أخذت دولة الاحتلال أكثر من أربعة أيام لاستعادة حضورها على الحدود مع قطاع غزة، وبدأت عمليات التسلل في التراجع من حيث القدرة والكثافة ومدى وصولها. وبدأنا ندخل المرحلة الثانية من الحرب، وهي حرب تدميرية تُخاض ضد قطاع غزة على مستويات متعددة. أبرزها السعي لاستعادة التوازن من خلال استدعاء القوة الأمريكية في المنطقة كقوة رادعة ولتعزيز إمكانيات الدفاع الصاروخي خاصة أمام الصواريخ الباليستية، والمساهمة في الحرب الجوية بحال دخول جبهات أخرى، وتوحيد جبهة الاحتلال الداخلية من خلال إقامة حكومة طوارئ تظهر فيها دولة الاحتلال موحدة أمام أصدقائها وأعدائها، وأخيرًا الرد بوضوح على سياسات الاشتباك من جبهات أخرى، خاصة من شمال فلسطين،…
الكاتب: عبد الجواد عمر
قراءة المزيد
لا يخلو أي مؤتمر أو توثيق كرونولوجي للتاريخ الفلسطيني من نقطة مفصلية تعبّر عن الهزيمة والاستسلام. غالبًا ما يُعرَض هذا الجانب كانقطاع بين ما كان قبله وما جاء بعده. في تاريخ الدول والنظم السياسية، تظلّ هذه اللحظات الفارقة مهمة، لكنها تُخفي الكثير من العوامل الاستمرارية بين الفترات الزمنية المختلفة. إدوارد سعيد، في تعليقه على اتفاقية أوسلو، وصفها بأنها تشبه اتفاقية فيرساي. قد يكون سعيد محقًا، ليس فقط في تسليط الضوء على الهزيمة والاستسلام كنقطة مشتركة بين الاتفاقيتين، ولكن أيضًا في التأكيد على التحولات التاريخية التي أعقبت جهود الألمان لتجاوز تأثيرات فيرساي. بنفس الطريقة، يمكن النظر إلى تطورات القضية الفلسطينية عقب…