مع دخول الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة شهرها السادس، بدأت الانعكاسات تظهر بشكلٍ جليّ في الضفة الغربية المحتلّة، رغم اعتقال الآلاف من أبناء الضفة، وقتل المئات، ورغم زيادة مستوى التنسيق الأمني بين أجهزة الاحتلال وأجهزة السلطة الفلسطينية.
ما كان يخشى منه العدو الإسرائيلي بخصوص عمليات “الذئاب المنفردة” في الضفة بدأ بالتحقق.
التكلفة على كيان الاحتلال كانت ثمينة هذه المرة، إذ أسفرت عملية نفّذها المقاوم الفلسطيني مجاهد بركات منصور، إلى مقتل ضابط صف إسرائيلي، من وحدات النخبة، وإصابة ستة آخرين على الأقل، يوم الجمعة 22 آذار 2024.
العملية كانت معدة بإتقان، واحتاج جيش الاحتلال إلى أكثر من أربع ساعات ونصف ساعة للتصدي للمقاوِم منصور.
العملية بدأت بإطلاق نار على مركبة يستقلها مستوطنون، قرب رام الله، قبل أن نتقل المقاوِم الذي بدا أنه يتقن القنص، إلى مكان أعدّه مسبقًا. إطلاق النار على سيارة مستوطنين كان هدفها استدراج قوات الاحتلال إلى المكان الذي اختاره مجاهد.
وعلى إثرها، شنت قوات الاحتلال عملية عسكرية كبيرة بعد العملية، تخللت تبادلًا لإطلاق النار لساعات مع قوات الجيش الإسرائيلي، التي استُقدمت إلى المكان، مدعومة بمروحية عسكرية وطائرة مسيَّرة. ووصفت وسائل إعلام ما جرى بأنه “حادث استثنائي”، مشيرة إلى أنه “من الجنون أن يدير مسلح منفرد معركة لأكثر من ٤ ساعات ونصف الساعة، مقابل قوات عسكرية كبيرة بمشاركة طائرة من دون طيار، ومروحية مقاتلة”. وانتهت العملية بعدما قصف جيش الاحتلال منفذ العملية من الجو، ما أدى إلى استشهاده.
وفيما قال الجيش في بيان إن إطلاق النار على المركبة “لم يسفر عن إصابات”، غير أن وسائل إعلام إسرائيلية أكدت أن “ما يصل إلى سبعة أشخاص أصيبوا، أحدهم جراحه خطيرة”.
اللافت في الأمر أن جيش الاحتلال اعترف بعد تحقيقٍ أجراه أنّ الشهيد الفلسطيني الذي خاض قام بالعملية “استخدم سلاح قناصة وحضّر سلفاً نقطة قنص”. وتمكّن المقاوِم من إسقاط مسيّرة صغيرة استخدمها جيش الاحتلال لتحديد مكانه.
ووفق بيان صادر عن جيش الاحتلال، فإن الرقيب أول دافيد غارفينكل، 21 عامًا، من ميستيريا، وهو جندي في وحدة “دوفديفان”، تشكيل “الكوماندوز”، سقط في نشاط عملياتي في منطقة لواء إفرايم خلال تبادل لإطلاق النار مع فلسطيني نفذ عملية إطلاق النار. وأضاف البيان أن مروحية عسكرية إسرائيلية طاردت منفذ عملية إطلاق النار قرب مستوطنة “دوليف“.
من جانبها، اعتبرت حركة “حماس” أن العملية “رد طبيعي على استمرار الجرائم والمجازر الإسرائيلية في قطاع غزة“.
أنفاق بين أراضي الضفة والـ48؟
تخوّف جديد للمؤسسة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية يضاف إلى التخوفات السابقة بخصوص الغضب الذي يشتعل في الضفة الغربية. هذه المرة أدرجت المنظومة الأمنية للاحتلال تهديدًا جديدًا وهو “تهديد أنفاق الضفة الغربية باتجاه آراضي الـ 48”. وفي هذا السياق، قامت قيادة المنطقة الوسطى في الجيش الإسرائيلي، وفقاً لتقارير، بإنشاء طاقم خاص، للتدقيق في المعطيات حول وجود أنفاق في الضفة الغربية في محاكاة لأسلوب القتال في غزة. وأكدت التقارير أن جيش الاحتلال لا يستبعد وجود أنفاق في الضفة الغربية.
