فيما يستمر جيش الاحتلال الإسرائيلي في حربه على قطاع غزة، أجرى ضابط كبير في الجيش الإماراتي زيارة سرّية إلى “إسرائيل”. وتأتي هذه الزيارة في إطار تنسيق جهود الطرفين بشأن الحرب على غزة والمرحلة التي تلي الحرب. كما أنها تأتي لمناقشة بناء “ميناء مؤقت” أمريكي ــ إماراتي قبالة سواحل غزة، والذي يعتبر مفتاحًا لحكم القطاع في المرحلة المقبلة.
يُذكر أنّ الإمارات كانت إحدى الدول الداعمة لـ”إسرائيل” في حربها على غزة من خلال تأمين ممر بري لاستقبال السفن والبضائع في ميناء دبي، من ثم إيصالها إلى كيان الاحتلال برًا، إضافة إلى زيادة استيراد المنتجات الإسرائيلية إلى الإمارات عام 2023، فضلًا عن الدعم الدبلوماسي والإعلامي الذي تلقاه “إسرائيل” من الإمارات.
ووفق التقارير، فقد رافق الضابط الإماراتي في زيارته على تل أبيب شخصيات عسكرية، حيث اجتمعوا مع كبار المسؤولين في الجيش الإسرائيلي والمؤسسة الأمنية والعسكرية. في المقابل، زار السكرتير العسكري لرئيس الحكومة الاسرائيلية، آفي غيل، أبو ظبي.
كيف يرى الاحتلال “اليوم التالي”؟
- يروّج مكتب رئيس حكومة العدوّ، بنيامين نتنياهو، إلى أن غزة ستبدو بعد خمس أو عشر سنوات، تمامًا كما تبدو الضفة الغربية اليوم. ووفق تقارير، فإن المدة التي ستبقى فيها “إسرائيل” في القطاع، قبل أن يتم تشكيل حكومة بديلة هناك، ستمتد من 5 إلى 10 سنوات، وذلك حرصًا على عدم حكم حركة “حماس” غزة بعد اليوم.
وفي هذا السياق، أفادت تقارير أن إجماعًا يسود في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية حول الحاجة الفورية لإيجاد جهة مسلّحة تتسلّم القيادة في قطاع غزة، في “اليوم التالي” للحرب، بهدف فرض النظام وحماية المساعدات الإنسانية وتوزيعها، إلا أنّ رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، يعارض عقد أي نقاش حول الأمر الآن.
- قال ضابط كبير في الجيش الإسرائيلي إنّه بعد خمس أو عشر سنوات، كل ما يتعلق بسلطة “حماس” ومؤسساتها سيتم تفكيكه من قبل الجيش الإسرائيلي، وسيبقى (في غزة) فقط نشطاء ينفذون من حين لآخر هجمات، على غرار الوضع في الضفة الغربية.
- طالب الوزير الإسرائيلي السابق حاييم رامون الجيش الإسرائيلي بإنشاء إدارة عسكرية مؤقتة في كل منطقة يحتلها، على أن يكون الجيش وحده المسؤول الحصري فيها، عن إدخال المساعدات الإنسانية وتوزيعها على السكان.
استنفار إسرائيلي شامل
-أفادت تقارير أن المؤسسة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية شخّصت “حافزية لدى خلايا موالية لإيران” للتسلّل إلى إسرائيل، من الحدود الشرقية (الأردن)، وتنفيذ عمليات ضدّ مستوطنات ونقاط مركزية. وأضافت هذه التقارير أنّ الجيش الإسرائيلي يستعد ويحذر من أن حجم القوات الحالي للجيش يفرض زيادة خاصة على طول كل الحدود، الأمر الذي قد يؤثر على الجاهزية في الجنوب والشمال. كذلك، أكدت التقارير أن شعلة تنفيذ عمليات نوعية في الضفة الغربية وآراضي الـ٤٨ قد انطلقت، وتحديدًا بعد بدء شهر رمضان.
ميدانيًا
– وصف مسؤول أمني عملية إطلاق نار وإلقاء عبوات ناسفة قرب مستوطنة “حومش” بالضفة الغربية، والتي أصيب فيها 7 جنود إسرائيليين، بأنها “قاسية”. وأضاف بأنّ العمل يتم على مدار الساعة مع كل الجهات الأمنية للوصول إلى “المخربين” لاعتقالهم أو قتلهم.
