وقّع أكثر من 250 مسؤولًا ومديرًا تنفيذيًا في القطاع المالي في الولايات المتحدة الأمريكية على بيان تعهّدوا فيه بعدم توظيف الطلّاب الذين شاركوا بتظاهرات مؤيّدة لفلسطين و«المناهضة للصهيونية أكان داخل الجامعات أم خارجها».
أبرز الموقّعين على البيان:
- مصرفا «جي بي مورجان»، وبنك «أوف أمريكا»؛
- صندوق التحوّط في نيويورك «بيرشينج سكوير»؛
- صندوق التحوط في نيويورك «إيليمانت كابيتال»؛
- الشركة المالية «هيودسن باي كابيتال»؛
- «بواز وينشتاين»؛
- «سابا كابيتال»؛
- «ألتيتود فينتور»؛
الشركات المالية العملاقة هذه اعتبرت أنّ «الهجوم على إسرائيل هو هجومٌ علينا جميعًا. إسرائيل هي أُمّة الشركات الناشئة، وابتكاراتها تجعل العالم مكانًا أفضل. ونحن نقف مع المجتمعات اليهودية في جميع أنحاء العالم التي تُعاني من المضايقات والعنف المعادي للسامية».
ويُضيف البيان أنّ كيان العدّو يُعدّ «منذ عام 1948، مصدرًا للآمال والقوّة والابتكار. الآن، نحن الموقّعون أدناه، نتعهّد ببذل كلّ ما في وسعنا لدعم الدولة اليهودية والشعب اليهودي. إنّنا ندعم حقّ إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضدّ حماس، وضدّ جميع الأشخاص والدول والمنظمات التي تُهدّد دولة إسرائيل. لن نجلس مكتوفي الأيدي مرة أخرى بينما يُذبح شعٌب مُحبّ للسلام».
لماذا يهمّنا هذا الخبر؟
هذا البيان يأتي ضمن سلسلة إجراءات قمعية في الغرب بحق مؤيدي الشعب الفلسطيني، كما بحق الذين يعترضون على الجرائم الإسرائيلية. هذه الإجراءات تتخذ الطابع القانوني في بعض الدول حيث تُصدر السلطات قرارات وقوانين تمنع التضامن مع فلسطين أو انتقاد “إسرائيل”. وفي الشركات والمؤسسات الأكاديمية والإعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي، تصدر تعليمات وقواعد عمل هدفها فرض سردية الاحتلال ومنع التعبير عن التضامن مع فلسطين.
هذه الإجراءات تعبّر عن خوف النخبة الحاكمة في الغرب من زيادة نسبة مؤيدي قضية الشعب الفلسطيني بين السكان، بعد انطلاق الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في أكتوبر 2023. وهذا الخوف يكون مضاعفًا عندما يتعلّق الأمر بالأجيال الشابة التي تعبّر نسبة كبيرة منها عن دعم الشعب الفلسطيني ومعارضة الاحتلال.
ولهذا السبب، قررت الشركات التي تمثّل رأس المال العالمي ابتزاز طلاب الجامعات بوظائفهم المستقبلية. ففي هذا البيان، تخيّر هذه الشركات الطلاب بين:
1- التعبير عن رأيهم ما سيؤدي إلى خسارة فرصة الحصول على وظيفة مستقبلًا؛
2- الالتزام بتأييد العدو الإسرائيلي كشرط لازم للتطور المهني والترقي الاجتماعي.
بموازاة الإبادة التي يسعى العدو الإسرائيلي إلى تنفيذها بحق سكان غزة، تتولى النخب الحاكمة في الغرب شن حرب إبادة على حرية التعبير عندما يتعلّق الأمر بانتقاد الكيان الصهيوني.