“أنونيموس” تخترق حواسب مفاعل ديمونا!
أعلن قراصنة من منظمة “أنونيموس” أنهم نجحوا في اختراق منظومات الحوسبة، وسرقة معلومات من مبنى البحوث النووية في النقب، أي مفاعل ديمونا، ومحو جزء من المعلومات في منظومات الحوسبة المخترقة. وأضاف التقرير أن مجموعة القراصنة نشرت في وسائل التواصل الاجتماعي 7 جيغابايت من المعلومات المسروقة.
ميدانيًا
– تقدير صادر عن المؤسسة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية أفاد أنّ إطلاق سراح أسرى فلسطينيين من السجون قد “يؤدّي إلى اضطرابات في يهودا والسامرة (الضفة الغربية)، وقد يوفّر رياحاً خلفية للإرهاب ويحرض المنطقة”. كما أن تقدير المؤسسة حالياً لا يزال يشير إلى أن في الضفة الغربية “الحافزية على الأرض لتنفيذ هجمات مرتفعة جداً”.
– نفّذ جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية اغتيال من الجو، لعدد من المقاومين داخل سيارة في جنين. وأدّى الاعتداء إلى استشهاد 3 مقاومين من كتيبة جنين.
– اعتقل الجيش الإسرائيلي شخصين قرب مستوطنة “بتسائيل” في غور الأردن، كانا وفقاً للرواية الإسرائيلية، يحملان رشاشَي كلاشنيكوف بهدف “الوصول إلى مدينة يافا”.
– تم رفع مستوى التأهب في منطقة غلاف غزة خشية من حدث أمني، بعد تلقي إنذار عن إمكانية تسلل مقاومين من قطاع غزة إلى منطقة مستوطنة “سديروت”. وصدر إيعاز للمستوطنين بالخروج من الحقول على طول الحدود المحاذية مع القطاع، كما تم إغلاق طرق. ومن ثم أعلن الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أنه خلافاً للتقارير التي تبث لم تنفذ محاولة تسلل إلى “إسرائيل”.
العجز عن “التطهير”
– قال الوزير السابق، ورئيس “الشاباك” سابقًا، يعقوب بيري، إن تقديره أنه “ليس هناك قدرة عسكرية على تطهير مناطق”، إذ إن الجيش الإسرائيلي يضطر للعودة إلى المناطق التي احتلها، لأنّ المقاتلين يخرجون من مخابئهم (بعد أن ينسحب منها الجيش)، والأمور تبدو كأنها صراع لا نهاية له.
سرقة ذخائر بالجملة في الـ48
ذكر موقع “واي نت” العبري، أن اللجنة الفرعية لتعزيز “مكافحة الجريمة” في المجتمع العربي (فلسطينيي الـ48)، قدمت تقارير حديثه أشارت إلى تطور ظاهرة سرقة الذخائر بالجملة من القواعد العسكرية في خضم الحرب على الجبهتين الجنوبية والشمالية، الأمر الذي دفع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، إلى الدعوة إلى تعزيز إجراءات مكافحة تهريب الأسلحة”. وقالت اللجنة إن “منظمات الجريمة” في المجتمع العربي، تستحوذ على العديد من الأسلحة، بما في ذلك البنادق الرشاشة، وصواريخ لاو، والعبوات الناسفة من نوع “كالياغور”.
معضلة الدخول إلى رفح
لا تزال وجهات النظر تختلف بين العدو الإسرائيلي وحليفته أمريكا حول القيام بعملية عسكرية في منطقة رفح. وفي هذا المجال، عقّب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، على اجتماعه مع وزير الخارجية الأميركية، أنتوني بلينكن، بالقول: “أبلغت بلينكن أنه لا سبيل لهزيمة حماس من دون الدخول إلى رفح والقضاء على بقية الكتائب هناك”. وأضاف نتنياهو: “أخبرته (بلينكن) أنني آمل أن نفعل ذلك بدعم من الولايات المتحدة، ولكن إذا اضطررنا، فسنفعل ذلك بمفردنا”.
