أخذ الجيش التركي منذ 1989 يتزود بالطائرات غير المأهولة ليستخدمها في مهام الاستطلاع ضمن عملياته ضد حزب العمال الكردستاني، فكانت البداية مع مُسَيَّرات بريطانية، ثم مسيرات ألمانية وكندية عام 1994، قبل أن تقتني أنقرة عام 1995 مسيرات من الولايات المتحدة الأمريكية. لكن تلك المُسَيَّرَات كانت تتعرض لحوادث كثيرة، ناهيك عن متطلباتها التشغيلية المعقدة ومردودها العملياتي المتواضع.1
لذلك، بدأت المؤسسة العسكرية عام 1990 بتصنيع بدائل محلية، بواسطة شركة الصناعات الجوفضائية التركية TUSAŞ، لكن نقص المعرفة والخبرة الفنية وعدم توافر البنية التحتية للإنتاج العالي التقانة والكثيف التعقيد -حينذاك- انعكس على جودة المُسيَّرات التكتيكية التي أنتجتها تركيا، إذ لم يتخط كثيرٌ منها مرحلة النموذج الأولي.2 ولتغطية النقص العملياتي لجأت أنقرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية فحصلت منها عام 1994 على ست مسيراتٍ متطورة.3
لكن تحفّظ الولايات المتحدة على نقل تقانة تصنيع الأنظمة الكهروبصرية وأنظمة المسح الليزري وأنظمة التحكم والاستهداف ونقل البيانات ومشاركتها، وتَوقُ تركيا لاكتساب المعرفة بذلك، دفعا أنقرة إلى طرق أبواب نظام “إسرائيل” الصهيوني، فاشترت عددًا من مُسَيَّرات Harpy الانتحارية الإسرائيلية،4 قبل أن يوقّع الطرفان في 2005 صفقةً لتزويد القوات الجوية التركية بمسيراتٍ إسرائيليةٍ من طراز “هيرون” تشمل التعاون مع شركاتٍ محليةٍ لإيجاد حلولٍ تقانيةٍ لتركيب أنظمة تحكمٍ وتصويرٍ تركيةٍ عليها،5 أتبعها عام 2008 مشروعٌ مشتركٌ بين ائتلافٍ من شركتي “الصناعة الجوية الإسرائيلية” و”إلْبت للأنظمة” الإسرائيليتين، وشركة “الصناعة الإلكترونية العسكرية” التركية Aselsan (أسِلْسان)6 يعمل فيه الجانب التركي كمقاولٍ فرعيٍ لدى الجانب الإسرائيلي لتزويد المُسَيَّرات التركية بالأنظمة الكهروبصرية7.
“غَضْبَةٌ” تركية؟
في 2009 تعتدي “إسرائيل” على قطاع غزة، ورجب طيب إردوغان يُقَرِّع شمعون بيرس في منتدى دافوس، وفي 2010 تقتل البحرية الإسرائيلية نشطاء أتراك وتستولي على سفينة “مافي مرمرة”، وبين هذه وتلك يتلكأ الصهاينة في تنفيذ الاتفاقات المتعلقة بالمُسيَّرات، فتثور الدولة التركية لنصرة فلسطين ويتوقف التعاون التقاني، لتقرر تركيا الاعتماد على نفسها، ثم تصبح قوةً عظمى في مجال المسيرات.
ما الفقرة السابقة إلا صورةٌ كاريكاتيريةٌ غير دقيقةٍ تصور صناعة المسيرات التركية على أنها معجزةٌ محليةٌ توَّجَت غَضبةً في وجه النظام الصهيوني، وكثيرًا ما يعاد إنتاجها بلا تمحيص. لا شك في أن تركيا بدأت مشوارًا طويلًا في بناء مؤسساتٍ علميةٍ وبحثيةٍ وصناعيةٍ منذُ إعلان الجمهورية في الـ1920ات،8 لكنها عملت على توطين التقانة بحساباتٍ مصلحيةٍ رأسماليةٍ بحتة.
أما التعثرات الوقتية التي أصابت مشاريع التعاون التركي-الإسرائيلي فكانت لسببين:
الأول: التناقض بين الاستراتيجية الأمريكية والتركية حيال حزب العمال الكردستاني؛ فالأولى تريد خنقه بواسطة حكومة كردستان العراق والثانية تريد القضاء عليه عسكرياً بنفسها،9 والثاني: المخاوف الإسرائيلية من تسرب تقانتها10 بشكلٍ شخصيٍ على خلفية التقارب بين الدولة التركية وحركة حماس -وهو تقاربٌ تحكمه المنفعة التجارية بشكلٍ أساسي.11 أمّا ما قيل عن مماطلة “إسرائيل” في تركيب الأنظمة التركية فمردّه مشاكلٌ فنيةٌ وتقانية؛ إذ إن الأنظمة التي قدّمتها “أسلسان” كانت ثقيلة الوزن وغير متوافقةٍ مع الأنظمة الإسرائيلية، الأمر الذي يستغرق وقتاً لإيجاد الحلول التقانية.12
الضرورات “العمياء”
المال-البضاعة-المال؛ مثلثٌ تتحرّك بين أضلاعه الشركات المصنعة أيًّا كانت جنسيتها، وكل ضلعٍ يحتاج الآخر ضرورةً لا فكاك منها، وذلك مما يفسر استمرار التبادل التجاري بين تركيا و”إسرائيل” رغم كل السيرك الدبلوماسي والتصريحات النارية وما أعلنته أنقرة من تجميدٍ للعلاقات العسكرية مع تل أبيب في 2010، فقد استمر نقل التقانة والبحث والتطوير المشترك بين الجانب التركي والإسرائيلي عبر عدة قنوات.
