جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، ومستشاره لشؤون الشرق الأوسط، وصاحب مشروع صفقة القرن واتفاقات التطبيع بين كيان الاحتلال والدول العربية، والمعبّر عن رغبات ترامب وأفكاره بشأن الوطن العربي.. كوشنير هذا أدلى بدلوه بشأن “مستقبل قطاع غزة”: رؤية «استثمارية» تتضمنّ تهجير أهل القطاع وإقامة مشاريع عقارية على طول الواجهة البحرية.
التشديد على التهجير ورد أيضًا على لسان رئيس حكومة العدّو، بنيامين نتنياهو، بمناسبة الحديث عن إنشاء الميناء الأمريكي الجديد.
استثمار واجهة غزة البحرية
خلال لقاءٍ جمع رئيس هيئة التدريس في مبادرة الشرق الأوسط بجامعة «هارفرد» الأمريكية، البروفيسور طارق مسعود، بكوشنير خلال شهر مارس الجاري، عبّر الأخير عن حلمه «بثروات غزة البحرية». لافتًا إلى أنّ عقارات القطاع على الواجهة البحرية قد تكون «ذات قيمة عالية».
أحلام كوشنر الاستيلاء على واجهة غزة البحرية، تتضمّن بطبيعة الحال تهجير الفلسطينيين المتبقين فيها إلى صحراء النقب. فقال: «كنت لأُفكّر في النقب وأحاول نقل الناس إلى هناك. أعتقد أن هذا خيار أفضل. الوضع مؤسف في غزة. لو كنت مكان إسرائيل، لبذلت قصارى جهدي لنقل الناس وإنهاء الأمور بالطرق الدبلوماسية، وقد يكون من الممكن نقلهم إلى مصر».
وعند سؤاله عن وجود مخاوف في المنطقة العربية من أن لا يسمح نتنياهو للفلسطينيين الذين يُغادرون غزة من العودة إليها، ردّ كوشنير: «هناك مخاوف حقيقية من جانب العرب… ولكنني لا أعتقد أنّه قد تبقّى الكثير من غزة في هذه المرحلة»، في إشارة منه إلى الدمار الهائل الذي تسبّبت قوات الاحتلال في مناطق قطاع غزة.
صهر ترامب وأحد المفاتيح الرئيسية في توقيع اتفاقيات الذلّ العربية (اقرأ اتفاقيات السلام)، لم يتوقّف عند الإعراب عن حلمه بالاستيلاء على واجهة غزة البحرية، بل اعتبر أنّ «إقامة دولة فلسطينية ستكون مكافأة لعمل إرهابي ارتُكب في إسرائيل».
تسويق للسرقة
ما صرّح به كوشنر يتطابق مع فكرة لطالما عبّر عنها نتنياهو، وهي اجتثاث فكرة الدولة الفلسطينية، ورفض إقامتها حتى لا تُشكّل «مكافأة كبيرة للإرهاب». وعوض ذلك، قدّم رئيس حكومة الاحتلال، مُقترحًا في اجتماع خاصّ للجنة الشؤون الخارجية والأمن في «الكنيست» يقوم على تهجير الفلسطينيين عبر مشروع الميناء الأمريكي الجديد قبالة سواحل غزة. لكن العائق الوحيد، وفقًا لنتنياهو، هو عدم رغبة الدول الأخرى في استقبالهم.
«لنُهجّر 2.2 مليون إلى الضفة»
الإقرار الإسرائيلي بصعوبة تهجير الفلسطينيين إلى الدول العربية المجاورة، قابلته فكرة قُدّمت كما لو أنّها من «خارج الصندوق»، تجمع بين رؤية كوشنر للاستيلاء على بحر غزة وحلم نتنياهو في تهجير الفلسطينيين. «حلّ» قدّمه الصحافي أفراييم غانور في صحيفة «معاريف» الصهيونية يتضمّن تهجير أهل غزة إلى الضفة والاستيطان فيها، بتعاون «أمريكي – سعودي – قطري – مصري – أردني». على أن يتمّ إسكانهم في بلدات جديدة تُقام بمساعدة دولية، بالإضافة إلى بناء مناطق صناعية. في المقابل، يتم تقليص الوجود «اليهودي» في الضفة إلى ثلاث كتل. أما البؤر الاستيطانية غير القانونية والمستوطنات الإسرائيلية خارج هذه المناطق، فتتم إزالتها، لكن تبقى السيطرة الأمنية في المنطقة هناك لقوات الاحتلال الإسرائيلي.