موسيقى ورقص ودعوات للتهجير. هذا ما تضمّنه مؤتمر الاستيطان الذي انعقد في مدينة القدس ليل الاثنين (29-1-2024) بمشاركة 12 وزيرًا في حكومة الاحتلال، و15 عضو كنيست على الأقل، وأكثر من 5 آلاف مستوطن. وفيما تُعارض خطابات كابينت الحرب عودة الاحتلال إلى غزّة، تبنّى المؤتمر خطاب «الاستيطان» في القطاع، والأهم من ذلك، تهجير أهل غزة.
أبرز الوزراء المشاركين
وزير المالية بتسلئيل سموتريتش،
وزيرة البعثات الوطنية أوريت ستروك،
وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير،
وزير التراث عميحاي إلياهو،
وزير تطوير النقب والجليل يتسحاق فاسرلوف،
وزير الزراعة حاييم كاتس،
وزير الشتات عميحاي شيكلي،
وزير الاتصالات شلومو كرعي،
وزير الإسكان، يتسحاق غولدكنوبف..
“الترانسفير”.. أهم ما ذكر
خطابات تهجير الفلسطينيين برزت على لسان شخصيات رسمية. وزير الإسكان، يتسحاق غولدكنوبف، من حزب «يهدوت هتوراه» الحريدي أيّد «إصلاح الظلم» والعودة إلى قطاع غزة. أما وزير الاتصالات، شلومو كرعي فرأى في «الترانسفير الطريقة الوحيدة الحقيقية لتدفيع النازيين من حماس الثمن». على هذه الخطى، أكمل وزير الأمن القومي، ايتمار بن غفير دعوته لـ«قتل المُخربين» وتشجيع الهجرة كـ«حلّ منطقي أخلاقي توراتي وفقهي».
مصطلح الترانسفير خرج للملأ على لسان زعيمة «منظمة نحلاه»، دانييلا فايس، مُشدّدة على تهجير الغزيين «كغيرهم من الملايين في العالم» إلى دول أخرى، مقابل الاستيطان اليهودي من جديد في غزة. وطرحت سؤالًا غريبًا عن سبب تعلّق أبناء الأرض الأصليين بأرضهم. فقالت: «لماذا يبقى هؤلاء الوحوش متّصلين بأرضهم؟».
كتيب «النكبة 2» يُبرّر الحرب
خلال المؤتمر، وزّع المنظمون كُتيّّبًا كتب فيه المحامي أفيعاد فيسولي: «النكبة الثانية، أي الطرد الجماعي للعرب من غزة، له تبريره الكامل في قوانين الحرب». وشارك الحاخامات في كتابته وفقًا لما أملته مبادئ الصهيونية الدينية (أفكار الحاخام كوك) وحتى العلمانية (هرتسل)، كالحاخام عوزي شارباف، الأب الروحي لحركة الاستيطان في غزة. فشرح في الكُتيّب أنّ وصايا ورثة أرض «إسرائيل» معناها «احتلال كل أراضي أرض إسرائيل، وفق الحدود التي قيلت لإبراهيم أبينا».
مستوطنات مستقبلية
آلاف المشاركين دعوا إلى الاستيطان في قطاع غزة والمشاركة في «إعادة بناء مدينة غزة العبرية». وعُلّقت خريطة ضخمة لقطاع غزة على حائط في ما يُسمى «مبنى الأمة» في القدس المحتلة وكُتبت عليها أسماء المستوطنات التي أخليت عام 2005 بقرار من حكومة آرييل شارون إلى جانب «ست مستوطنات مستقبلية»، تسعى هذه الجهات إلى إقامتها هناك.
الترانسفير يعزز دعوى جنوب إفريقيا
وُجّهت انتقادات لمهاجمة المشاركين خطة «فك الارتباط» أحادي الجانب التي نفّذتها «إسرائيل» عام 2005، إذ تتصاعد خشية أوساط إسرائيلية من تسبّب هذا المؤتمر بضرر لصورة «إسرائيل» وحربها على غزة. كما من شأنه أن يمنح جنوب أفريقيا أوراقًا جديدة ضد كيان العدّو في الدعوى التي قدّمتها إلى محكمة العدل الدولية.