في شهر حزيران/يونيو 2010، أي بعد مرور شهرٍ على اعتداء “مافي مرمرة” أكد رئيس الوفد التركي لنظيره الإسرائيلي، في المؤتمر السنوي لشبكة “يوريكا” Eureka الدولية للبحث والتطوير، استمرار التعاون التركي الإسرائيلي.13 ورغم طرد تركيا للسفير الإسرائيلي وطرد القنصل التركي في القدس عام 2011، أكد التقريران السنويان لعامي 2011 و2012 لمجلس البحث العلمي والتكنولوجي في تركيا “توبيتاك” TÜBİTAK استمرار التعاون مع “إسرائيل” لا سيما في مجال تقانة المعلومات ونقل البيانات.14
ورغم عدم وجود أي ذكرٍ لـ”إسرائيل” في تقارير “توبيتاك” للأعوام التالية -ربما بسبب الوصول إلى السقف الزمني لمشاريع التعاون- فإن اتفاقات أخرى ظلت مستمرة، وهي اتفاقات التجارة الحرة (وُقِّعَ في 1996)،15 والشراكة في مجال البحث العلمي بين الأكاديمية التركية للعلوم و”المجمع الوطني الإسرائيلي للعلوم والآداب” (وُقِّعَ في 2002)،16 والتعاون في ميدان البحث والتطوير في المجالات الصناعية والتقانية (وُقِّعَ في 2005).17
واظبت قنوات التعاون العلمي على العمل في صمتٍ ورفدِ الصناعة التركية، عبر المجامع العلمية والجامعات، بمعرفةٍ ما لبثت أن وُظِّفَت في الصناعة. وفي الوقت الذي كانت فيه الأوساط الرسمية ترغي وتزبد نُصرةً لفلسطين تارةً وغضبًا لكرامة البلاد ولتكريم ضحايا “مافي مرمرة” تارةً أخرى، كان رأس المال التركي والإسرائيلي يتقاربان ويطوران آليات استدرار الأرباح، التي تنطوي بطبيعة الحال على نقل بعض التقانة التي لا يصعب على القاعدة الصناعية التركية تشربها، وكذلك ما يلزمها من مكوناتٍ ضروريةٍ للمسيرات القتالية ومحطات التحكم الأرضية.
في 2011 اشترت مجموعة “فيستل” Vestel التركية مجموعة “إِلِكتْرا” Electra الإسرائيلية.18 وتعتبر هذه الأخيرة مقاولًا معتمدًا لدى شركات “إلبت” و”رفائيل”،19 فهي مزودٌ أساسيٌ بالحلول التقانية والمنظومات الكهروميكانيكية الصناعية للمصانع كثيفة التقانة، خاصةً مصانع المعدات الليزرية والكهروبصرية اللازمة المستخدمة في المسيرات.20 أمّا “فيستل” فقطبٌ صناعيٌ واقتصاديٌ رئيسيٌ في تركيا، فشركتها العسكرية “لِنْتاتِك” Lentatek (التي كانت قبل 2022 تُعرف باسم “فيستل” للصناعات العسكرية) من مزودي القوات الجوية التركية وَجِهَةٌ توظيفيةٌ لخريجي جامعة الشرق الأوسط التقنية ومقرها أنقرة،21 وقد كشفت قبل عام عن مسيرة “كارجي” Kargi الانتحارية المضادة للرادارات التي تعمل على تطويرها بدعم من “معهد أبحاث الصناعات الدفاعية” TÜBİTAK SAGE التابع لمجلس توبيتاك.22
وفي 2013 أكملت شركة “إلتا” ELTA التابعة للصناعة الجوية الإسرائيلية تركيب منظومات حربٍ إلكترونيةٍ متطورةٍ على طائرات سيطرةٍ وإنذارٍ مبكر (أواكس) تركية وكان ذلك نتيجةً لضغوطٍ من داخل المنظومة الأمنية الإسرائيلية ومن شركة “بوينغ” الأمريكية صانعة الطائرات.23
أسطورة البيرقدار
يمكن القول إن شهرة مسيّرة بيرقدار TB2 جعلت منها المنتجَ التركيَّ الأشهر في العالم، خاصةً وأن كثيرًا من المحللين العسكريين وصفوها بأنها عنصرٌ “مغيرٌ للموازين”. في الواقع أكدت التجربة التركية في سوريا وقرة باغ/أرتساخ وليبيا أن المسيّرات أصبحت من العناصر المغيّرة للموازين، من دون أن يعني ذلك أن المسيّرات التركية خيرٌ من غيرها، ودون أن يعني ذلك أنها ليست جيدة وفعالة. ومن نافل القول إن هناك كثيرًا من الدول التي تنتج مسيراتٍ من نفس الفئات التركية، وأن موقعها الجغرافي السياسي لم يضع إنتاجها موضع اختبارٍ على نطاقٍ واسعٍ مثلما حدث مع المنتج التركي.