– عزّز الجيش الإسرائيلي، وفقاً لتقارير، مستوى الكفاءة والجهوزية لمناورة (برية) واسعة في قطاع غزة، في مناطق لم يناور فيها برًا منذ بدء الحرب.
– كشفت معطيات أنه منذ السابع من أكتوبر، سقط للجيش الإسرائيلي ضابط عمليات، 4 قادة ألوية، 6 نواب لواء، 13 قائد سرية، و39 قائد فصيلة ونائب قائد سرية.
– لفت معلق عسكري إسرائيلي إلى أنّ جنود الألوية “السابع” و”غفعاتي” و”الكوماندوس” مُتعبون ومستنزفون، حيث أنهم لم يذهبوا إلى منازلهم منذ وقت طويل (مرتان منذ بداية الحرب). وأضاف أنّ هذه الألوية الثلاثة “تقاتل بقسوة شديدة في خان يونس في معركة ثابتة ومن دون تقدم”.
– أنهى الجيش الإسرائيلي تقسيم قطاع غزة إلى جزأين، من خلال شق طريق (ممر نتساريم).
– أفادت تقارير إسرائيلية أنّ “حماس” لا تزال قادرة على إطلاق نيران “رمزية” نحو “الأراضي الإسرائيلية” ومن ضمنها وسط “إسرائيل”، وهي تنتظر الفرصة المناسبة لذلك.
تأهب لمواجهة عمليات رمضان
– وُضعت الشرطة الإسرائيلية في حالة تأهب قصوى، وسط تحذيرات كثيرة من تنفيذ عمليات، خلال شهر رمضان. التقارير أضافت أنه في الضفة الغربية وُضعت قوات بضعفي القوات الموجودة في غزة كلها حاليًا.
– حذر وزير الأمن يوآف غالانت، في وثيقة داخلية أرسلها إلى نتنياهو، وكابينت الحرب، ولجنة الخارجية والأمن في الكنيست، ورؤساء الأجهزة الأمنية من احتدام الوضع الأمني في الضفة الغربية خلال شهر رمضان. استند غالانت في وثقته، على تحذير استراتيجي صادر عن جهازيّ “أمان” والشاباك يحذّر من “انفجار عنيف سيصب في مصلحة حماس وإيران”. وحذّر غالانت من أن احتدام الوضع في الضفة يستلزم نقل قوات من غزة والشمال، بشكل يزيد الصعوبة في تحقيق أهداف الحرب.
الحريديم يبتزّون الحكومة
- في ذروة الحديث عن أزمة قوى بشرية في الجيش الإسرائيلي على خلفية حرب غزة، هدد الحاخام الشرقي الأكبر في “إسرائيل”، إسحاق يوسف، بغادرة الحريديم “إسرائيل” في حال تم إجبارهم على التجنيد في صفوف الجيش الإسرائيلي.
الجنود يسرقون البيوت في غزة
– أفادت تقارير عبرية أن الجنود الإسرائيليين ينهبون ممتلكات سكان قطاع غزة. وذكرت التقارير أنّ هذه المسألة تُثار في المحادثات التي يجريها رئيس الأركان مع الوحدات العسكرية، إلا أنه لم تُبذل أي محاولة منهجية لمنع هذه الظاهرة. وبحسب التقارير، فإن الجنود لا ينهبون لسد احتياجات أو بسبب الجشع بالضرورة، بل بسبب غريزة الانتقام في كثير من الأحيان.
– يبحث الجيش الإسرائيلي في إمكان شق طريق جديد من مستوطنة “بئيري” (في غلاف غزة) في الشرق وصولًا حتى البحر إلى الغرب من مدينة غزة.
ممر إسرائيلي وآخر أمريكي – إماراتي
– تتجه “إسرائيل” لتنفيذ فكرة إيجاد ممر إنساني إلى غزة عبر ميناء بحري في قبرص. ولهذه الغاية، يجري نقاش “مهني” في وزارة المواصلات. وذكرت تقارير أن الحكومة الإسرائيلية تدرس شراء ميناء في جزيرة قبرص تهدف من خلالها “للسيطرة على الترتيبات الأمنية حول قطاع غزة، وبذلك يمكنها إجراء فحوصات أمنية لكافة البضائع التي ستصل القطاع عن طريق البحر”، كما ترتبط الخطوة بالمخاوف من حدوث حرب في الشمال، إذ إنه في هذه الحالة سيحاول “حزب الله” سيحاول استهداف ميناء حيفا المحتل.
