عشية وصول الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى فلسطين المحتلة لدعم “إسرائيل” في حربها على قطاع غزة، وفي ظل إدارة أمريكية مباشرة للعدوان، قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي مئات المدنيين الفلسطينيين، بضربة صاروخية على مشفى المعمداني الأهلي في غزة.
مجزرة استشهد فيها أكثر من 500 شخص، بحسب الأرقام الأولية، في حصيلة ربما تكون الأكبر في تاريخ المجازر التي يرتكبها سلاح الجو الإسرائيلي في فلسطين وسائر الدول العربية.
وربما لن تكون هذه المجزرة الأخيرة، إذ إن العدو الإسرائيلي كان قد هدّد في وقتٍ سابق بقصف 5 مستشفيات أخرى في غزة. وأصبحت ساحات هذه المستشفيات ملاجئ للآلاف من أهالي غزة النازحين من شمال القطاع للنجاة من القصف الإسرائيلي المتواصل منذ 11 يوماً.
وكما هو متوقّع، ساد الصمت الأمريكي حيال هذه المجزرة، إذ لم تصدر أي بيانات أو تصريحات لمسؤولين تتناول هذه القضية.
هذه المجزرة أتت في سايق الحملة الإسرائيلية الرامية إلى تهجير سكّان قطاع غزة إلى شبه جزيرة سيناء المصرية، بغطاء أمريكي، وهو ما لا تزال مصر ترفضه. واستعاض جيش الاحتلال عن ذلك بقراره تهجير سكان شمال قطاع غزة إلى جنوبه.
وعلى وقع المجزرة التي ارتكبها العدو بغطاءٍ أميركيّ وغربيّ، توالت بيانات الإدانة من الدول العربية، وحول العالم، غيرّ أن الشعوب كان لها كلمة أخرى. إذ نزل الآلاف في لبنان وتونس وتركيا والأردن والضفة الغربية، في تظاهراتٍ، منددين بالمجزرة، ودعماً للمقاومة.
في الأردن، اقتحم متظاهرون مبنى السفارة الإسرائيلية في عمّان، غير أن الشرطة الأردنية حاولت قمعهم.
وفي لبنان، حاول المحتجون اقتحام السفارة الأمريكية، إلا أن أجهزة الأمن اللبنانية منعتهم من ذلك، بعدما هاجموا السفارة الفرنسية ومقر الأمم المتحدة.
أولى تداعيات المجزرة كانت إلغاء القمة الرباعية التي كانت ستُعقد في العاصمة الأردنية عمّان، بين الملك الأردني والرئيسين الأمريكي والمصري ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الذي طالب بـ”حماية دولية” للشعب الفلسطيني.
من جهتها، اعتبرت حركة “حماس” أن مجزرة المستشفى الأهلي وسط قطاع غزة جريمة إبادة جماعية. وقالت في بيان: إن “المجزرة المروّعة التي نفذها الاحتلال الصهيوني في المشفى الأهلي العربي وسط قطاع غزّة، وارتقى خلالها مئات الشهداء والجرحى والمصابين، أغلبهم من العائلات النازحة والمرضى والأطفال والنساء، جريمة إبادة جماعية تكشف مجدّدًا حقيقة هذا العدو وحكومته الفاشية وإرهابها، وتفضح الدعم الأميركي والغربي لهذا الكيان الاحتلالي المجرم”.
وطالبت المجتمع الدولي والدول العربية والإسلامية بتحمل مسؤوليتهم والتدخل الفوري، والآن وليس غدًا؛ لوقف غطرسة الاحتلال وجيشه الفاشي، ومحاسبته على ما يقترفه من إبادة جماعية منذ أحد عشر يومًا”.