في تقريرٍ مفصلٍ لـ”الشبكة الأرمينية العالمية للصحافة الاستقصائية” Hetq صدر خلال الحرب التي دارت في قرة باغ/أرتساخ عام 2021، اتضح فيه أن مسيّرة بيرقدار TB2 تعتمد على مكوناتٍ من عدة مصنعين من أوروبا وكندا والولايات المتحدة، أبرزها أنظمة الاستهداف والتصوير وحاويات المقذوفات التي تصنعها شركات تتبع لشركة L3Harris الأمريكية.24 والأخيرة شريكٌ استراتيجيٌ لشركة الصناعة الجوية الإسرائيلية، إذ تشير “مجلة الدفاع الإسرائيلية” إلى أن عمر التعاون التصنيعي بين الشركتين يمتد لعقد من الزمان.25
في إطار نمط الإنتاج الرأسمالي الذي تتشعب فيه سلاسل التوريد وتنتشر فيه المقاولات من الباطن، لا عجب في أن تكون المسيّرة تركيةً لكن أغلب أنظمتها مستوردةٌ من هنا وهناك. الأمر نفسه ينطبق على الأغلبية الساحقة من المنتجات المدنية والعسكرية، فالمسيّرات الإسرائيلية نفسها تحتوي على مكونات من الولايات المتحدة ومن دول أوروبية. وثمة شركاتٌ عاملةٌ في مجالات الصناعة الدفاعية حاضرةٌ بشكلٍ أو بآخر في كل من تركيا و”إسرائيل” مثل مجموعة “كونغسبرغ” Kongsberg التي تمثّل الدولة النرويجية أكبر مساهميها.26
لا يُقصد مما سبق التقليل من مستوى المسيّرة التركية، إذ لا يمكن أن ترَكّب تلك الأنظمة على منصةٍ طائرةٍ من غير تصميمٍ محكمٍ وقاعدةٍ تصنيعيةٍ متقدمة. بل المقصود هو تبيان أن الأمر لم يكن معجزةً، وأن ما قيل عن استبدال الأنظمة المستوردة بأنظمة تركية 100% يبدو من قبيل الدعاية في ضوء المتاح من المعلومات كما سيتضح لاحقًا.
مسلسلٌ مستمر
تحوّل عولمة نمط الإنتاج الرأسمالي ووجود فجواتٍ تقانيةٍ ومعرفيةٍ لدى الكيانات التركية دون تحقيق “الاكتفاء الذاتي” في المجال الصناعي مثلما ترجو المؤسسة التركية، على الرغم من التقدم الكبير الذي أحرزه قطاع الصناعة التركي بالتعاون مع الجامعات والمعاهد والمؤسسات الحكومية -بمدخلاتٍ من الخارج، لا سيما “إسرائيل”. وفي الوقت الذي حدثت فيه “قطيعةٌ ” بين تركيا و”إسرائيل” وانخفض فيه مستوى التمثيل الدبلوماسي بينهما، كان استيراد المكونات المادية والبرمجية لأنظمة التحكم ونقل البيانات والمسح والتصوير والاستهداف مستمرًا. تبيَّن أن شركة “سايترونكس” Scitronix التجارية الإسرائيلية -التي تأسست عام 1995- كانت ولا تزال موردًا لشتى أنواع مكونات المسيّرات الأوروبية والأمريكية المنشأ وكذلك أجهزة المحاكاة والتدريب لكلٍ من: شركة أَسِلْسان، وشركة “روكِتْسان” Roketsan لصناعة الصواريخ والمقذوفات ولمجلس البحث العلمي والتكنولوجي في تركيا “توبيتاك” ولجامعة الشرق الأوسط التقنية في أنقرة METU، ومن المثير للفضول أن “سايترونكس” موردٌ للمكونات المذكورة لأقطاب صناعة المسيّرات الإسرائيلية “إِلْبِت” و”الصناعة الجوية الإسرائيلية” و”رفائيل”.27
وفي ذات السياق كانت هناك ولا تزال شركاتٌ تجاريةٌ إسرائيليةٌ تعمل على الأراضي التركية وتسوق مكوناتٍ أساسيةٍ لأنظمة المسيّرات مثل شركة “عوفير” الإسرائيلية، وذلك عبر وكالاتٍ تركيةٍ في مدينتي إسطنبول وبورصة.28
وقد وقعت شركة L3Harris عام 2020 مع شركة سِنْتْرِتي Centrity الإسرائيلية اتفاق تعاونٍ استراتيجيٍ أصبحت بموجبه الشركة الإسرائيلية مقاولًا لدى الشركة الأمريكية لتقديم الحلول التقانية والمكونات الضرورية لجمع البيانات ونقلها في الزمن الفعلي، وإنترنت الأشياء، والذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي.29
تشكّل مجموعة “صابنجي” القابضة Sabancı قطبًا اقتصاديًا رئيسيًا في تركيا، وللمجموعة مؤسسةٌ وأيضًا جامعةٌ تحمل نفس الاسم، وهي من كبرى جامعات البلاد. وتقوم جامعة صابنجي من خلال “مركز التقانات والأبحاث والتطبيقات التصنيعية المتكاملة” SU-IMC التابع لها بمشاريع يمولها مجلس توبيتاك، ولتلك المشاريع البحثية والتجريبية مخرجاتٌ مهمةٌ للتطوير الصناعي، وتجدر الإشارة إلى أن جميع الجهات الفاعلة المهمة في صناعة المسيرات التركية شريكةٌ للمركز.30