– قال مسؤول إسرائيلي كبير إنّ نتنياهو ومستشاريه “راضون نسبيًا” عن خطاب الرئيس الأمريكي جو بايدن الأخير الذي أعلن خلاله بناء “رصيف” مؤقت قبالة سواحل غزة. وأضاف المسؤول أن بناء الرصيف، تم تنسيقه مع “إسرائيل”.
وبحسب تقارير، فإن بات واضحًا في “إسرائيل” أن واشنطن “لن تبني ميناء بحرياً في غزة، بل رصيف لوجيستي فقط، ولن يكون هناك قوات أمريكية على أراضي القطاع”.
– في المقابل، رد مصدر سياسي إسرائيلي بسخرية على تصريحات المسؤولين الإسرائيليين بأنّ “الممر البحري (الأميركي) جيد لإسرائيل”، إذ قال إن “المبادرة أسقطها بايدن على رأس إسرائيل التي ظهرت وكأن الأمريكيين يُصدرون لها الأوامر”. حذر معلقون من أن الرصيف البحري الأمريكي في غزة يمكن أن “يُحوّل الجيش الإسرائيلي إلى قوة شرطة في قطاع غزة”.
– سمحت “إسرائيل”، بحسب تقارير، للإمارات بالبدء فوراً بنقل مساعدات إلى غزة عبر قبرص. التقارير أضافت أن مهندس عملية نقل المساعدات الإماراتية إلى غزة هو محمد دحلان.
تملّص إسرائيلي من مجزرة “الرشيد”
-نشر الجيش الإسرائيلي نتائج تحقيق داخلي حول مجزرة شارع الرشيد في قطاع غزة، التي أسفرت عن استشهاد 116 فلسطينياً، أثناء وصول شاحنات مُحمّلة بمساعدات إنسانية في 29 شباط 2024. وأظهر التحقيق أن قوات الجيش الإسرائيلي “لم تُطلق النار باتجاه القافلة الإنسانية نفسها، وإنما باتجاه عدد من المشتبهين الذين اقتربوا من القوات وشكلوا خطراً عليها”.
أزمة ذخائر
– تعيش إسرائيل، بحسب تقارير، حالة من اقتصاد الذخائر، بسبب العمليات المعقدة جداً في الشمال والجنوب. وتشغل مشكلة نقص الذخائر بال ممثلي “إسرائيل” الذين يزورون الولايات المتحدة، فيما تجد الأخيرة صعوبة بخصوص تمرير طلبات “إسرائيل” الحصول على ذخائر في الكونغرس.
صفقة التبادل
-أكد السفير الأميركي في “إسرائيل”، جاك لو، أنّ المفاوضات حول صفقة تبادل المخطوفين لم تنتهِ، وأن المحادثات مستمرة ولم تنسف بعد.
-قال معلق إسرائيلي أنّ الانطباع في الكيان، هو أن يحيى السنوار غير معني بصفقة، ويريد استغلال شهر رمضان من أجل إشعال المنطقة، ونتنياهو وغالانت وغانتس يؤيدون هذا الموقف.
- التقى رئيس الموساد دافيد برنياع سراً، مدير الاستخبارات المركزية الأميركية، ويليام بيرنز، في إحدى دول المنطقة لمناقشة الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح المخطوفين في غزة، وفقاً لمصدر مطلع على التفاصيل.
اقتصاديًا
-أعلنت مصلحة الضراب الإسرائيلية أنّ الأضرار في الحرب حتى الآن، فاقت بـ6 أضعاف الأضرار في حرب لبنان الثانية (حرب 2006 ). وتوقع مدير مصلحة الضرائب، شاي أهرنوفيتش، أن تصل طلبات الحصول على تعويض بسبب أضرار غير مباشرة، إلى 700 ألف طلب مع نهاية الحرب، بعد أن تخطت حالياً الـ 500 ألف طلب.
– أفادت تقارير أن عائلات القتلى الإسرائيليين تُطالب بتعويضات تبلغ 10 مليون شيكل من أموال السلطة الفلسطينية (نحو 3 ملايين دولار)، بينما في هيئة الأمن القومي، يتحدثون عن 3 ملايين فقط.
– في الربع الأخير من السنة الماضية، انكمش الاقتصاد الإسرائيلي أكثر من التقديرات السابقة والتي كانت تفيد أن الناتج المحلي الإجمالي سينخفض بنسبة 19.4٪ في الربع الأخير من عام 2023، ولكن الآن يقدر مكتب الإحصاء المركزي الانخفاض بـ 20,7.
