على الإنتاج الأدبي في الضفة والقطاع، يلاحظ الدارس أنّ الهم الوطني والسياسي قد هيمن على مضمون الرواية. مع ذلك، هذا لا يعني حصر موضوعات الرواية في هذا الهم، فقد انشغلت بعضها بالهموم الفردية والاجتماعية، وفي مقدمتها روايات سحر خليفة مثل: “لم نعد جواري لكم” (١٩٧٤)، “مذكرات امرأة غير واقعية” (١٩٨٦)، كذلك رواية “العذراء والقرية” ( ١٩٩٢) لأحمد رفيق عوض، وغيرها.
من ١٩٩٣ حتى ٢٠٠٥
أحصى عواد أبو زينة في هذه الفترة تسعين رواية لـ٤٤ كاتبًا وكاتبة، ينقسمون بين مقيمين في الضفة أو القطاع، أو من الكتّاب الذين عادوا بعد تأسيس السلطة.
جدير بالذكر أنّ حركة النشر، سواء في الضفة أو في قطاع غزة، مرتبطة بالظروف التي مرت بهما المنطقتان، وإعادة احتلالهما، وتدمير المؤسسات الثقافية وغيرها، كذلك فإن للحالة النفسية للكتّاب أنفسهم أثرًا لا يمكن إغفاله.
يُلاحظ أيضًا أنّ معظم كتّاب الرواية في هذه الفترة من جيل الشباب الذين بدأوا بإنتاجهم الروائي منذ مطلع عقد التسعينيات. ثلث هؤلاء، وعددهم ١٢، مقيمون في غزة، وقد أصدروا ٢٨ رواية، حسب الاستطلاع.
أدب عن غزة
كتب ماريو بارغاس يوسا قبل سنوات لصحيفة “البايس” الإسبانية “الموت في غزة”، ويتحدث فيه عن تجربته الذاتية هناك. غزة ثيمة رئيسية في أدب المقاومة أو أدب الحرب والحصار، كما يشير نقاد وأدباء إلى أنها أحيت هذا الأدب من جديد. وهي في الرواية، كثيمة، حاضرة عربيًا وعالميًا، سواء في رواية “نبوءات” للفلسطيني مصطفى النبيه، أو “غزة تحت الجلد” للبريطانية من أصول فلسطينية سلمى الدباغ، وقد تُرجمت عام ٢٠١٥، أو في “يا فلسطين” الرواية التي تقع في ١٢ جزءًا للكاتبة البوسنية ملكة صالح بك بوسناوي، أو “قبر في غزة” للبريطاني مات بينون ريس، وغير ذلك كثير.
هذا عن الأدب الذي يتناول غزة كثيمة، أو تحضر على هامش مسرح أحداثه، لكن ماذا عن الأدب الذي يصدر من غزة نفسها؟
يشير عادل الأسطة إلى صعوبة متابعة الأدب الصادر في قطاع غزة، وبخاصة الرواية، منذ انقطاع الاتصال بين القطاع والضفة في السنوات الـ ١٤ الأخيرة. معنى ذلك أنّ ما يصدر في غزة لا يمكن أن يصل حتى إلى الضفة، فكيف إلى العالم؟
كتب ربعي المدهون في “الرواية في غزة وعنها”، بعنوانٍ فرعي دقيق هو “نضالية توثيقية متهمة بالضعف لا يقترب منها الناشرون ولا تحظى بالانتشار، لكنها بخير”، أنه باستثناء ثلاث روايات كانت غزة مسرح أحداثها، لا تتوفر في الخارج روايات عن غزة. والروايات الثلاث هذه كتب اثنتين منها فلسطينيا الأصل، أما الثالثة فلكاتب إنجليزي.
الأولى هي “out of it” أو “خارجها”، أي خارج غزة، لسلمى الدباغ، عام ٢٠١١. أما “السيدة من تل أبيب”، فهي لربعي المدهون، وهي الرواية الفلسطينية الوحيدة عن غزة المترجمة إلى الإنجليزية. الرواية الثالثة هي “قبر في غزة” لمات بينون ريس، الذي كتب ثلاث روايات “فلسطينية بوليسية، تدور أحداث اثنتين منها في الضفة، وواحدة في غزة”.