وقد اشترت مجموعة “صابنجي” مؤخرًا شركة Radiflow الإسرائيلية الناشئة المتخصصة في السيبرانيات، كما عبَّر وفد المجموعة على هامش عملية الشراء عن اهتمامه بالشركات الناشئة الإسرائيلية،31 وبعد زيارة إسحق هرتسوغ لرجب طيب إردوغان في شهر آذار/مارس 2022 وقعت جامعة صابنجي Sabancı وجامعة كوتش Koç وجامعة أُوزْيِيِن Özyeğin على “مبادرة الجسر الأكاديمي” مع جامعة تل أبيب التي تشمل تعاونًا في مجالات بحثية “للنهوض باقتصاد البلدين والتقارب بين الشعبين”.32 وعلاوة على ما ذُكر أعلاه عن جامعة صابنجي، فإن جامعة كوتش تابعة لمجموعة كوتش التي تملك شركة متخصصة في صناعة الأسلحة والمسيرات البحرية.33 أما جامعة أُوزْيِين المملوكة لمجموعة FIBA التابعة لعائلة أُوزْيِين، فطرفٌ منذ 2017 في اتفاق لـ”تكوين باحثين في الصناعات الدفاعية” وذلك من خلال استضافة “مكتب نقل التقانة” التابع لها لكوادر من أهم الشركات التركية في مجال صناعة المسيرات،34 على أن تكون الأولوية البحثية في المجالات التي تحددها “مديرية التصنيع العسكري” SSB 35. وفي شهر شباط/فبراير الماضي وقعت جامعة أُوزْيِيِن، تحت إشراف مديرية التصنيع العسكري، اتفاقًا مع شركة “أَسِلْسان” للبحث والتطوير في مجال “الكشف وتحديد الأمدية الضوئي الكمومي” Quantum LIDAR 36. من المهم معرفة أن ملاك تلك المجموعات من أثرى أثرياء تركيا،37 وهو ما يشي بشهية رأس المال التركي المفتوحة على تحريك صناعة المسيّرات التركية من خلال الاستحواذ على المزيد من الشركات الإسرائيلية المتخصصة في تقاناتها، ومن خلال التزود من الجامعات الإسرائيلية -المرتبطة عضويًا بالصناعات العسكرية والدوائر السياسية الأمنية الصهيونية- بالمعرفة الضرورية لسد الثغرات المعرفية.
وفي مقابلة أجرتها مجلة الدفاع التركية مع أندي دَن المسؤول عن تطوير الأعمال في شركة L3Harris بشأن بدء الشركة بتحديث إلكترونيات الطيران وأجهزة الحرب الإلكترونية لـ30 طائرة من طراز F16 من أسطول القوات الجوية التركية، رد أندي دَن على سؤالٍ عما إذا كانت L3Harris قد أبرمت اتفاقًا للتعاون الصناعي مع أي شركةٍ محليةٍ مثل “أسلسان” كما يلي: “إن ممارستنا المعتمدة تكمن في إيجاد شريكٍ محليٍ حيثما أمكن الأمر وكان مفيدًا للزبون. لأي معلوماتٍ محددةٍ عن البرامج الحالية يرجى التوجه إلى القوات الجوية التركية.”38
يمكن الاستنتاج من هذا الرد أن هناك بالفعل مشاريع مشتركة في مجالاتٍ عدة تشمل المسيرات وأنظمتها، نظرًا لحاجة تركيا لاكتساب أحدث المعارف ولتشغيل شركاتها وتحريك رأس المال المحلي. وحيث أن L3Harris شريكٌ استراتيجيٌ لشركاتٍ إسرائيليةٍ فإن تلك المشاريع ستكون حلقةً أخرى من حلقات مسلسل نقل التقانة من إسرائيل نحو تركيا.
لا غنى عن “دافع”
يُعتبر تصنيع المحركات بشكلٍ عام، وتصنيع محركات الطائرات بشكلٍ خاص، نقطة ضعفٍ لدى الصناعات المدنية والعسكرية التركية على حدٍ سواء. وقد شهدت تركيا في العقدين التاليين لتأسيس الجمهورية محاولةً غير موفقةٍ لتصنيع الطائرات المدنية والعسكرية ومحركاتها محليًا.39 ومع تأسيس “مديرية التصنيع العسكري” SSB عام40،1985 راحت الدولة تعمل على استقدام التقانة اللازمة للصناعات الجوية وصناعة محركات الطائرات في إطار استراتيجيةٍ تصنيعيةٍ تكاملية، فأنشأت في نفس العام شركة TEI لصناعة محركات الطائرات النفاثة والمروحية والمسيّرة، وTEI مشروعٌ مشتركٌ بين شركة الصناعات الجوفضائية التركية “توساش” TUSAŞ وشركة جنرال إلِكتريك General Electric الأمريكية41.
