في كلمة مصوّرة يوم السبت، 28 تشرين الأول/ أكتوبر، قال أبو عبيدة، الناطق باسم كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، إنّ “زمن انكسار الصهيونية قد بدأ ولعنة العقد الثامن ستحل عليهم وليرجعوا إلى توراتهم وتلمودهم ليقرؤوا ذلك جيدًا ولينتظروا أوان ذلتهم بفارغ الصبر”.
ما لوّح به أبو عبيدة حول “لعنة العقد الثامن”، نبوءة مقلقة للعدو الصهيوني، فقد ازداد الحديث في الكيان خلال العقدين الأخيرين عن أن “إسرائيل” على أبواب نهاية الحلم الصهيونية، وأن “كل يوم يمرّ يقرّبنا من نهاية الحلم الصهيوني”. فالتعبير الدارج في الكيان الصهيوني لوصف خطر انهيار الكيان هو “خراب البيت الثالث”. فما هي لعنة العقد الثامن؟
تؤمن الأكثرية من القيادات الصهيونية بتفكّك وانهيار الكيان الصهيوني داخليًا، بصورة متسارعة، عند دخوله في العقد الثامن، استنادًا إلى الروايات الدينية اليهودية، “العهد القديم/التناخ”، لم تستطع أي من المملكتين اليهوديتين السابقتين، “المملكة الداودية-السليمانية” و”مملكة الحشمونائيم”، تجاوز العقد الثامن من عمريهما.
ووفق الخطاب الصهيوني، فإنّ الكيان الصهيوني هو “البيت الثالث”، وسبقه “البيت الأول” الذي دمّره، كما جاء في “العهد القديم/التناخ”، نبوخذ نصّر ملك بابل سنة 586 ق.م، و”البيت الثاني” الذي قضى عليه تيتوس ابن إمبراطور روما، سنة 70 ميلادية.
من القضايا المهمة التي تشير إلى مغالطات المؤرخين وتبنيهم وجهة نظر التناخ، وأحيانًا كثيرة المغالاة فيها موضوع “المملكة الداودية – السليمانية”، فمعظم الذين كتبوا في هذا الموضوع من الباحثين التوراتيين، أشاروا إلى أن هذه المملكة، التي عادة ما تُرْبَطُ بالفترة الممتدة من 960 ـ 930 ق.م، كانت أعظم إمبراطوريات المشرق العربي، وأن حدودها امتدت لتغطي كل بلاد الشام، ولم تقتصر على فلسطين فحسب. وبالرغم من أن التوراة لا تكل عن مديح عصر داود وسليمان واعتباره العصر الذهبي الإسرائيلي، والإشادة بما يقال عن انجازات عصرهما الثقافية والعمرانية والإدارية، فمن الطبيعي أن نتوقع العثور، على أثر واحد على الأقل يعود إلى تلك المرحلة عمرانيًا كان أم وثيقيًا أو نقشًا، أو ما إلى ذلك، لكن الحقيقة، حتى هذه اللحظة، لم يتمكن الآثاريون من العثور على أي دليل يشير، صراحة أو كناية، على المملكة الداودية – السليمانية في فلسطين.
إنّ مصدرنا الوحيد عن أعمال داود وسليمان وعن دورهما السياسي والعمراني هو التناخ، والتناخ وحده، إذ لم يعثر المنقبون على أي أثر من هذا الدور. فلا توجد مصادر تاريخية تدعم السجل التوراتي، كما لا تسهم المخلفات الأثرية في إيضاح ذلك. ([1])
وهذا ينطبق على ما يسمي “مملكة الحشمونائيم”، وقد فنّد هذا الإدعاء البروفيسور (الإسرائيلي) شلومو ساند، في كتابه “اختراع الشعب اليهودي”، من خلال نفي ما يسمى بالشتات اليهودي الذي تقف وراءه فكرة طرد الرومان لليهود سنة 70 للميلاد بعد تدمير الهيكل، بقوله: “فإننا لن نجد في التوثيق الروماني الغني ولو إشارة واحدة إلى حدوث أيه عملية نفي من أرض يهودا”.([2])
خراب البيت الثالث!
