عملية أمنية نوعية نفذّها فدائيون فلسطينيون يوم الخميس 22 فبراير عند حاجز عسكري قرب مستوطنة «معاليه أدوميم»، شرق القدس المحتلة، أسفرت عن مقتل جندي إسرائيلي وإصابة 8 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، تحوّلت إلى «حجّة» للقادة الأمنيين والسياسيين الصهاينة لتوسيع حدود المستوطنات وطرد الفلسطينيين خارج أراضيهم.
فبعد العملية التي هزّت الكيان، وافق رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو على مطلب وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش المصادقة على خطة استيطان جديدة. قُدّمت الموافقة كما لو أنّها «انتقام» من عملية «معاليه أدوميم» عبر بناء 3344 وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية والقدس. ولكن في الحقيقة، خطّة الاستيطان الجديدة ليست إلا استكمالًا لمسار الاستيطان الذي سجّل في العام 2023 أرقامًا قياسية في إطار سياسة ممنهجة لطرد الفلسطينيين من ما تبقى من أرض لهم.
عملية «معاليه أدوميم» لم تكن سببًا، كما يُحاول قادة العدّو تظهيره. القليل من البحث يكشف أنّ المخطط الإسرائيلي للقضاء على الوجود الفلسطيني بالضفة والقدس سابقٌ لعملية «طوفان الأقصى»، وكلّ ما لحق بها. تُشكّل «معاليه أدوميم» واحدة من الأمثلة على ذلك. المستوطنة التي أُنشئت عام 1975، اتُخذ قرار توسيعها سنة 1991 خلال حُكم آرييل شارون. صودرت يومها أراضي سكّان الأرض الأصليين، طُردت عشيرة عرب الجهالين لتوسيع المستوطنة، وحوصرت أراضي فلسطينيين آخرين لإجبارهم على بيعها والمغادرة. سنوات الـ1996، 1999، 2000، 2001، شهدت مُخططات جديدة لتوسعة «معاليه أدوميم» ومحاولات ضمّها إلى مخطط «القدس الكبرى»، الهادف إلى خلق خط يصل بين المستوطنات. يعني ذلك أمرًا واحدا: حرب الإبادة التي تتعرّض لها غزّة، كجهود طرد الفلسطينيين في غزّة والضفة الغربية إلى مصر وأوروبا وأمريكا وأستراليا، جزء من المخطط الأكبر للسيطرة على كامل الجغرافيا الفلسطينية.
جلسة البحث في خطة توسيع مستوطنة «معاليه أدوميم» عقدها نتنياهو بمشاركة سموتريتش، ووزير الأمن، يوآف غالانت، ووزير الشؤون الإستراتيجية، رون ديرمر. في الأسبوعين المقبلين، سيتم دعوة المجلس الأعلى للتخطيط لعقد جلسة للمصادقة على البناء الجديد.
رئيس مجلس الاستيطان، شلومو نئمان أثنى على قرار عقد مجلس التخطيط الأعلى، قائلًا إنّ “تعزيز الاستيطان هو ردّ مناسب على كلّ من يحاول المسّ بنا أو زعزعة حقّنا في البلاد”.
3344 وحدة استيطانية
بيان مكتب سموتريتش شرح تفاصيل الخطة، وهي بناء نحو:
- 2350 وحدة استيطانية في مستوطنة “معاليه أدوميم”،
- 300 وحدة استيطانية في مستوطنة “كيدار” جنوب “معاليه أدوميم”،
- 694 وحدة في مستوطنة “إفرات”، جنوب بيت لحم.