ليس ذلك المشروع الأول من نوعه، وليست تلك المشاركة الأولى لجنرال إلكتريك في تركيا، فقد سبق وأن ساهمت بنسبة 7% في مشروع TAI لتصنيع بعض مكونات طائرة F16 وتجميع البعض الآخر على الأراضي التركية إلى جانب كلٍ من: شركة “توساش” TUSAŞ بنسبة 51%، وشركة جنرال دايناميكس General Dynamics -التي اشترتها عام 1993 شركة لوكهيد مارتن- بنسبة 42%. بدأ المشروع عام 1984 وحُددت مدته بـ 25 عامًا وكان الغرض منه تزويد القوات الجوية التركية بطائرات F16 وتزويد المصنعين الأتراك بالمعرفة والتقانة. وقد بيعت كافة أسهم المشروع عام 2005 لصالح شركة “توساش”.42 وقد أدلت عشرات الشركات الناشئة الإسرائيلية بدلوها في ذلك بشكل غير مباشر من خلال الأذرع الاستثمارية لشركة جنرال إليكتريك -وهي من أهم منتجي محركات الطائرات وإلكترونيات الطيران في العالم- التي تعمل في إسرائيل منذ الـ1970ات43 والتي تحتضن شركاتٍ متخصصةٍ في التقانة العالية وإنترنت الأشياء44 قبل أن الاستحواذ عليها ودمجها في الشركة الأمريكية التي توظف مُخرجاتها في مشاريعها في تركيا وغيرها، كمحركات TEI التي تستخدم في مسيرات بيرقدار TB2 وTB3، وآقنجي، ومسيّرات كارجي، وأكسنغور، وعنقاء وغيرها.45 ولا يلغي ذلك حقيقة أن تركيا مستمرةٌ في استيراد المحركات لدواعي الجودة والقدرة وأمد التشغيل.
لا شك إذن في أن لتلك المشاريع بصمة وأثرًا على تطور الصناعة الجوية التركية، التي لم تكن مجرد ناسخٍ بل فاعلًا نشطًا يستند إلى قاعدةٍ علميةٍ وبحثيةٍ وصناعيةٍ قادرةٍ على استيعاب ما يصل إليها من معارف، وهي قاعدةٌ أخذت تتطور نوعيًا منذ أواسط الـ1970ات، بعد غزو الجيش التركي لشمال جزيرة قبرص وما تلا ذلك من توترٍ وعقوباتٍ غربية جعلت الدولة التركية تتبنى استراتيجية تهدف لـ”الاعتماد على الذات”.46
اللافت للنظر أن المصنعين الأتراك لم يصلوا بعد لحلولٍ تقانيةٍ شافية، ليس في ما يخص المكونات الإلكترونية والكهروميكانيكية وحسب، بل وفي ما يخص المحركات نفسها أيضًا، فمسيّرة “قِزل إلما” Kızılelma وهي مقاتلةٌ بلا طيار من الجيل الخامس من إنتاج شركة يابكار للآلات Baykar Makina، وآخر صيحةٍ في الإنتاج العسكري التركي، حلقت للمرة الأولى العام الماضي بمحركٍ أوكراني ريثما تنتهي شركة TEI من اختبارات المحرك التركي.47 ويمكن القول إن من بين أسباب التقارب بين تركيا وأوكرانيا؛ محاولة تركيا اكتساب معارف وتقنيات تصنيع محركات الطائرات الأسرع من الصوت والطائرات المسيّرة، وأن إقامة مصنعٍ لتجميع طائرات بيرقدار TB2 في أوكرانيا يرمي لذات الغاية.
وعلى الرغم مما يقال عن “قِزِل إلما” بأنها الأولى من نوعها وأن لها خصائص مقاتلة من الجيل السادس، فإنها ليست الوحيدة من نوعها ولا الأولى، حيث أن طائرة “أوخوتنيك” الروسية غير المأهولة سبقتها بالتحليق عام 2019، 48 على أن كلاهما لا تزالان في مرحلة التطوير ولم تصلا بعد للإنتاج المتسلسل، وقد تسبقهما الصين49 أو الولايات المتحدة50 اللتان تعملان على مشاريع لطائراتٍ من نفس الفئة.
لكلِّ صاحبِ مصلحةٍ أسبابٌ لقوته
تشكّل تركيا قوةً إقليميةً كبيرة، وفي مجال صناعة المسيرات تتقدم تركيا بخطىً ثابتةٍ نحو تشكيل قطبٍ مهم. غير أن فهم تلك العملية غير ممكنٍ دون الأخذ بعين الحسبان أن البلد محكومٌ بآليات اقتصاد السوق الرأسمالية، وأن الطائرات غير المأهولة التركية، على ارتفاع نسبة المكون المحلي فيها وأصالة تصميم الهيكل الطائر، ليست تركيةً 100% كما يُشاع، وأن ذلك حال جميع المنتجين ولو أن واقع الحال يثبت بأن الصناعة التركية غير قادرةٍ دون مدخلاتٍ وتقانةٍ أجنبيةٍ على الإنتاج العالي التقانة والشديد التعقيد، إذا ما قورنت بالأقطاب المصنعة المعروفة في العالم.