كذلك فقد صدر عام ٢٠١٣ عن دار كومابرس بالإنجليزية كتاب “ذا بوك أوف غازا” وضم ١٠ قصص قصيرة مترجمة لكتّاب من غزة من أجيال مختلفة.
الأدب الغزي
حسب عادل الأسطة، لم تصدر في غزة في القرن العشرين روايات كثيرة. وما صدر منها تحت الاحتلال وفي ظل السلطة الفلسطينية ظل ضعيفًا إلى حد ما. والذين كتبوا روايات كانوا حقًا من كتاب القصة القصيرة، أولهم وأبرزهم غريب عسقلاني وعبد الله تايه ومحمد أيوب.
أما الروائي الغزي عبد الله تايه، فيؤكد على الدور النضالي للرواية التي وثقت متغيرات المجتمع الفلسطيني في القطاع وتحولاته في مراحله النضالية المختلفة، كما يضيف أنّ جيل السبعينيات من الكتّاب اعتمد على التثقيف الذاتي ورصد ما يدور من تحولات في القطاع. يلتقي تايه مع الأسطة والروائي عاطف أبو سيف في توكيد أسبقية القصة القصيرة على الرواية عند جميع الكتاب الغزيين، وهذا بالفعل ما تتفق عليه أغلب الدراسات التي تناولت الأدب الغزي. وكانت مخيمات القطاع وأحياء المدينة الفقيرة هي المكان الجغرافي لمعظم الروايات، مثل رواية تايه “الذين يبحثون عن الشمس” (١٩٧٩)، أول رواية صدرت في غزة بعد الاحتلال.
إذا لم يكن بوسع الأدب الغزي، بسبب الحصار، أن يخرج من غزة إلينا، فإنّ الرحلة تصير ضرورية إلى هناك، إن لم يكن إلى الأدب نفسه، فإلى كتّابه إذن، المذكورين في المراجع التي أمكن العثور عليها.
روائيون من غزة
(حسب الترتيب الأبجدي، ونُشرت أعمالهم بين نهاية السبعينيات حتى العقد الأول من الألفية الثالثة، وقد رحل بعضهم عن عالمنا)
حبيب هَنَا: ولد في غزة عام ١٩٥٤، اعتقل في سجون الاحتلال لمدة ١٢ عامًا، وثقف نفسه ذاتيًا في مختلف المجالات. كما أنه عضو مؤسس لاتحاد الكتاب الفلسطينيين فرع غزة.
كتب في القصة القصيرة والرواية والبحوث السياسية، له عدة مجموعات قصصية، أما في الرواية فله: “غربة الوطن” (١٩٩٩)، “هرم كنعان” (١٩٩٩)، “سنوات ملتهبة” (٢٠٠٠)، و”الانتفاضة… العشيقة… الزوجة” (٢٠٠٢)، وغيرها.
حرص حبيب على التأريخ لمسيرة الشعب الفلسطيني ورسوخ حضارته وتصوير ما تعرض له تراثه من نهب وسلب وتخريب وطمس، وكذلك تصوير حالة الثورة بعد النكسة، وانضمام الشبان إليها في لبنان وداخل قطاع غزة. أما روايتاه الأخيرتان، فقد انشغلتا بالانتفاضتين الأولى والثانية.
خالد المسلمي: صدرت له “عواصف ورمال” (١٩٩٦) ويبدو أنها العمل الأدبي الوحيد الذي نشره. تبدأ الرواية قبل النكبة وتستمر إلى ما بعد أوسلو، أي أنها تغطي قرابة نصف قرن، وتصور حياة الريف الفلسطيني ولقطات سريعة من النكبة واحتلال غزة سنة ١٩٥٦ ثم احتلالها مرة ثانية سنة ١٩٦٧ وملامح من فعاليات الانتفاضة الكبرى، والرواية، حسب أبو زينة، متهالكة وتقليدية.
خضر محجز: ولد في غزة ١٩٥٢ وتعلم في مخيم جباليا. سُجن ثلاث سنوات ونصف بسبب نضاله من سنة ١٩٨٨ إلى ١٩٩١. صدر بحقه قرار بالإبعاد سنة ١٩٩٢ مع نخبة من المناضلين، إلى مرج الزهور في لبنان، ورجع إلى البلاد عام ١٩٩٣.
