المُعلن من المواقف الأمريكية أنّ الولايات المتحدة قرّرت «تعزيز» وجودها العسكري في منطقة «الشرق الأوسط» لتقديم الدعم لـ«اسرائيل».
تعزيز الدعم تضمّن:
- إقرار مساعدة عاجلة لـ«اسرائيل» بقيمة 14 مليار دولار.
- تعزيز نظام الدفاع عبر إرسال منظومة «ثاد» للدفاع الصاروخي ذات الارتفاع العالي والمزيد من بطاريات «باتريوت».
- إرسال عدد من المستشارين العسكريين وقوات أمريكية خاصة إلى «إسرائيل».
- حرّكت حاملتَي طائرات وعدة مدمرات وبوارج من أسطولها البحري نحو البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر.
ولكن ما حاول البيت الأبيض إخفاءه هو أنّ الدعم لكيان العدّو لا يقتصر على مدّه بالذخيرة وتقديم الاستشارات، ويصل إلى مستوى أنّ واشنطن تُدير “الأمن القومي الإسرائيلي”… من داخل الأراضي المُحتلة.
هذا ما كشفه موقع «إنترسبت» الأمريكي، بنشره تقريرًا مفصّلًا عن وجود قاعدة عسكرية أمريكية فوق «جبل هار كيرين» في صحراء النقب، جنوب فلسطين المحتلة. وتحدّث تقرير الصحافيين كلين كليبنشتاين ودانيال بوغسلاف عن «توسيع القاعدة العسكرية الأمريكية».
أبرز ما جاء في التقرير:
-الوثائق الحكومية الأمريكية عن بناء هذه القاعدة تُقدّم تلميحات قليلة عن وجود عسكري أمريكي بالقرب من قطاع غزة، إذ يبعد «جبل هاركين» حوالي 32 كيلومترًا عند حدود القطاع.
– الوجود السري الأمريكي في كيان الاحتلال يظهر من خلال العقود الحكومية ووثائق الميزانية التي تنمو بشكلٍ واضح، على الرغم من نفي الرئيس الأمريكي جو بايدن وإدارته مرارًا أي نوايا لإرسال قوات أمريكية إلى الكيان في ظل الحرب القائمة مع المقاومة الفلسطينية.
– تُظهر الوثائق أنّه قبل شهرين من هجوم يوم السابع من أكتوبر / تشرين الأول منح البنتاغون عقداً قُدّرت قيمته بملايين الدولارات لبناء منشآت للقوات الأمريكية بهذه القاعدة، التي تُسمّى «الموقع 512»، وهي منشأة رادار تراقب السماء بحثًا عن هجمات صاروخية على كيان الاحتلال.
– البنتاغون بذل قصارى جهده لإخفاء الطبيعة الحقيقية للموقع الذي بلغت تكلفته 35.8 مليون دولار، إذ وُصف في بعض السجّلات بأنّه مجرّد «مشروع سرّي موجود في جميع أنحاء العالم»، ووصفه أحيانًا بأنّه «منشأة لدعم الحياة»، كما يتحدّث الجيش الأمريكي عن هياكل تُشبه الثكنات للجنود.
– أُشير سابقًا إلى «الموقع 512» على أنّه «موقع أمان تعاوني». وهي تسمية تهدف إلى الإيحاء بأنّ هذا الانتشار العسكري منخفض التكلفة وخفيف البصمة، وتم اعتمادها للقواعد التي يمكن أن تستوعب ما يصل إلى 1000 جندي.
– نقل الكاتبان عن بول بيلار كبير المحللين السابقين في «مركز مكافحة الإرهاب» التابع لوكالة المخابرات المركزية (سي آي إيه) قوله إنّه «ليس لديه معرفة مُحدّدة بهذه القاعدة، لكنّها ربّما تُستخدم لدعم عمليات في أماكن أخرى في الشرق الأوسط، إذ إنّ أي اعتراف بأن العمليات نُفّذت من إسرائيل، أو هي عبارة عن تعاون مشترك مع إسرائيل سيكون غير مريح، ومن المرجّح أن يثير ردود فعل سلبية أكثر من العمليات التي تُنفّذها القاعدة».
الجيش الأمريكي ينفي
شدّد الكاتبان في التقرير على أنه عام 2017، اعتُرف لأول مرة بالوجود العسكري الأمريكي في «اسرائيل» وذلك عندما افتتحت الولايات المتحدة والكيان موقعًا عسكريًا وصفته هيئة «إذاعة صوت أميركا»، المُموّلة من الحكومة الأمريكية، بـ«أوّل قاعدة عسكرية أمريكية على الأراضي الإسرائيلية»، واصفةً الحدث بالـ«تاريخي».
غير أنّ الجيش الامريكي نفى أن تكون المنشأة قاعدة أمريكية، مؤكّدًا أنّها مجرّد «منشأة معيشة» لأفراد الجيش الأمريكي الذين يعملون في قاعدة إسرائيلية.
مهمة المنشأة… إيران
أكّد الكاتبان أنّ «الموقع 512» أُنشأ للتعامل مع الخطر الذي تشكّله الصواريخ الإيرانية متوسطة المدى، وليس المقاومة الفلسطينية. “ولكن يبدو، بسبب تركيزها على إيران التي تبعد أكثر من 1127 كيلومترًا، أن رادارات الموقع لم تلتقط الصواريخ التي أطلقتها حماس على «إسرائيل» في السابع من أكتوبر / تشرين الأول 2023”.