-أفاد رئيس قائمة “معسكر الدولة” في الكنيست، وعضو “كابينت الحرب” الوزير بني غانتس، أنه أكد لبلينكن، “التزام إسرائيل مواصلة المهمة في قطاع غزة، وتفكيك البنية التحتية العسكرية لحركة حماس، بما في ذلك في رفح”.
-اقترحت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، بحسب تقارير، نقل السكان في رفح إلى منطقة “المواصي” على طول الساحل البحري تمهيدًا لاقتحام رفح.
عملية مستشفى “الشفاء”
– أعلن الجيش الإسرائيلي وضع يده على ٣ ملايين دولار في مستشفى “الشفاء” في غزة، واعتقال 300 “مشبوه”.
– أفاد تقرير أن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي نشر عن طريق الخطأ “صورًا” للمئات من عناصر من حركتيّ “حماس” و”الجهاد الإسلامي”، الذين قيل إنه ألقي القبض عليهم في مستشفى الشفاء. لكن، بحسب التقرير، أضيفت إليهم أيضاً صور لعناصر لم يتم القبض عليهم، من بينهم رئيس شعبة العمليات في “حماس” رائد سعد. وعلى إثره، نشرت الناطقة باسم الجيش الإسرائيلي، بياناً استثنائياً، وأوضحت فيه أنه بسبب “خطأ بشري” تمت إضافة صور لأشخاص لم يتم اعتقالهم.
الدعم الأميركي
-أقر الكونغرس الأميركي، بدعم من الرئيس الأمريكي جو بايدن، هبة بقيمة 3 مليار دولار لـ”إسرائيل” من دون شروط خاصة.
-على خلفية التوتر المتواصل بين نتنياهو وبايدن، طلب نتنياهو من رئيسي الشاباك وأمان إلغاء اجتماعيهما مع المبعوثة الأمريكية للشرق الأوسط بربارة ليف.
– أفادت تقارير صهيونية أنّ عملية تأثير إسرائيلية تستهدف مُشرعين (ديمقراطيين) في الولايات المتحدة، من أجل تحريضهم ضد الأونروا.
– بعث رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق، إيهود أولمرت، برسالة إلى زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الأمريكي، تشاك شومر، بعد كلامه ضد نتنياهو، قال له فيها إنه “تحدث بما يشعر به الكثير من اليهود وداعمي إسرائيل بأنّ نتنياهو ليس أهلًا للمسؤولية الملقاة على عاتقه”.
– تطرق نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، فيدنت باتيل، خلال مؤتمر صحفي، إلى قرار كندا حظر صادرات الأسلحة إلى “إسرائيل”، وقال إن “واشنطن لن تتصرف بطريقة مُماثلة”.
– يسافر وزير الأمن يوآف غالانت إلى واشنطن في زيارة رسمية بعد دعوته من قبل وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستين. وفي هذا السياق أفادت تقارير أن مسؤولين كبار في الجيش الإسرائيلي سيرافقون غالانت في “زيارته المهنية” إلى واشنطن، والتي ستتناول جملة من المواضيع من بينها شحنات أسلحة من أنواع معينة إلى “إسرائيل”. ونقلت التقارير عن مسؤولين إسرائيليين وأمريكيين قولهم إنّ غالانت “سيتوجه إلى واشنطن حاملاً معه قائمة طلب طويلة من الأسلحة الأميركية، تشمل مقاتلات 35 -F و 15-F، تسعى إسرائيل للحصول عليها بسرعة”.
– رفض زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الأمريكي، تشاك شومر، طلبًا لنتنياهو للتحدّث مع أعضاء الحزب “الديمقراطي” في المجلس. في المقابل، قال رئيس مجلس النواب، مايك جونسون (من الحزب الجمهوري)، إنّه يدرس دعوة نتنياهو إلى إلقاء كلمة أمام الكونغرس.
– وجّه نحو 70 مسؤولاً سابقاً في الإدارة الأمريكية (دبلوماسيون وعسكريون)، رسالة إلى بايدن، دعوه فيها إلى تحذير “إسرائيل” من التداعيات الخطيرة في حال استمرت بمنع حقوق مدنية وحاجات أساسية عن الفلسطينيين ووسعت أنشطة الاستيطان في الضفة الغربية.