كانت روايته “قفص لكل الطيور” ١٩٩٧ أولى رواياته بعد انشغاله بالشعر، يقدم بطلها نفسه بوصفه مسلمًا معتدلًا قادرًا على وزن الأمور، مستقلًا ويمثل نفسه، وهو ضد اتفاقيات السلام. كما تتكرر شخصيته في “اقتلوني ومالكا” (١٩٩٨)، و”عين إسفينة” ٢٠٠٥، التي سجلت رحلة إبعاد ٤١٥ فلسطينيًا إلى لبنان سنة ١٩٩٢، لإحباط الانتفاضة الأولى.
عاطف أبو سيف: ولد عام ١٩٧٣ في مخيم جباليا لعائلة هجرت من يافا. وهو اليوم وزير الثقافة الفلسطينية. صدرت له رواية “ظلال في الذاكرة” (١٩٩٧)، وهي بحث عن الهوية، ثم “حكاية ليلة سامر” (٢٠٠٠)، التي يركز الراوي فيها على التحولات الطارئة بعد أوسلو على لسان أربع شخصيات، وتسجل كذلك مظاهر الفساد في أجهزة السلطة. أما رواية “كرة الثلج” (٢٠٠١) فترجع إلى قضية الوجود والحب، ونشر بعدها “حصرم الجنة”، ثم “حياة معلقة” (٢٠١٥). وثمة دراسات كثيرة في أعماله الروائية.
عبد الله تايه: ولد عام ١٩٥٣ في مخيم جباليا. أصدر “الذين يبحثون عن الشمس” (١٩٧٩)، ثم “العربة والليل” (١٩٨٢)، ثم “الليل الشوكي ينضج قريبًا” (١٩٨٣)، ثم “وجوه في الماء الساخن” (١٩٩٦)، التي تناولت الظروف الاجتماعية التي أسست للانتفاضة الأولى وشددت على عنصرية الاحتلال، ورسمت صورًا عن بؤس الطبقة العاملة في قطاع غزة ومخيماته. وله أعمال روائية أخرى.
عمر حمَّش: ولد في مخيم جباليا ١٩٥٨، وهو أحد مؤسسي اتحاد الكتاب الفلسطينيين. انخرط في مقاومة الاحتلال بعد النكسة وأدخل المعتقل عدة مرات، كما شارك في تأسيس حزب الشعب الفلسطيني. له عدة أعمال قصصية وروايتان هما: “الخروج من القمقم” (١٩٩٢)، و”في حزيران قديم” (٢٠٠١)، التي تعالج النكبة ثم التهجير القسري في مخيمات قطاع غزة، كالشاطئ وجباليا ورفح، وترصد أنماطًا من حياة المجتمع الفلسطيني في المخيم.
غريب عسقلاني: اسمه الحقيقي إبراهيم عبد الجبار الزنط. ولد في مجدل عسقلان عام ١٩٤٨، وعاش في غزة. عاش في مخيمات اللاجئين ثم سافر إلى مصر وسورية وعاد إلى غزة معلمًا منذ ١٩٧٤ حتى ٩٤، وعمل منذ ١٩٩٥ في وزارة الثقافة الفلسطينية. صدرت له عدة روايات منها:
“الطوق” (١٩٧٩)، “زمن الانتباه” (١٩٨٢)، “نجمة النواتي” (١٩٩٩)، “جفاف الحلق” (١٩٩٩)، “زمن دحوس الأغبر” (٢٠٠١)، “ليالي الأشهر القمرية” (٢٠٠١)، “عودة منصور اللداوي” (٢٠٠٣)، “البحث عن أزمنة بيضاء” (٢٠٠٥)، “أولاد مزيونة” (٢٠٠٩)، و”ثلاثية الشمس” (٢٠٠٩)، كما له عدة مجموعات قصصية، ويعد من أبرز الروائيين الفلسطينيين.
محمد أيوب: ولد في يافا ١٩٤١ وسكن خانيونس في قطاع غزة. حصل على الدكتوراه في السرد القصصي من جامعة عين شمس. اعتقلته سلطات الاحتلال وسجنته عدة مرات. كتب في عدد من الصحف وهو عضو مؤسس في اتحاد الكتاب.
