افتتاح وزير الخارجية الإسرائيلي، إيلي كوهين، يوم 3-9-2023، سفارة كيانه في العاصمة البحرينية المنامة، لم يكن الأول من نوعه.
فيوم 30-9-2021، افتتح سلفه، يائير لابيد السفارة الإسرائيلية في البحرين أيضًا.
الأول، كان افتتاحًا لمبنى مؤقت للسفارة. أما الثاني، فقالت سلطات الاحتلال إنه “للمبنى الدائم”.
أبرز المشتركات بين “الافتتاحَين”:
- وقف وزير الخارجية البحرين، عبداللطيف الزياني، مصفّقًا بفرح عارم، وقصّ شريط الافتتاح، وأزاح مع نظيره الإسرائيلي الستارة عن لوحة على الجدار.
- زار كل من لابيد وكوهين مقر الأسطول الأمريكي الخامس في البحرين.
أبرز الاختلافات بين “الافتتاحين”:
- في الأول، تحدّث الزياني عن التزام بلاده بما يسمى “حلّ الدولتين”. في ذلك الحين، كانت سلطات التطبيع في البحرين والإمارات والمغرب تزعم أن اتفاقياتها مع كيان الاحتلال تهدف – في ما تهدف إليه – إلى الحفاظ على الحقوق الفلسطينية ووقف الاستيطان والتوصل إلى حل الدولتين. جامله لابيد قائلًا إنه “مؤيد مخلص لحل الدولتين”. ثم أردف: “لكن ليس كل المشاركين في حكومتنا يفكّرون مثلي”. ببساطة، قال لابيد لمضيفه ما مؤدّاه: “أنا أجاملك لكن ليس عليّ أن أبالغ في المجاملة ويجب أن أخبرك بالحقيقة بأننا نرفض حتى حل الدولتين الذي يعطي الفلسطينيين فتات أرضهم”.
- في الحفل الثاني، لم يكلّف الزياني نفسه عناء ذكر فلسطين لا تصريحًا ولا تلميحًا. اكتفى بالحديث عن “الالتزام المشترك [بين البحرين و”إسرائيل”] بتعزيز وتنمية العلاقات الثنائية التي تخدم المصالح المشتركة، وتسهم في إشاعة السلم والأمن والازدهار لصالح جميع شعوب المنطقة”. كوهين، الذي تصفه وسائل إعلام السلطة البحرينية بـ”معالي وزير خارجية دولة إسرائيل”، قال كلامًا مشابهًا لكلام نظيره البحريني.
- العلاقات الدبلوماسية البحرينية – الإسرائيلية هي نتيجة لاتفاقات “ابراهام” التي رعتها الولايات المتحدة الأمريكية في العام 2020، عقب سنوات من العلاقات السرية والعلاقات التطبيعية العلنية ما دون الدبلوماسية.
- وفق تقرير معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي في جامعة تل أبيب، لم تتعهّد الإدارة الأمريكية للبحرين بتعويضات بعد عقدها اتفاقية التطبيع مع الاحتلال، بخلاف ما فعلته مع الإمارات والمغرب.
التقرير تحدّث أيضًا عن حجم التبادل الاقتصادي عامي 2021-2022 بين الاحتلال والبحرين، الذي وصل إلى 20 مليون دولار فقط. أما المجال السياحي فشمل 400 سائح من البحرين نحو فلسطين المحتلة وبضعة آلاف إسرائيليّ زاروا البحرين.
بناءً على ما أورده معهد أبحاث الأمن القومي، ومقارنة بالاتفاق مع كل من المغرب والإمارات، يبدو تطبيع السلطة البحرينية مع “إسرائيل” الاتفاقَ الأرخص ثمنًا، من مختلف النواحي. بدا أنه جائزة مجانية حصل عليها كيان الاحتلال والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الذي رعى “اتفاقيات ابراهام”.
- تجدر الإشارة إلى أن غالبية الشعب البحريني تعارض اتفاقية التطبيع، وفق ما أظهرته استطلاعات غربية للرأي، بينها استطلاعات أجرتها مراكز دراسات أمريكية مؤيدة لكيان الاحتلال. وشهدت شوارع البحرين الكثير من التحركات الاحتجاجية رفضًا للتطبيع، رغم القمع الذي تمارسه السلطات الحاكمة.