– أشار معلقون إلى أنّ وزير الخارجية الأمريكي، وجه تحذيرًا شديد اللهجة لنتنياهو، وأعضاء “كابينت “الحرب” خلال اجتماعه بهم قائلًا إنّ استمرار الحرب من دون خطة لليوم التالي يُعرّض أمن الكيان ومكانته الدولية للخطر. ووفق مصدر مطلع فإن بلينكن أردف بالقول: “أنتم لم تفهموا الوضع بعد، عندما تدركون ذلك، قد يكون قد فات الأوان”.
– قال مصدر سياسي أنّ هدف زيارة بلينكن إلى الكيان العبري هو إقناع نتنياهو بالسماح بعودة آمنة للغزيين إلى شمالي قطاع غزة. وأضاف المصدر أنّ “هذا المطلب يتوافق مع مطلب حركة حماس الأساس في مفاوضات صفقة الأسرى”. كذلك، أفادت تقارير صهيونية أنّ بلينكن “لم يقتنع بالخطة الإسرائيلية التي قُدِّمت له لإخلاء المدنيين الفلسطينيين من رفح”.
– نقلت وسائل إعلامية أنّ الأميركيين طرحوا على طاولة التفاوض “تسوية تتعلّق بعدد المخطوفين الإسرائيليين الذين سيطلق سراحهم” مقابل عدد الأسرى الفلسطينيين. وأضافت أنّ “إسرائيل ردّت بإيجابية على الاقتراح الأمريكي ويُنتظر الآن ردّ حماس”.
المقاومة العراقية تستهدف وسط تل أبيب
أعلنت المقاومة الإسلامية في العراق أنها استهدفت مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية وسط تل أبيب، بالطيران المسير، وأكدت أن عملياتها ستتصاعد خلال شهر رمضان نصرة لأهل غزة.
متفرقات
– صادق نتنياهو على إدخالٍ تجريبي لعمّال فلسطينيين في مجال البناء إلى “داخل إسرائيل”.
– أفادت تقارير أنه بسبب كثرة الضغط على جمعية “ناتال” للمساعدة النفسية، يضطر جنود للانتظار ما بين شهر إلى شهرين للحصول على موعد.
– يتوقع الجيش الإسرائيلي ارتفاعًا دراماتيكيًا في مطالب أوامر اعتقال بحق جنوده في جميع أنحاء العالم، بعد فتح قطاع غزة أمام الصحافيين الأجانب ومنظمات حقوق الإنسان في اليوم التالي للحرب. بالتالي، وفقاً لتقارير، يستعد الجيش لذلك من خلال تجنيد عشرات الحقوقيين في النيابة العامة العسكرية.
– أفادت تقارير إعلامية أن نتنياهو أدرك أنّ رئيس “معسكر الدولة” بني غانتس لن يستقيل بسهولة من الحكومة. واستطلاعات الرأي التي تشير إلى أن غالبية ناخبي غانتس يؤيدون عدم استقالته هي التي تسمح لنتنياهو بدفع قوانين من دون قلق، مثل قانون التجنيد وقانون الحاخامات ولو بخلاف موقف “معسكر الدولة” لإدراكه بأن ذلك لن يؤدّي إلى استقالة وزراء “المعسكر” من الحكومة.
– ذكر معلّق عسكري إسرائيلي أنّ جهات رفيعة المستوى في المؤسسة الأمنية والعسكرية تعتقد أن “رئيس هيئة الأركان، هرتسي هليفي، سيعلن عن نهاية ولايته بين سبتمبر وديسمبر المقبلين.
-أفادت تقارير صهيونية أنّ العلاقات بين نتنياهو وغالانت “لم تعد طبيعية منذ محاولة تنفيذ الإصلاح القضائي”، ولم يسبق أن كان الشرخ بين رئيس حكومة ووزير أمن في “إسرائيل” أكبر من اليوم، لدرجة أنّ “بيئة العمل بينهما أصبحت سامة وأكثر تشكيكًا”.