في أقل من 24 ساعة:
تعتدي الولايات المتحدة الأمريكية على اليمن، مستهدفة قواته المسلحة،
وتعتدي أيضاً على العراق، حيث قصفت طائراتها مواقع للمقاومة الإسلامية فيها،
ويعلن الناطق باسم الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي، أن بلاده تعارض التوصل إلى وقف لإطلاق النار.
لماذا يهمنا هذا الخبر؟
منذ الشهر الثاني للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، قررت الولايات المتحدة تحسين صورتها، والزعم أنها تبذل جهودًا لخفض التصعيد في المنطقة، والإيحاء بأن خلافات وقعت بينها وبين رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو. لكن في الواقع، الولايات المتحدة تدعم “إسرائيل” إلى حد الاعتداء عسكريًا على دولتين عربيتين، ومنح كيان الاحتلال الغطاء اللازم للاستمرار في إبادة الشعب الفلسطيني في غزة.
في الوقائع:
منذ بداية عملية “طوفان الأقصى” في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، اعتبرت الولايات المتحدة الأمريكية نفسها معنية في الصراع مباشرة، لدرجة أنها وضعت جانباً كل سياساتها الخارجية المتعلقة بروسيا والصين، وجعلت الأحداث في فلسطين والمشرق العربي أوّل همومها. أول ما فعلته كان وضع ثقلها العسكري في المنطقة حمايةً لـ”إسرائيل”. فمنذ اليوم الأول، أعلنت أمريكا أن أكبر حاملة طائرات في أسطولها البحري، “جيرالد فورد”، قادمة إلى شرق المتوسط، في تهديد علنيّ لأي طرف يريد أن يساند المقاومة الفلسطينية في غزة، وخصوصًا المقاومة الإسلامية في لبنان.
مع مرور الوقت، بات التدخل العسكري الأمريكي مباشرًا في عدد من الدول العربية، ووصل أخيراً إلى شن الولايات المتحدة ضربات عسكرية مباشرة على دولتين عربيتين هما اليمن والعراق، عقابًا لهما على دعمهما المقاومة الفلسطينية.
مع بداية العدوان الإسرائيلي على غزة، عقب السابع من أكتوبر، شكلت الولايات المتحدة غطاءً تامًا لكل الارتكابات الصهيونية الشنيعة بحق الفلسطينيين المدنيين. وقد شمل هذا الغطاء الدعم المادي والعسكري، فضلاً عن الدعم الدبلوماسي والإعلامي الواسع. حتى أنه عندما بدأت أطراف محور المقاومة المختلفة بالدخول إلى المعركة، مثل اليمن وفصائل المقاومة في العراق، تصّدت القوات الأمريكية لها بنفسها، مدافعة عن حليفتها واستثمارها الأكبر في المنطقة.
عندما بدأت القوات المسلحة اليمنية بإرسال المسيرات والصواريخ البالستية نحو مستوطنة “إيلات” في الأراضي المحتلة، عملت الدفاعات الجوية الأمريكية، المنتشرة في البحر الأحمر، كخط دفاع أوّل عن “إسرائيل”، حيث أعلنت قيادة المنطقة الوسطى في الجيش الأمريكي، عدّة مرات، أنها أسقطت مسيّرات وصواريخ يمنية متجهة نحو “إسرائيل” فوق البحر الأحمر.
بعد ذلك أعلنت المقاومة العراقية استهداف الكيان المحتل بصواريخ ومسيّرات، إضافة إلى تنفيذها أكثر من 150 عملية ضد قواعد قوات الاحتلال الأمريكي في العراق وسوريا.
فالمقاومة العراقية، ترى، محقة أن الولايات المتحدة شريك أساسي في حملة الإبادة الجماعية القائمة في غزة.
استمر التصدي الأميركي الوقح دفاعًا عن “إسرائيل” عندما تدخلت لإنشاء حلف بحري لضرب اليمن ومنعه عن مساندة الفلسطينيين في غزة عبر فرض حصار بحري على الكيان.
ليس غريباً على الولايات المتحدة الاعتداء على دول عربية، بل هو المتوقّع. إلا أن سياساتها في المنطقة تدل على أنها لا تكتفي بحماية “إسرائيل”، بل تشجّعها وتساعدها على إبادة الشعب الفلسطيني.