المؤازرة الأوروبية لكيان الاحتلال في حربه على غزة، تستمر مع إعلان الاتحاد الأوروبي بدء “عملية أسبيدس” الهادفة إلى توفير الحماية العسكرية لـ”إسرائيل” في البحر الأحمر.
السُفن المُتجهة من الموانئ الأوروبية وإليها لم تتعرض لأي استهداف من قبل القوات المسلحة اليمنية منذ أن أعلنت الأخيرة في ديسمبر الماضي منع مرور السفن إلى كيان الاحتلال عبر البحر الأحمر. رغم ذلك، قرّرت أوروبا الزجّ بنفسها في المعركة لحماية كيان الاحتلال، معرّضةً مصالح شعوبها وتجارتها واقتصادها للتهديد، هي التي تُعاني أصلًا من تحدّيات جمّة. بعد الورطة الروسية – الأوكرانية، التي ما زالت أوروبا تحصد ويلاتها، قررت الحكومات الأوروبية المغامرة لحماية “إسرائيل”، عسكريًا واقتصاديا.
لكن المصالح الأوروبية المباشرة يمكن التضحية بها من قبل الطبقة الحاكمة في أوروبا، مقابل تحقيق “المصلحة العليا” المتمثلة بحماية وجود كيان الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين.
ما هي “عملية أسبيدس”
يوم 19 فبراير، أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، انطلاق «عملية أسبيدس» للقوات البحرية التابعة للاتحاد الأوروبي، بعد أن اقترحت إيطاليا المبادرة وتمّ بحث المهمة في اجتماع لوزراء الخارجية في بروكسل.
الهدف المزعوم للعملية هو ضمان حرية الملاحة في البحر الأحمر، وصدّ هجمات اليمن ضد حركة السفن التجارية. وكان لافتًا حرص الحكومات الأوروبية على القول إن «أسبيدس» هدفها «الردع» ولن تكون «هجومية» كعملية «حارس الازدهار» (التحالف العسكري البحري بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، للتصدي للهجمات اليمنية التي تستهدف السفن التجارية من وإلى كيان العدّو – أعلنت الولايات المتحدة تأسيسه من البحرين يوم 18 ديسمبر 2023).
خُصّصت للعملية العسكرية الأوروبية أربع سُفن، وستُشارك فيها دول: فرنسا، ألمانيا، بلجيكا، إيطاليا، السويد، واليونان.
القائد العام للمهمة هو اليوناني فاسيليوس جريباريس، والضابط الرئيسي المسؤول عن الإشراف على العمليات هو الإيطالي، ستيفانو كوستانتينو.
منطقة عمليات «أسبيدس»
العمليات العسكرية التي ستقوم بها «أسبيدس» هي في مضيق باب المندب، مضيق هرمز، المياه الدولية للبحر الأحمر وخليج عدن وبحر عُمان والخليج العربي.
أما ميزانيتها فتبلغ 8 ملايين يورو، توفرها خزانة الاتحاد الأوروبي.
فضيحة المشاركة الألمانية
قدّمت الحكومة الألمانية مقترحًا للبرلمان في 16 فبراير ال1ي فوّضها نشر 700 جندي بحد أقصى في البحر الأحمر، وإرسال الفرقاطة “هيسن” للدفاع الجوي للانضمام إلى مهمة الاتحاد الأوروبي.
المشاركة الألمانية افتُتِحت بفضيحة عسكرية كشفت عنها صحيفة “بيلد” الألمانية التي نشرت يوم 28-2-2024 تقريرًا عن إطلاق الفرقاطة الألمانية صاروخين مضادين للطائرات باتجاه مسيّرة فوق البحر الأحمر، لكن الصاروخين فشلا في إصابة هدفهما. الفضيحة ليست في هذا الفشل، بل في أن المسيّرة المستهدفة من قبل البحرية الألمانية لم تكن سوى مسيّرة أمريكية!
وجود فرنسي سابق
السفينة الحربية الفرنسية «لانغدوك»، المُشاركة بعملية «أسبيدس»، تُنسّق بالأساس مع الولايات المتحدة الأمريكية في عملية “حارس الازدهار”، وتُشارك في تبادل المعلومات الاستخباراتية. وأوضح دبلوماسيان فرنسيان بأن «لانغدوك» أطلقت صواريخ لإسقاط طائرات مسيّرة في البحر الأحمر
توسّع مشاركة الدول الأوروبية
- في 22-2-2024، أعلنت السويد سعيها لإرسال أربعة ضباط أركان مع إمكانية زيادة العدد إلى عشرة للمشاركة في «عملية أسبيدس».
- أرسلت إيطاليا المُدمّرة كايو دويليو، فيما أرسلت بلجيكا الفرقاطة لويز ماري للمشاركة في «أسبيدس».
ليست «عملية أسبيدس» البرهان الأوّل على أنّ الاتحاد الأوروبي يعمل كجندي في قوات الاحتلال الصهيوني، وأحد المُدافعين الأوائل عن مصالحه العسكرية والاقتصادية. فقد سبق لحكومات أوروبية أن وضعت نفسها في موقع المُهاجم والعدّو للشعب الفلسطيني، سواء في الدعم الذي تقدّمه لجيش الاحتلال في حربه على غزة، أو في «عملية حارس الازدهار» الأمريكية، حيث سُجّلت مشاركة عدد من الدول الأوروبية، كالدنمارك واليونان وهولندا. كما أنّ فرنسا وإيطاليا هما عضوين في العملية الأمريكية، لكن قواتهما تعمل “بإمرة قياداتهما الوطنية”.