اكتسبت المسيرات التركية شهرةً مدويةً لأن السياق الجيواستراتيجي التركي فرض استخدام المسيرات منذ عقودٍ وبكثافةٍ لا تتطلبها السياقات الجيواستراتيجية للمنتجين العالميين المعروفين، فأُتيحت للقوات المسلحة التركية فرصة استحداث طرائق استخدامٍ وتكتيكياتٍ واستراتيجياتٍ ملائمةٍ للواقع العملياتي الملموس، وأيضًا تجارب انبثقت فيها مشاكل تطلبت حلولًا تقنيةً ابتكارية، وهو ما يتقاطع مع الاستراتيجية الصناعية العسكرية الصهيونية التي تولي أهميةً قصوى للابتكار ومواكبة المشاكل التشغيلية العملياتية لاستقاء الدروس وتطوير العقائد القتالية للآلة الحربية الإسرائيلية، لذا لا عجب في استمرار تدفق التقانة والمكونات الإسرائيلية نحو تركيا.
وتجدر الإشارة إلى أن النزاعات التي خاضتها القوات المسلحة التركية وقوات نظام إلهام علييف في أذربيجان كانت ضد قواتٍ متخلفةٍ من حيث التسليح والتنظيم والتخطيط، ولا تمتلك الوسائط القتالية المضادة أو التي تضاهي المنظومات البينية (من حربٍ إلكترونيةٍ وتشويشٍ واستطلاعٍ وتحكمٍ ونيرانٍ ولوازم) التي تحيط بالمسيّرات، لذلك أوقعت الطائرات غير المأهولة التركية خسائر فادحةً في المعارك التي خاضتها في سوريا وقره باغ/أرتساخ وليبيا، وبالمقابل نشاهد في أوكرانيا أن الأمر سجالٌ نظرًا لاختلاف الأطراف المتحاربة في العُدَّةِ والعتاد. لذا فمن الخطأ الاعتقاد بأن المسيّرة التركية هي الأفضل في العالم، ولا يجوز الانتقاص من قدر القوى المبتكرة والعاملة التركية لأن مكوناتٍ أساسيةٍ من المسيّرات مستوردة.
ثمة جهودٌ وتقدمٌ تقانيٌ وصناعيٌ تركيٌ مُحرَز، وباب احتمالات النجاح مفتوحٌ على مصراعيه لا سيما لمن يعمل، لكن علينا أن نعي أن الأمر ليس جهدًا تركيًا صرفًا وأن الإنجاز التركي في مجال المسيّرات جاء نتيجةً للتعاون مع النظام الصهيوني ومع إدارة الولايات المتحدة، ولا يمكن لتعاونٍ كهذا أن يتم إن كانت مصالح النظام الحاكم في تركيا تتناقض فعلًا مع مصالح الولايات المتحدة وربيبها نظام “إسرائيل” الاستعماري، فالتناقض بين نظام أنقرة ونظام “إسرائيل” الصهيوني تناقضٌ ثانوي، أو لنقل اختلافاتٌ بين عضوين في نفس النادي الرأسمالي. قد يتغنى النظام التركي وأرباب الصناعة والتجارة بفلسطين، لكن الإخلاص لها شعبيٌ وشعبيٌ فقط.
1 سيبال دوز “صعود تركيا كقوة في المُسَيَّرات. التاريخ والاستراتيجية والتداعيات الجيوساسية” (أنقرة: مؤسسة سيتا للأبحاث، 2020) ص8-9. (بالإنجليزية) https://shorturl.at/huzR0
2 “الدرونات التركية التاريخ والتصنيع المحلي”، منتدى الدفاع العربي، 22 آب/أغسطس 2022. https://defense-arab.com/vb/threads/178522/
3 “تركيا تحوِّل الطائرات بلا طيار من منصات استطلاع ومراقبة إلى عامل مضاعف للقوة” (أنقرة: مجلة الدفاع التركي، عدد 101، تشرين أول/نوفمبر 2020). (بالإنجليزية) https://shorturl.at/tBE07
4 أوري إيجوزي “إلبِت للأنظمة، والصناعة الجوية الإسرائيلية تتقدمان بملف مشترك لمناقصة في تركيا”، موقع ynet الإخباري، 26/11/2002.(بالعبرية) https://www.ynet.co.il/article/2274194
5 سيبال دوز، ص9؛ عُومِر شَرفِيت “إلْبِت للأنظمة، والصناعة الجوية تزودان الجيش التركي بِمُسَيَّرات بقيمة 150 مليون دولار”، جريدة هآرتس بالعبرية، 1/09/2005. https://shorturl.at/knBFO
6 ناتان شيفع “إلْبِت للأنظمة، والصناعة الجوية تزودان الجيش التركي بِأنظمة استطلاع بقيمة 141 مليون دولار”، ملحق The Marker الاقتصادي، هآرتس، 25/12/2008. (بالعبرية) https://shorturl.at/akrNU
7 “إلْبِت للأنظمة، والصناعة الجوية: صفقة بـ141 مليون دولار مع تركيا”، موقع ynet الإخباري، 26/11/2002. (بالعبرية) https://shorturl.at/avHU2
