كشف موقع «أكسيوس» الأمريكي (12-6-2024) أنّ القيادة الوسطى الأمريكية (سنتكوم) جمعت ضُباطًا رفيعي المستوى يمثلون جيوش السعودية والأردن ومصر والإمارات والبحرين مع رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي. هدف اللقاء هو «تعزيز التعاون في مجال الدفاع الجوي والدفاع الصاروخي». الدفاع هنا لا يُقصد به الدفاع عن العواصم العربية، إنما عن «إسرائيل».
ممثلو هذه الجيوش العربية حضروا الاجتماع:
- تلبيةً لطلب قائد القيادة الوسطى الأمريكية، مايكل كوريلا،
- لتأدية فروض الطاعة لهاليفي الذي ينتظره تحقيق بنهاية الحرب بسبب فشله التاريخي يوم طوفان الأقصى،
- ليشكلوا مظلّة تحمي «تل أبيب» من صواريخ محور المقاومة وطائراته، من اليمن والعراق وإيران.
هذه الجهود بدأتها أمريكا في العام 2021، عندما أجرت تعديلات عسكرية، نقلت فيها «إسرائيل» من منطقة عمليات القيادة الاوروبية للقوات الأمريكية إلى منطقة عمليات القيادة الوسطى الموجودة في البحرين، وذلك بهدف دمج قوات الاحتلال الإسرائيلي مع الجيوش العربية في المنطقة. مسار التطبيع العسكري بدأ بإجراء مناورات جوية مشتركة، ثم تشبيك منظومات إنذار مبكر امتدت من الإمارات مرورًا بالبحرين والسعودية والأردن وصولاً إلى الأراضي المحتلة. الهدف الوحيد لكل هذا كان إنذار الاحتلال وحمايته من الصواريخ والطائرات الإيرانية والعراقية.
بعد السابع من أكتوبر، فتحت الدول العربية المتواطئة أرضها وأجوائها لمساعدة «إسرائيل»:
- جيوش الإمارات والسعودية والأردن تحمي جسرًا بريًا للالتفاف على إغلاق حركة أنصار الله البحر الأحمر أمام السفن المتوجهة إلى الموانئ المحتلة.
- جيش مصر شارك في حصار قطاع غزة منذ سنوات، وحاليًا يمنع إدخال المساعدات إلى القطاع بحجة وجود الجيش الإسرائيلي على معبر رفح. علمًا أنّ مصر منعت مسبقًا إدخال هذه المساعدات بحجج عدة، إلى أن تلفت المساعدات في العريش. كما أن منظومات الدفاع الجوي التابعة للجيش المصري ساهمت في الدفاع عن “إسرائيل” من خلال إسقاط مسيّرات آتية من اليمن. وتفرض أجهزة أمنية مصرية «خوّات» على الغزيين للسماح بعبورهم عبر أراضي مصر.
- «جيش النشامى» الأردني يحمي الحدود الشرقية لفلسطين، ضامنًا أمن قوات الاحتلال في الضفة الغربية، عبر منع نقل السلاح من سوريا إلى المقاومين في الضفة. وساهم الجيش الأردني، بعد افتتاح الجسر البري من الامارات إلى «إسرائيل» بحماية الشاحنات. أما فجر الرابع عشر من أبريل الماضي، فقد فتح الجيش الأردني أجواء المملكة للطائرات الإسرائيلية والغربية لحماية قواعد جيش الاحتلال الإسرائيلي من الصواريخ والمسيّرات الإيرانية. وقد تولى سلاح جو الجيش الأردني عملية الدفاع بحجة حماية سيادته، لكنه في المقابل سمح لـ«إسرائيل» بإسقاط مسيرات وصواريخ إيرانية وعراقية ويمنية فوق رؤوس مواطنيه، غير آبه بالسيادة.
- الجيش السعودي المتواطئ مع الجيش الإسرائيلي، شارك استخباريًا في التصدّي للهجوم الإيراني على الأراضي المُحتلة. وتعمل القوات المسلحة السعودية، مع السفن الحربية الأمريكية الموجودة في البحر الأحمر لصد الصواريخ والمسيرات اليمنية.
في المحصلة، جيوش أنظمة التطبيع العربية لم تكتفِ بالتفرج على جيش الاحتلال الإسرائيلي فيما هو يسعى إلى إبادة الشعب الفلسطيني، بل قررت المشاركة في هذه الإبادة، إلى جانب جيش الاحتلال والجيش الأمريكي بطبيعة الحال.