تتطلّع «إسرائيل» إلى تعزيز نفوذها في منطقة بحر قزوين ودول القوقاز وآسيا الوسطى، من أجل:
– تحقيق أهدافها الاقتصادية،
– تقوية موقعها على مرمى حجر من إيران،
– حجز مقعد لنفسها في الحديقة الخلفية لروسيا.
لا يتمّ ذلك من دون تمتين التعاون مع دول تلك المنطقة عبر اتفاقيات تشمل مختلف المجالات، وعبر تغذية الانقسامات الاثنية والطائفية بين هذه الدول.
أذربيجان هي هدف «إسرائيل» في منطقة بحر قزوين الذي اختارته ليكون «بيتاً ثانياً» لأجهزتها الأمنية والاستخبارية.
إنطلاقاً من هنا، تبرز أهمية الإعلان عن زيادة حجم التجارة بين أذربجيان و«اسرائيل» سنة 2022 بنسبة تجاوزت 85% إضافية لما كانت عليه في العام السابق، ويكشف عن تحوّل كيان الاحتلال إلى شريك تجاري أساسي لأذربجيان.
هذا التقدّم في العلاقات التجارية هو نتيجة عمل سنوات من التعاون الاقتصادي والأمني والاستخباري بينهما.
النائب الأول لوزير الاقتصاد الأذربيجاني، إلنور علييف، أكّد بعد لقائه مع أعضاء مجموعة العمل البرلمانية الأذربيجانية – الإسرائيلية في الكنيست الإسرائيلي يوم الاثنين 4 أيلول 2023، أنّ أذربيجان و«إسرائيل» تتبادلان الدعم في مختلف المجالات.
عضو مجموعة العمل البرلمانية الأذربيجانية – الإسرائيلية في الكنيست الإسرائيلي، يفغيني سوفا، أكّد أنّ «اسرائيل» تولي أهمية كبيرة لتطوير العلاقات مع أذربيجان. وأشار إلى أن الشركات الإسرائيلية مُهتمّة بالمشاركة في المشاريع المُنفّذة في مختلف المجالات، ومن ضمن ذلك «استعادة الأراضي المحررة في أذربيجان».
لماذا أذربيجان؟
١) موقعها الجيوسياسي في الفناء الخلفي لروسيا وإيران، وامتدادها إلى ما وراء القوقاز. يبلغ عدد سكانها 9 ملايين و500 ألف نسمة، غالبيتهم العظمى من المسلمين الشيعة.
٢) القُرب الجغرافي من إيران وتوتر العلاقة بينهما لسببين رئيسيين: خشية سلطة آل علييف من النفوذ الإيراني في أذربيجان، ودعم طهران لأرمينيا في العقدين الماضيين.
٣) تغطية أذربيجان نحو 30% من احتياجات «إسرائيل» من النفط.
٤) اعتبار أذربيجان سوقاً مُهمّاً لصفقات الأسلحة الإسرائيلية، المُقدّرة بمئات الملايين من الدولارات. وقعت أذربيجان عدة صفقات مع شركات صناعية عسكرية إسرائيلية بينها «سولتام» لإنتاج قذائف هاون ومنصات لإطلاقها، وشركة «تاديران» لتزويدها بوسائل اتصال، وهيئة «رفائيل» للصناعات العسكرية لبيعها قذائف صاروخية…
٥) تعاون باكو وتل أبيب في مجال الاستخبارات والأمن وتبادل المعلومات. فعلى سبيل المثال وقّع الجانبان اتفاقية بشأن مشروع مشترك لصنع طائرات صغيرة بدون طيار، تمتلك الصناعات العسكرية الإسرائيلية 51% من أسهمه.
الاجتماع الأخير في الكنيست (4 – 9 – 2023) هو الرابع الذي تعقده اللجنة المشتركة بين حكومة أذربيجان وحكومة كيان الاحتلال، خاصة مع تحوّل باكو إلى «شرطة حماية» أمن العدّو في منطقة القوقاز، ولعبها دور قاعدة أمامية لوكالة الاستخبارات والمهمات الخاصة، الموساد، مع تداول معلومات أنّ “إسرائيل” تُجري عمليات استخباراتية داخل أذربيجان وتنطلق منها لتنفيذ عمليات داخل إيران.
عام 2022، افتتحت باكو سفارة لها في الأراضي المحتلة بعد أن كان وجودها لسنوات يقتصر على الخدمات القنصلية السياحية والتجارية. وبالتزامن زار وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس أذربيجان وتمّت مناقشة فكرة تبادل التكنولوجيا (لأذربيجان) والنفط (لـ”إسرائيل”).