أصدر “الكف تناطح المخرز” (١٩٩٠)، ثم “الكوابيس تأتي من حزيران” (١٩٩٨)، التي تحمل مسيرة طويلة من حياة المجتمع الفلسطيني، وتتحول المواصي فيها (منطقة في قطاع غزة تفصل البحر عن البادية) من مورد غلال وخير، إلى ملجأ للهاربين من الموت والحرب والاحتلال.
محمد نصار: ولد في مدينة رفح في القطاع عام ١٩٦٠، وهو أحد رواد الحركة الأدبية الفلسطينية هناك.
وضع روايات: “رحلة عذاب” (١٩٨٧)، “صرخات” (١٩٩٤) والتي تحولت إلى فيلم عام ١٩٩٩ (بعنوان “نزيف القلب”)، وله “أحلام” (١٩٩٩)، و”تجليات الروح” (٢٠٠٣)، و”صفحات من سيرة المبروكة” (٢٠٠٧)، و”سوق الدير” (٢٠٠٧)، إضافة إلى عدد من المجموعات القصصية.
معاذ الحنفي: ولد في مخيم النصيرات عام ١٩٦٦، أمضى ثماني سنوات في سجون الاحتلال، وكان عضوًا في اللجنة الثقافية في معتقل نفحة، التي أصدرت من السجن مجلتي “إبداع نفحة” ثم “صدى نفحة” (١٩٨٩).
أنتج ديوانين شعريين ورواية هي “قمر سجين وجدران أربعة” ٢٠٠٥، التي تسجل حياة الأسير الفلسطيني.
خليل إبراهيم حسونة: روائي عاد إلى غزة وعمل محاضراً هناك. له “رواية الأشياء” (١٩٩١)، قبل أن يرجع إلى غزة من منفاه، وبعد العودة أصدر “الأسوار” (١٩٩٥)، ثم “الدوائر” (٢٠٠٤)، ثم “سيرة الزنزلخت” (٢٠٠٥)، وهو من الروائيين القلائل الحريصين على الإفادة من منجزات السردية العالمية.
رجب أبو سرية: من مواليد حي الشجاعية في غزة، أجبر على الرحيل وانضم إلى صفوف الثورة في الخارج ثم عاد إلى غزة.
صدرت له رواية “دائرة الموت” التي فازت بالجائزة الأولى في مسابقة سعاد الصباح بين الشباب العربي عام ١٩٩١، ثم صدرت له “عطش البحر” (١٩٩٤)، و”نبوءة العرافة” (٢٠٠٢)، وتبدأ بالنكبة ثم النكسة ثم انبثاق أفق الثورة وتنتهي بخيبة أوسلو.
تبحث فاطمة غرابة في أطروحتها “رواية غزة في الأدب الفلسطيني – رواية المخيم نموذجًا” في الروايات الغزية المكتوبة عن المخيمات، وتتناول نماذج روائية بين عامي ٢٠٠٠ و ٢٠١٥. منها مثلًا رواية “نبوءات” للمخرج الفلسطيني مصطفى النبيه، إلى جانب روايتين لعاطف أبو سيف وغريب عسقلاني.
ثمة كتّاب غزيون كثيرون غير المذكورين، وكذلك روايات عن غزة، نذكر منها: “ليل غزة الفسفوري” (٢٠١١) لوليد الهولدي، الذي عاش أحداث حرب ٢٠٠٨ وهو في معتقل النقب. “أحمر شفاه وبندقية” (٢٠٢٠) لسعيد أبو غزة، وترصد معاناة أهل غزة على معبر رفح وحروب العدو على القطاع. “ملائكة في غزة” (٢٠٢١) للغزي محمد أبو بكر البوجي. “غزة ٨٧” ليسري الغول، صدرت عن مكتبة سمير منصور قبل سنوات ثم صدرت في طبعة جديدة عام ٢٠٢٠. وكذلك “لم يكن موتًا” لنعمة حسن، الرواية التي صدرت في قلب غزة، عن مكتبة سمير منصور، وتجيء من عمق مخيم الشابورة في رفح، وتسترجع أحداثًا من بداية الانتفاضة الأولى.