وقّعت “إسرائيل” يوم 12-9-2023 اتفاقية مع أذربيجان وأوزبكستان، لتشكيل تحالف ثلاثي طويل الأمد. من خلاله، سيتم تصدير احتياجات الكيان من القمح مقابل حصول الدولتين على تكنولوجيات زراعية متطورة.
يتطلع كيان الاحتلال إلى تأمين الحبوب من مصادر مختلفة، على المدى الطويل، وسط مخاوف من أزمة توريد القمح عالميًا بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، إضافة إلى خشيته من انعكاس مواقفه من تلك الحرب على علاقاته بكل من روسيا وأوكرانيا اللتين تعدّان أكبر مصدّرين للحبوب في العالم.
لماذا نهتم بهذا الخبر؟
1- لأن هذه الاتفاقية ليست تحالفًا غذائيًا وحسب، بل هي تعبير عن تحالف سياسي، وفي حالة أذربيجان تحالف استراتيجي.
إن كيان الاحتلال يسعى إلى تعزيز علاقاته بدول آسيا الوسطى والقوقاز، لأسباب عديدة:
- موقعها الجغرافي القريب من إيران التي يحاول الكيان العمل استخباريًا ضدها انطلاقًا من الدول المحيطة بها.
- كونها دول ذات غالبية إسلامية، ما يسمح للكيان بتعزيز سردية أن غالبية مسلمي العالم يقبلون وجوده، وأن رافضيه ليسوا سوى أقلية مارقة.
2- لأن هذه الاتفاقية تذكّر بأن السلطات الحاكمة في الدول العربية، والسلطة الفلسطينية، أهملت تعزيز العلاقات مع العديد من الدول التي يدعم سكانها القضية الفلسطينية، وأفسحت في المجال أمام كيان الاحتلال لتعزيز علاقاته بها، وتحديدًا بعد مؤتمر مدريد واتفاقية أوسلو. واختارت السلطة الفلسطينية، ومن خلفها غالبية الدول العربية، السعي إلى تعزيز علاقاتها بدول الغرب المنحازة أصلًا إلى “إسرائيل” والتي ترعاها اقتصايًا وأمنيًا وعسكريًا ولن تتخلى عنها لأجل العلاقة بأي دولة أو سلطة عربية.
“الاكفتاء” الإسرائيلي
عام 2020، ادعت وزارة الخارجية الإسرائيلية أن “إسرائيل الصحراوية توفر 95% من موادها الغذائية – ومنها القمح”. لكن في كل عام، يستورد كيان الاحتلال 90% من حاجاته من القمح (50% من روسيا و30% من أوكرانيا) بزعم استخدام 87% منه بشكل أساسي في علف الحيوانات.
في عامي 2020 و2021 استورد الكيان نحو 1.79 مليون طن من القمح.
وزير الزراعة الإسرائيلي آفي ديختر علّق على “التحالف” قائلًا: “كجزء من رؤيتنا للأمن الغذائي، نخطو اليوم خطوة مهمة أخرى نحو توفير المنتجات الزراعية التي لا يتم إنتاج معظمها في إسرائيل”. وأضاف: “سنواصل خلق المزيد من الشراكات بين إسرائيل والدول الأخرى، وبالتالي ضمان الأمن الغذائي لمواطني إسرائيل”.