إذن، الكيان الصهيوني هو المحاولة الثالثة، في فكر الأكثرية من مجتمع المستوطنيين في الكيان الصهيوني، وعليه صدر في الكيان سيل من الكتب والدراسات والمقالات والتصريحات، التي تتحدث عن هوس تفكك وانهيار الكيان الصهيوني، كرواية “الثالث” ليشاي سريد، التي صدرت بالعبرية في 2015، ونشر مركز “مدار” ترجمتها العربية التي أنجزها هشام نفاع في 2020، وفيلم “أسطورة خراب” للمخرج غيدي دار الذي أطلق في 2021، وقصة “الهيكل الثالث” لـ أ. ب. يهوشع التي صدرت في نيسان 2022، وكتاب “البيت الثالث” لأري شفيط 2021 ، التي تتشارك في اتخاذها من ثيمة “الهيكل”، بأبعاده المركبة التاريخية والقومية، نقطة أرخميدس التي من خلالها يمكن الإدلاء بموقف تجاه الحاضر، سواء أكان الموقف التحذير من نهايات قيامية وخراب نهائي أم تصورًا للخروج من الأزمة قبل الانزلاق النهائي([3]) .
يستعرض اللواء احتياط جرشون هكوهين (زميل أبحاث كبير في مركز “بيغن- السادات” للدراسات الاستراتيجية، وخدم في جيش الحرب الصهيوني لمدة 42 عامًا، وقاد القوات في معارك مع مصر وسوريا، وكان في السابق قائد فيلق وقائد الكليات العسكرية في جيش الحرب الصهيوني) في ورقته البحثية “وجهات نظر، رقم 2101، 21 تموز/ يوليو 2021″، المخاوف من خلال ما يسمى “تدمير الهيكل الثالث”، الذي يشير إلى انهيار الكيان الصهيوني.
يقول هكوهين: “حذّر بعض المفكرين من خطر العقد الثامن. انتهت ملكية داود وسليمان كمملكة موحدة في عقدها الثامن، وتقاسمت مملكة الحشمونائيم مصيرًا مشابهًا”. فـ«إن تدمير الهيكل الثالث للشعب اليهودي له أهمية روحية. ستكون كارثة هائلة لدرجة أنه من المشكوك فيه أن يتعافى الشعب اليهودي على الإطلاق. وبهذا المعنى فإن القلق اليهودي بشأن تدمير إسرائيل له أهمية كونية”. ويضيف قائلًا: “هذا القلق هو عنصر أساسي في هوية إسرائيل وهدفها كدولة يهودية”.([4])
أبدى رئيس الوزراء الصهيوني الأسبق إيهود باراك مخاوفه من قرب زوال الكيان الصهيوني قبل حلول الذكرى الـ80 لتأسيسها، وفي مقابلته مع صحيفة “يديعوت أحرونوت”، التي نُشرت في 8 أيار/ مايو 2022 ، قال الجنرال العسكري السابق الذي أصبح رئيسًا للوزراء، إن “اليهود لم يحكموا لأكثر من 80 عامًا على مر التاريخ، متوقعًا سيناريو الهلاك والكآبة لإسرائيل”، مستشهدًا في ذلك بـ”التاريخ اليهودي، لم يحكم اليهود أكثر من ثمانين عامًا، إلا في مملكتي داود وسلالة الحشمونائيم، وفي كلتا الفترتين بدأ تفككهم في العقد الثامن”.([5]) وفي مقالته “التهديد الحقيقي هو الكراهية بين اليهود”، التي نشرها في 8 أيار/ مايو 2022 في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، جاء فيها: “الثورة الصهيونية هي المحاولة الثالثة في التاريخ، وككيان ذي سيادة وصلنا إلى العقد الثامن”. ويخشى باراك أن تنزل بها لعنة العقد الثامن كما نزلت بسابقتها. وأشار إلى أنهم ليسوا وحدهم من أصابتهم لعنة العقد الثامن؛ فقد “اندلعت الحرب الأهلية في الولايات المتحدة الأمريكية، في العقد الثامن من توحيدها في عام 1860، وتحولت إيطاليا إلى دولة فاشية في عقدها الثامن، أصبحت ألمانيا دولة نازية في عقدها الثامن، وكانت سببًا في هزيمتها وتقسيمها، وفي العقد الثامن من عمر الثورة الشيوعية تفكك الاتحاد السوفياتي وانهار وانفرط عقده”. وتابع باراك قائلًا: “ليس الإرهاب ولا الفلسطينيون أو حزب الله، ولا إيران النووية، إن العدو الأخطر هو الصدع الداخلي، التحريض، التعصب والانقسام… هي ذاتها الكراهية المجانية التي تسببت بتدمير عالم اليهود السابق بحسب الحكايات الموروثة”.([6])
يرى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) الأسبق تامير باردو إن حكومة بنيامين نتنياهو، قد تؤدّي إلى نهاية الحلم الصهيوني بممارساتها وسياساتها المتطرفة. فقد جاء في مقالته التي نشرتها صحيفة “يديعوت أحرونوت”، 8 أيلول/ سبتمبر 2023، وحملت عنوان “المتطرفون هنا يريدون حرب يأجوج ومأجوج”: “كل يوم يمرّ يقربنا من نهاية الحلم الصهيوني”.([7])
