يوم 16-9-1982، ارتكبت الميليشيات اليمينية اللبنانية العميلة لجيش الاحتلال الإسرائيلي مجرزة في ضواحي بيروت، باتت تُعرف بـ”مجزرة صبرا وشاتيلا”. جيش الاحتلال طوّق مخيم شاتيلا للاجئين الفلسطينيين ومحيطه، وأرسل قوات خاصة منه، إلى جانب عملائه، ليقتلوا أكثر من 3500 مدني فلسطيني ولبناني.
حاولت “إسرائيل” تبرئة نفسها من المجزرة. فدورها كان “محاصرة المخيم” لا أكثر!
ما علاقة مجزرة وقعت قبل 41 عامًا بإرسال الولايات المتحدة الأمريكية حاملة طائرات إلى شرقي المتوسط الآن؟
يوم الأحد 8-10-2023، وبعد يومين على عملية “طوفان الأقصى” ضد الاحتلال الإسرائيلي والتي أظهرت فشلاً إسرائيلياً كبيراً في الشق الأمني والاستخباري، كما في الاستجابة العسكرية، أعلن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، إرسال حاملة الطائرات “يو إس إس جيرالد آر فورد” إلى شرق المتوسط، دعماً لـ”إسرائيل”.
مسؤولون أمريكيون أكدوا أن وصول حاملة الطائرات هدفه “ردع حزب الله” في لبنان، لمنعه من دخول الحرب.
صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية قالت (يوم الإثنين 9-10-2023) إن “الحرب الناشئة وجّهت ضربة لما كان يمكن أن يكون أحد أهم إنجازات بايدن في السياسة الخارجية، أي محاولة إقناع السعودية بالاعتراف بإسرائيل”. وذكرت “واشنطن بوست” أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن “تواصل مع كبار الدبلوماسيين في الشرق الاوسط” للبعث برسائل إلى “حزب الله” اللبناني، لعدم “مهاجمة إسرائيل”.
ماذا يعني إرسال حاملة الطائرات الأمريكية؟
وصول حاملة طائرات أمريكية إلى شرقي المتوسط يعني أن الولايات المتحدة توصّلت إلى تقدير مفاده أن جهات أخرى، وأولها “حزب الله” اللبناني، ربما ستدخل في الحرب في مرحلة ما، لدعم المقاومة في غزة، في حال طال أمد العدوان الإسرائيلي على القطاع.
وبما أن الهدف الأول الذي حدّدته واشنطن وحكومة الاحتلال للحرب هو القضاء على المقاومة في غزة؛
وبما أن الهدف الثاني للحرب هو ردع المقاومة عن تكرار عمليات مشابهة لـ”طوفان الأقصى” أو أكثر تأثيرًا منها،
وبما أن تحقيق الهدف الأول يمرّ بإبادة الشعب الفلسطيني في غزة،
وبما أن تحقيق الهدف الثاني يمرّ بقتل الآلاف من المدنيين في القطاع…
قررت الولايات المتحدة الأمريكية تأمين الغطاء لكيان الاحتلال لارتكاب جريمته في قطاع غزة، في تكرار لما قامت به قوات الاحتلال الإسرائيلي إبان مجزرة صبرا وشاتيلا في العام 1982.