لا أحد في العالم يمكنه الدفاع عن قتل الأطفال.
الولايات المتحدة الأمريكية، فيما هي تُرسل السلاح لقتل المدنيين في غزة، وتمنع التوصل لوقف دائم لإطلاق النار، وتشجّع كيان الاحتلال على تدمير المستشفيات بمن فيها من المرضى، وتغطّي حصارًا قاتلًا يستهدف أكثر من مليونَي إنسان… فيما هي تفعل كل ذلك، فإنها تزعم حرصها على المدنيين. المدنيون أنفسهم الذين يقتلهم الكيان الصهيوني بدعم أمريكي غير محدود.
التعبير عن الحرص على المدنيين هو إذًا جزء من سياسة القاتل الذي يرتكب المجازر.
الإدانة اللفظية للمجزرة، أي مجزرة، وخصوصًا تلك الجارية في غزة للأسبوع الخامس على التوالي، لا تعني بالضرورة الاعتراض على المجزرة.
الدول العربية التي تربطها علاقات تطبيعية مع “إسرائيل”، أدانت المجازر. تستوي في ذلك الدول التي عقدت اتفاقيات تطبيع كمصر والأردن والإمارات والمغرب والبحرين والسودان، أو تلك التي لم تعقد اتفاقيات علنية، كالسعودية وقطر على سبيل المثال لا الحصر.
كل تلك الدول أدانت المجزرة، لكنها في الواقع تشجّع على الاستمرار في ارتكابها.
كيف ذلك؟
الإدانة الحقيقية للمجزرة ينبغي أن تكون فِعلًا سياسيًا، لا مجرّد حبر على ورق.
فالإدانة الحقيقية يجب أن تكون أداةً لوقف المجزرة، ومنع تكرارها، من خلال اتخاذ إجراءات عملية تعبّر عن موقف سياسي رافض بحق للمجزرة. إجراءات ليست سوى حد أدنى، ولا ترقى إلى مستوى الواجب المتمثّل بتسليح الشعب الفلسطيني، ومساعدته عسكريًا وماليًا من أجل الدفاع عن نفسه وتحرير أرضه. رغم أن ما سبق ذكره ليس سوى “بديهي”، لكنه بعيد المنال. ولأجل ذلك، لا بد من الاكتفاء بالحد الأدنى، أي بالإجراءات التي يدل عدم القيام بها على دعم استمرار المجزرة، وأبرزها:
1- فتح معبر رفح لإدخال كل ما يحتاجه أهل غزة.
2- إبلاغ الكيان الصهيوني، بالقنوات الدبلوماسية وعلنًا، بأن الاستمرار في المجزرة سيؤدي إلى قطع العلاقات به، ووقف مسار التطبيع.
3- إبلاغ الولايات المتحدة الأمريكية بمنع استخدام الأراضي والأجواء العربية لنقل السلاح إلى جيش الاحتلال الإسرائيلي.
في حال الاستمرار:
4- سحب السفراء.
في حال الاستمرار:
5- إقفال السفارات وقطع العلاقات الدبلوماسية.
في حال الاستمرار:
6- إلغاء اتفاقيات التطبيع ووقف مسار التطبيع.
في حال الاستمرار:
7- استخدام الاقتصاد (النفط والغاز والممرات الدولية) كسلاح لإجبار الولايات المتحدة الأمريكية و”إسرائيل”، على وقف الحرب على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
ما تقدّم يعني البدء بإدانة المجزرة. ما دون ذلك ليس سوى شراكة فيها.