8 حُسْنو أوزلو “نشأة الصناعة العسكرية التركية وتطورها في سياق الإستراتيجية الأمنية الوطنية” (أنقرة: مجلة الشؤون الدولية “تَبَصُّر”، مركز الأبحاث الإستراتيجية، وزارة الخارجية التركية، تشرين الثاني/نوفمبر 2021)، المجلد 26، ص: 222. (بالإنجليزية) Hüsnü ÖZLÜ The Foundation and Development of Turkey’s Defense Industry in the Context of National Security Strategy, PERCEPTIONS, Autumn-Winter 2021 Volume XXVI Number 2, 222. https://shorturl.at/hrCKU
9 لتفاصيل أوفى أنظر/ي خريطة الطريق الخاصة بالعراق الصادرة عن البيت الأبيض في 10/01/2007 https://shorturl.at/efnAN و “التعاون الدفاعي بين تركيا والولايات المتحدة: الآفاق والتحديات” (واشنطن: دائرة البحوث في الكونغرس، 2008)، ص29. (بالإنجليزية) https://shorturl.at/DMTW8
10 “المنظومة الأمنية تُبطل صفقةً ضخمةً مع تركيا”، مجلة الدفاع الإسرائيلية، 22/12/2011، (بالعبرية). https://shorturl.at/eDESZ
11 أنظر/ي “اتفاق اقتصادي تركي-فلسطيني لكسر الحصار عن غزة” الرسالة نت، 25/03/2013 https://alresalah.ps/p/70848 ؛ “نشاط تجاري تركي مرتقب في غزة” الرسالة نت، 08/04/2014 https://alresalah.ps/p/91613 ؛ ماهر الطباع “التبادل التجاري الفلسطيني التركي بين الواقع والمأمول”، إقتصاد فلسطين، 22/06/2016 https://shorturl.at/BSZ04
12 لمعرفة التفاصيل التقنية أنظر/ي: “تركيا وإسرائيل تختلفان حول عقدِ مُسيرَّات”، موقع Defense Update الإسرائيلي، 25/11/2009. (بالإنجليزية). https://shorturl.at/lPTU0
13 يوسي نيسان “إسرائيل تترأس يوريكا. التعاون بين إسرائيل وتركيا مستمر”، موقع جلوبس الإخباري Globes، 25/06/2010. (بالعبرية). https://shorturl.at/dswIK
14 تقرير “توبيتاك” لعام 2011، ص74 https://shorturl.at/qyG35 . تقرير “توبيتاك” لعام 2012، ص115 https://shorturl.at/afgLR (بالتركية).
15 “اتفاق بشأن منطقة التجارة الحرة بين إسرائيل وتركيا”، وزارة الاقتصاد والصناعة الإسرائيلية https://shorturl.at/dOTV9
16 “قائمة الأكاديمية التركية للعلوم باتفاقات التعاون، ومذكرات التفاهم، والبروتوكولات المشتركة،” ص1، الأكاديمية التركية للعلوم TÜBA https://shorturl.at/pvIPS
17 هَداس مانور، “تركيا وإسرائيل توقعان اتفاق تعاون في ميدان البحث والتطوير الصناعي”، موقع جلوبس الإخباري Globes، 02/05/2005. (بالإنجليزية). https://shorturl.at/egMT0
18 https://www.vestel.com/iq-en/corporate/vestel-group من موقع مجموعة فيستل.
19 https://shorturl.at/szP68 من موقع شركة إلكترا.
20 https://shorturl.at/GKSY3 من موقع شركة إلكترا.
21 https://shorturl.at/aezBH من موقع جامعة الشرق الأوسط التقنية.
22 “مسيرة تركيا الانتحارية الأولى تسجل بدايتها في مناورات بحر إيجة”، جريدة صباح، 06/06/2022. (بالإنجليزية). https://shorturl.at/xyAOX
23 “إتمام الصفقة بين إلتا وتركيا”، مجلة الدفاع الإسرائيلية، 18/02/2013، (بالعبرية). https://shorturl.at/pMU14
24 فاهيه ساروخانيان “مكونات أمريكية في مسيرات بيرقدار التركية”، الشبكة الأرمينية العالمية للصحافة الاستقصائية Hetq ، 26/08/2021. (بالإنجليزية). https://hetq.am/en/article/134966
25 إيال بوغوسلافسكي “الصناعة الجوية وL3Harris تتعاونان على تزويد أستراليا بمنظومات تحديد مصادر نيران للعربات القتالية”، 04/01/2023. (بالعبرية). https://www.israeldefense.co.il/node/56806
26 للمزيد أنظر/ي موقع مجموعة كونغسبرغ Kongsberg https://shorturl.at/FPRT6 وhttps://shorturl.at/iAEZ9 و https://shorturl.at/bBDEY
27 http://scitronix.co.il/about-us/ موقع شركة Scitronix سايترونيكس.
