بالتدريج، تدخل السلطة الحاكمة في السعودية في علاقات مع كيان الاحتلال الإسرائيلي، قبل التوصل إلى اتفاق علني لتطبيع العلاقات.
آخر المشاريع المشتركة إعلان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان عن توقيع مذكرة تفاهم لإنشاء ممر اقتصادي يربط بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا، عبر ميناء حيفا في فلسطين المحتلة، برعاية أمريكية.
الهدف المعلن للمشروع إقامة ممر لتيسير عملية نقل الكهرباء والهيدروجين النظيف عبر كابلات وخطوط أنابيب وإنشاء خطوط للسكك الحديدية. وكل هذه “الأفكار” تمر بـ”إسرائيل”.
تجري الولايات المتحدة الأمريكية، منذ كانون الثاني 2023، محادثات مع الهند والسعودية والإمارات و”إسرائيل”. وقد تم الإعلان عن مذكرة التفاهم بحضور ولي العهد محمد بن سلمان ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي والرئيس الأمريكي جو بايدن، على هامش اجتماعات مجموعة العشرين في الهند (أيلول 2023).
تفاصيل الإعلان:
يتضمن الممر دولاً عديدة كالهند والسعودية والإمارات و”إسرائيل” والأردن ودول الاتحاد الأوروبي، وفقًا لمستشار الأمن القومي لبايدن جيك ساليفان. وسيساعد الاتفاق على:
- تعزيز أمن الطاقة ودعم جهود تطوير الطاقة النظيفة مثل الهيدروجين.
- تنمية الاقتصاد الرقمي عبر الربط والنقل الرقمي للبيانات من خلال كابلات الألياف البصرية.
- تعزيز التبادل التجاري وزيادة مرور البضائع من خلال سكك الحديد والموانئ.
أهمية مشروع سكك الحديد:
- سعي الولايات المتحدة لمواجهة مبادرة البنية التحتية العالمية الصينية “الحزام والطريق” – للاستثمار في الدول النامية وتحسين العلاقات التجارية بين آسيا وأوروبا وأفريقيا من خلال الموانئ وسكك الحديد – وطرح واشنطن كشريك للدولة النامية ومستثمر فيها.
- ربط الدول العربية بشبكة للسكك الحديد بـ”إسرائيل”.
مشاريع “إسرائيلية”
مشروع ربط الإمارات والسعودية والأردن بـ”إسرائيل” ليس وليد اجتماع مجموعة العشرين في الهند. فالمشروع نفسه تسوّقه “إسرائيل” منذ سنوات:
عام 2017: خطة “سكك حديدية للسلام الإقليمي” لربط “إسرائيل” بالسعودية بخط سكة حديد بين مستوطنة بيت شان الإسرائيلية وجسر الملك حسين في الأردن ثم إربد ومدينة الدمام في السعودية، مما يسمح لقطارات البضائع بالعمل على طول الطريق من الخليج الفارسي إلى موانئ أشدود وحيفا. وحظي المشروع بدعم إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
عام 2019، مشروع كاتس: كشفت “إسرائيل” عن مشروع سكك حديد يربط البحر الأبيض المتوسط (من خط قطار حيفا في “إسرائيل” والأردن) والخليج العربي (الإمارات والسعودية) لتقليص المسافات وخلق ترابط اقتصادي بينها، ونقل المسافرين من المملكة المتحدة وأوروبا ودول الشرق المتوسط إلى الشرق ومسافري دول الخليج والسعودية والعراق إلى الغرب.
وقد كشف عن الخطتين وزير الاستخبارات والنقل يسرائيل كاتس.
عام 2021: خطة لبناء قطار سريع يربط بين الإمارات وكيان الاحتلال. تم بموجبها عقد اتفاق إسرائيلي إماراتي من خلال شركتي كاتسا الإسرائيلية وريد ميد الإماراتية لنقل الخام الإماراتي عبر خط أنابيب إيلات في البحر الأحمر إلى ميناء عسقلان على ساحل البحر المتوسط ثم إلى دول أوروبا بحرًا.
عام 2023: خطة طريق بري مستمر يربط الإمارات بالموانئ الإسرائيلية مرورا بالسعودية والأردن، لتصدير البضائع إلى أوروبا بتكلفة شحن أقل بنسبة 20% ووقت أقصر بين يومين أو ثلاثة أيام.
مصر مستثناة
الاتفاق الجديد والمشاريع الإسرائيلية للنقل تستثني العديد من الدول المرتبطة باتفاقيات تعاون وتطوير مع الولايات المتحدة والسعودية و”إسرائيل”، وأهمها مصر عبر قناة السويس.
يجري الترويج للمشروع بأنه، في حال تنفيذه، سيدفع بالكثير من الدول إلى اعتماده بدلًا من قناة السويس كممر لنقل البضائع. فهو، بحسب ما يقول مقترحوه، سيقلص الفترة الزمنية التي يستغرقها نقل البضائع من آسيا إلى أوروبا عبر القناة، إضافة إلى خفضه كلفة النقل بنسبة 30 في المئة مقارنة بكلفة النقل عبر قناة السويس.