ما يلفت الانتباه هو مقال للبروفيسور يوفال نوح هراري، أستاذ التاريخ في الجامعة العبرية في القدس، نشرته “هآرتس” في 13 تموز/ يوليو 2023، إذ جاء فيه: “هل تتمكن اليهودية من النجاة من تدمير الهيكل الثالث ـ الديمقراطية الإسرائيلية المزدهرة ـ هذه المرة على يد اليهود أنفسهم؟ وكيف سيبدو هذا الدمار؟”. ويضيف: “ما هو الدمار، وهل تستطيع اليهودية النجاة من الدمار الثالث؟ من السهل تصور أحد السيناريوهات، لأننا جميعًا نعرفه جيدًا من خلال تدمير الهيكل الثاني. تم تدمير الهيكل الثاني بسبب التعصب الديني. خلال الثورة اليهودية الكبرى (66-73 م)، استولى المتعصبون المسيحانيون على المجتمع اليهودي في الأرض المقدسة، وقتلوا أو أسكتوا جميع الأصوات المعتدلة، ومن منطلق إيمانهم المتقد بعصمتهم، قادوا الشعب اليهودي إلى الدمار السياسي والاقتصادي. إذا كان الدمار الثالث يشبه الثاني، فبغض النظر عن مدى فظاعته، يمكننا أن نأمل في بقاء اليهودية… وعلى مدى الألفي عام التالية، صمدت اليهودية في وجه أعمال التدمير السياسي والاقتصادي المتكررة”. ثم يتساءل: “ماذا لو كان الدمار الثالث مختلفًا؟ ماذا لو نجح المتعصبون هذه المرة في خلق دولة مسيحانية من شأنها أن تدمر الديمقراطية الإسرائيلية وتضطهد العرب والعلمانيين والنساء والمثليين؟ ماذا لو اعتنقت تلك الدولة أيديولوجية عنصرية للتفوق اليهودي – ولكن بفضل أسلحتها النووية وصناعاتها الإلكترونية، تمكنت من تجنب الدمار الاقتصادي والسياسي لبعض الوقت؟ إذا حدث هذا، فسيتعين على اليهودية أن تتعامل مع نوع غير مسبوق من الدمار – التدمير الروحي». ويستطرد: “من المهم أن ندرك أن ما يحدث الآن في إسرائيل ليس صراعًا سياسيا عابرًا، بل حدثًا تاريخيًا حاسمًا سيشكل التاريخ اليهودي لأجيال قادمة”.([8])
لكن الجديد في الدعوات الإسرائيلية، تلك المتعلقة بمن أصدرها ، وسبب صدورها ، فمن يدعو اليوم لمغادرة الكيان الصهيوني وعدم البقاء فيها، ليس “إسرائيليًا” عاديًا، بل هو الرئيس الأسبق لجهاز “الموساد” شبتاي شافي، أعلى منصب أمني في الكيان، الذي أعلن أنه “قد يجد نفسه يومًا ما يحزم أمتعته، ويغادر إسرائيل”، مما جعل لدعوته أصداء وارتدادات ما زالت تعيشها إسرائيل حتى كتابة هذه السطور رغم مرور عدة أيام عليها”.([9])
خاتمة
الكيان الصهيوني يتفكك وينهار داخليًا، بصورة متسارعة، لعدة أسباب أُوجزها في النقاط التالية:
– تدهور الجيش الصهيوني من الرأس إلى القاع، أيْ من القيادة حتى الجنود، حيث شكلت عملية “طوفان الأقصى”، يوم السبت 7 تشرين الأول/ أكتوبر، ضربة موجعة لمختلف الأذرع الأمنية والعسكرية ما فاق فشلها في حرب السادس من تشرين الأول/ أكتوبر 1973. ولتؤكد فقدان العدو الصهيوني تفوقه العسكري الحاسم الذي رافقه منذ نشوئه، فلأول مرة منذ نشوء الكيان يتم استهدف مواقع للجيش الصهيوني داخل ما يسمى بـ”الخط الأخضر”، أي تنتقل الحرب داخل حدوده الواهمية، وتمكن قوى المقاومة من السيطرة على عدد كبير من مواقعه وقواعده العسكرية. فضلًا عن أن الكيان الصهيوني لم يحرز نصرًا عسكريًا منذ عام 1967، وخاصة بعد سلسلة الهزائم المتتالية التي مُني بها جيش الكيان في عدة جبهات، منذ حرب تشرين/ أكتوبر 1973، على الرغم من تحقيقه إنجازًا في حرب 1982، تمثّل في خروج المقاومة الفلسطينية من لبنان، واندحار الاحتلال الصهيوني من جنوبي لبنان عام 2000، ومن قطاع غزة عام 2005 ، ثم هزيمته المدوية في حرب تموز/ يوليو- آب/ أغسطس 2006 في لبنان، كما هزائمه العسكرية في 2008/2009، و2012، و2014 في قطاع غزة، ومعركة “سيف القدس” في 2021.