-يواجه قطاع التكنولوجيا في “إسرائيل”، أحد أعمدة الاقتصاد، الخطر بسبب الحرب، حيث أشارت نصف الشركات الناشئة التي شملها استطلاع أجرته “هيئة الابتكار الحكومية الإسرائيلية”، مؤخراً، إلى أن أموالها النقدية ستنفد في غضون 6 أشهر.
التحقيقات الداخلية في الجيش الاسرائيلي
– نشر رئيس الأركان هرتسي هليفي، أمر إجراء تحقيقات داخلية تتناول أحداث السابع من أكنوبر وما قبلها، ووضع لذلك جداول زمنية للانتهاء منها خلال شهرين، وبعد ذلك الانتقال إلى مرحلة معالجة البيانات التي ستستمر نحو شهر. وبعد ذلك سيتم تقديم الاستنتاجات إلى هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي. لكن في هذه المرحلة لم يتخذ بعد القرار حول من سيجري التحقيق مع رئيس الأركان الضبّاط في الجيش الإسرائيلي بالتشاور مع محامين قبيل بدء التحقيقات المتعلقة بالحرب.
الدور الأمريكي
– أنهى عضو “كابينت الحرب” الإسرائيلي، بني غانتس زيارة إلى واشنطن. وذكرت تقارير إسرائيلية أن مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، طلب من غانتس، خلال اجتماعهما، إنهاء العمليات العسكرية والحرب على قطاع غزة، وفق جدول زمني محدد.
-كذلك، ذكرت التقارير أنّ الولايات المتحدة تشعر أن “خطط الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة لم يتم شرحها لهم بما فيه الكفاية”.
– شكك مستشار الأمن القومي الأمريكي في إمكانية إنشاء إدارة دولية خاصة بالمساعدات من دون السلطة الفلسطينية.
– قدمت الولايات المتحدة اقتراحًا منقحًا إلى مجلس الأمن الدولي يتضمن: “وقف إطلاق نار فوري لمدة ستة أ أسابيع تقريباً في غزة إلى جانب إطلاق سراح جميع الأسرى وفقاً لما أفادته وكالة “رويترز”. وفي هذا المجال أوضح معلق سياسي أنّ “هذا تغيير مهم”، وأن وقف إطلاق النار “تحوّل من وسيلة إلى هدف عند الأمريكيين.
– قال الرئيس الأمريكي بايدن في مقابلة مع شبكة ” MSNBC” إن هناك خطوط حمراء، إذ لن نقبل بقتل 30 ألف فلسطيني.. لإسرائيل حق الدفاع عن نفسها، لكن نتنياهو يضر إسرائيل أكثر مما يساعدها”. وأضاف أنه “لا يزال يأمل تحقيق اتفاق وقف إطلاق نار وإعادة المخطوفين بحلول شهر رمضان، وانه معني بزيارة الكنيست”.
التوتر الإسرائيلي ــ الأمريكي؟
- حذر مسؤولون إسرائيليون كبار في المؤسسة الأمنية والعسكرية – وفقاً لمُعلّق سياسي – رئيسَ الحكومة ووزراء “كابينت الحرب” من أنّ الوضع لناحية العلاقة مه إدارة بايدن حسّاس جداً، والتوثر يزداد. وأعرب المسؤولون عن خشيتهم من أن يضر ذلك باستمرار تدفق المساعدات العسكرية لـ”إسرائيل”.
رعب في الشمال
-ذكر مراسل “القناة الـ12” في الشمال، غاي فيرون أن عشرات رجال الأعمال في مدينة صفد تلقوا اتصالات عبر هواتفهم الثابتة في مصالحهم التجارية من فنادق وغيرها وعندما يرفعون السماعة يسمعون تسجيلا صوتيا مفاده: “عليكم تحويل كل الممتلكات والبضائع الى أموال في أسرع وقت ممكن والخروج من صفد… غير ذلك، ستكونون فريسة للفئران بين الدمار”. وأضاف المراسل أن “هذه الرسائل تُضاف إلى حرب نفسية أخرى يقوم بها حزب الله، ونحن نذكر قبل أسابيع بعث رسائل “أس أم أس” للسكان، وبعد ذلك أرسل رسائل تهديد خاصة لرؤساء مستوطنات على الحدود الشمالية.