28 https://www.ophiropt.com/en/contact/contactslocations موقع شركة عوفير.
29 “شركة سنترتي الإسرائيلية وفرع شركة Leidos في إسرائيل توقعان اتفاق تعاون استراتيجي”، موقع Israelcloud. 27/07/2020. (بالعبرية). https://shorturl.at/hlNQR
30 https://suimc.sabanciuniv.edu/tr/node/1194 من موقع المركز.
31 شارون فروبِل “مجموعة تركية ترى فرصاً في التعاون مع شركات ناشئة إسرائيلية” جريدة Times of Israel 03/05/2023 (بالإنجليزية).https://shorturl.at/lmvAX
32 “للمرة الأولى: تعاون جديد بين جامعة تل أبيب وجامعات تركية رائدة” موقع جامعة تل أبيب، 16/06/2022. (بالعبرية). https://www.tau.ac.il/news/turkey-israel-2022
33 كوتش للدفاع https://www.kocsavunma.com/en/index.html
34 شركات: ASELSAN أَسِلْسان الحكومية للإلكترونيات العسكرية، وHAVELSAN الحكومية لإلكترونيات الطيران، وROKETSAN الحكومية للصواريخ، وC2TECH المتخصصة في أنظمة الاتصالات والتحكم التابعة لشركة الصناعات الجوفضائية التركية الحكومية TUSAŞ “توساش”.
35https://shorturl.at/nuvGM من موقع مكتب نقل التقانات، جامعة أوزييين. (بالإنجليزية).
36 https://shorturl.at/pwIQ0 من موقع جامعة أوزييين. (بالإنجليزية).
37 قائمة أثرى عائلات تركيا في 2022 حسب جريدة “هبرلار” التركية https://shorturl.at/yJLOW ؛ و زاهر البيك “العائلات المتنفذة في تركيا: لوبيات لتحقيق مصالحها”، العربي الجديد، 22/07/2023. https://shorturl.at/bchoK
38 “خمسة بلدان حول العالم تبدي اهتمامها بتركيب منظومة فايبر على طائراتها الإف 16 المتقدمة”، مجلة الدفاع التركية، عدد 120، 26/02/2023. (بالإنجليزية). https://shorturl.at/dlzEH
39 أمير إنغونر “نوري ديميراغ وأول مشروع طائرة مقاتلة تركية Nu.D.40” مجلة الطيران التركي Turkish Aviation، 01/06/2021. (بالإنجليزية). https://shorturl.at/eINZ2
40 لمعرفة المزيد أنظر/ي موقع مديرية التصنيع العسكري التركي https://shorturl.at/lMV02 (بالإنجليزية).
41 https://shorturl.at/iqEI6 موقع شركة صناعة المحركات الجوية التركية TEI (بالإنجليزية).
42 https://shorturl.at/xyR38 موقع شركة الصناعات الجوفضائية التركية TUSAŞ، وموقع شركة لوكهيد مارتن https://shorturl.at/CU568 (بالإنجليزية).
43 منشور بعنوان “الأوائل في التجارة الحرة” للبعثة الاقتصادية التجارية التابعة للسفارة الإسرائيلية في واشنطن، 2019، ص6. (بالإنجليزية). https://shorturl.at/aAEU8
44 “إقامة صندوق استثمار في مجال إنترنت الأشياء”، موقع كلية العلوم الدقيقة، جامعة تل أبيب، 17/11/2016. (بالعبرية). https://geography.tau.ac.il/news_smart_home
45 https://www.tei.com.tr/en/homepage# موقع شركة TEI. (وسائل الإعلام اليومية تحتوي على كم كبير من الأخبار والصور).
46 دينيز إستقبال، “التحول التقاني ونموذج الصناعات العسكرية التركي” (أنقرة: مؤسسة سيتا للأبحاث، 2022) ص34. (بالتركية) https://setav.org/assets/uploads/2022/06/R197.pdf
47 “المقاتلة التركية ‘التفاحة الحمراء’ علامة التفوق التركي المتزايد في تكنولوجيا الطائرات المسيّرة” موقع الجزيرة نت، 04/07/2023 https://shorturl.at/nJPV3 ؛ إلفنور باشاران “عرض محرك TEI-TF10000 العنفي مع حارق لاحق”، موقع الدفاع التركي Defence Turk 13/12/2022. (بالإنجليزية). https://shorturl.at/wELW5
48 “أول شبح روسي بلا طيار. أول تحليق لـ‘الصياد’ الضارب ‘أوخوتنيك’” موقع روسيا اليوم بالعربية، 07/08/2019. https://shorturl.at/hqvMV
49 ليو تشاوزون وآخرون “حديث حصري مع المصمم: مسيرة الجناح الوفية الجديدة ستغير المعارك الجوية بشكل كبير” موقع جلوبال تايمز Global Times الإخباري الصيني 07/11/2022. (بالإنجليزية). https://shorturl.at/fquA8
50 مشروع المقاتلة غير المأهولة لشركة نورثروب غرومان Northrop Grumman، من موقع الشركة https://shorturl.at/grBDN (بالإنجليزية).