– تصاعد منسوب الهجرة المعاكسة الصهيونية في اتجاه أوروبا وأمريكا، لا يعد رحيل المهاجرين اليهود من “إسرائيل” ظاهرة جديدة، ولكنها أصبحت لافتة في السنوات الأخيرة وتعرف باسم “يورديم”، وهو مصطلح عبري يستخدم لوصف اليهود الذين يغادرون إسرائيل. وتشير الإحصائيات إلى أنه بين عامي 1948 و1950 غادر 10% من المهاجرين اليهود الدولة الناشئة حديثًا آنذاك، وحتى عام 1967 هاجر أكثر من 180 ألف إسرائيلي رغم الإجراءات التي سعت إلى الحد من الهجرة العكسية. وحسب بيانات وزارة الهجرة واستيعاب القادمين الجدد الإسرائيلية والوكالة اليهودية، فقد انخفضت وتيرة الهجرة إلى فلسطين بشكل حاد في النصف الأول من عام 2022، وتراجعت نسبة استقدام اليهود بنحو 20% من أميركا وأوروبا، وإذا كانت سنة 2022 قد شهدت زيادة في معدل قدوم اليهود الأوكرانيين والروس فإن ذلك يعود إلى ظروف تتعلق بالحرب هناك. وتشير إحصائيات إلى نحو 1800 يهودي روسي من أصل 5600 ممن استفادوا من “قانون العودة” الإسرائيلي قد رجعوا إلى روسيا بجوازات سفرهم الإسرائيلية بعد فترة قصيرة من اندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
كما أشار استطلاع للرأي إلى أن 33% من سكان “إسرائيل” يفكرون فعليًا بالهجرة والانتقال للعيش في أوروبا وأميركا بسبب حكومة نتنياهو المتطرفة وسياساتها التي لا تحظى بالدعم الشعبي، وبما أن نصف سكان إسرائيل تقريبًا ما زالوا يحملون عمليًا جوازات سفر بلدانهم الأصلية (الأشكناز) فإنهم جاهزون لاستخدامها في حال اقتضى الأمر الهرب.
ونشرت صحيفة “هآرتس” بيانات صادرة عن مركز الإحصاء الإسرائيلي يشير إلى أن عدد اليهود الذين غادروا “إسرائيل” عام 2015 – أي بعد معركة “العصف المأكول”- بلغ 16 ألفًا و700 شخص عاد منهم 8500 فقط.
كما ذكرت تقديرات إحصائية إسرائيلية أن نحو 800 ألف مستوطن ممن يحملون جوازات سفر إسرائيلية يقيمون بصورة دائمة تقريبًا في دول عدة ولا يرغبون بالعودة إلى إسرائيل.
وفي أعقاب انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني الماضي وتشكيل الحكومة التي وصفت بأنها الأكثر تطرفًا في تاريخ “إسرائيل” وضمت عتاة المتطرفين مثل بتسلئيل سموتريتش (حزب الصهيونية الدينية) وإيتمار بن غفير (حزب القوة اليهودية) ارتفع عدد المواطنين الإسرائيليين الذين يسعون للحصول على الجنسيات الأوروبية بشكل ملحوظ. وأشارت تقارير إلى ارتفاع الإقبال على نيل الجنسية الفرنسية بنسبة 13%، وسجلت السلطات البرتغالية زيادة بنسبة 68% في طلبات الحصول على الجنسية من الإسرائيليين، كما سجلت السلطات البولندية والألمانية زيادة بنسبة 10% في نفس الطلبات خلال الشهرين الماضيين.
وبحسب صحيفة “معاريف” الإسرائيلية، فإنه حتى عام 2020 غادر أكثر من 756 ألف يهودي إسرائيل للعيش في بلدان أخرى، ويعود ذلك إلى تدهور الوضع الاقتصادي وعدم المساواة والإحباط بسبب تعثر مسار السلام، بالإضافة إلى تصاعد عمليات المقاومة الفلسطينية.([10])
– الصراعات الداخلية العميقة داخل الكيان الصهيوني التي تهدّد وجوده، و”يمثل التصدع الديني الحاصل في الكيان الصهيوني، بين مجتمع المتدينين الذي يميل نحو مستويات متفاوتة من العزلة عن بقية المجتمع الصهيوني ونحو فرض تشريعاته على بقية المجتمع، أهم التصدعات الاجتماعية التي أخذت تهيمن على الساحة الاجتماعية والسياسية، وله تأثير كبير في تعزيز الانقسامات الاجتماعية السياسية الأخرى، مثل التصدع الاثني الحاصل بين المجموعات اليهودية السيفارادية والأشكنازية والمهاجرين الروس والأثيوبيين”.([11]) وهو ما وصفه إيهود باراك بـ”التهديد الحقيقي هو الكراهية بين اليهود”.([12]) فقد تنبه أبراهام بورغ، رئيس الكنيست السابق والرئيس السابق للوكالة اليهودية، إلى أن “تعريف دولة إسرائيل كدولة يهودية هو مفتاح نهايتها. الدولة اليهودية هي مادة متفجرة. إنها ديناميت”.([13])
أخيرًا، جاءت عملية 7 أكتوبر لتكشف مدى هشاشة وضعف الكيان الصهيوني عسكريًا، فضلًا عن تصاعد منسوب الهجرة المعاكسة الصهيونية في اتجاه أوروبا وأمريكا، والصراعات الداخلية العميقة داخل الكيان الصهيوني، عاجلًا أو آجلًا، هذا الوضع داخل الكيان سيؤدي إلى انهياره، ولا أرى مستقبلًا لهذا الكيان في المدى المنظور.
[1]() أحمد الدبش، القدس التاريخ الحقيقي من أقدم العصور إلى الاحتلال الفارسي، ط1، مركز دراسات الوحدة
العربية، بيروت، 2020.
[2]() شلومو ساند، اختراع الشعب اليهودي، ترجمة: سعيد عيّاش، ط1، الأهلية للنشر والتوزيع، عمان، 2011،
ص 180.
[3]() هنيدة غانم، قصة الماضي الذي في المستقبل.. »خراب إسرائيل سيأتي من الداخل«!، مدار – قصة الماضي الذي
في المستقبل.. “خراب إسرائيل سيأتي من الداخل“! (madarcenter.org)
[4]() Maj. Gen. (res.) Gershon Hacohen, Israel’s Fear: The Destruction of the Third Temple,
21/7/2021. Israel’s Fear: The Destruction of the Third Temple (besacenter.org)
[5]() Israel could cease to exist before 80th anniversary, says ex-premier Barak (presstv.ir)
[6]() האיום האמיתי הוא השנאה בין יהודים (ynet.co.il)
[7]() Tamir Pardo, The war of Gog and Magog and the end of the Zionist dream, Yedioth
Ahronoth, 8/9/2023. “The war of Gog and Magog and the end of the Zionist dream”. Former
Mossad chief writes about Israel’s political crisis – Teller Report
[8]() Yuval Noah Harari, Can Judaism Survive a Messianic Dictatorship in Israel?, 13/7/2023.
Yuval Noah Harari: Can Judaism Survive a Messianic Dictatorship in Israel? – Haaretz.com
[9]() الهجرة من الكيان الصهيوني باتت حقيقية .. رئيس الموساد شبتاي شافيت يهدد بالرحيل من “إسرائيل” – وكالة ايران اليوم
الاخبارية (iranalyoum.com)
[10]() “طوفان الأقصى” ونبوءة الزوال والهروب الكبير من إسرائيل | أخبار | الجزيرة نت (aljazeera.net)
[11]() عبد القادر عبد العالي، التصدّع الديني العلماني من خلال الحالة الإسرائيلية، إنسانيات، المجلة الجزائرية في
الأنثربولوجيا والعلوم الاجتماعية، التصدّع الديني العلماني من خلال الحالة الإسرائيلية (openedition.org)
[12]() האיום האמיתי הוא השנאה בין יהודים (ynet.co.il)
[13]() Burg: Defining Israel as a Jewish State Is the Key to Its End – Haaretz Com – Haaretz.com