عندما تريد أي دولة في العالم مواجهة التسرب المدرسي، فهي تعالج أصل المشكلة، إما بمراجعة نظامها التربوي، واكتشاف مكامن الخلل فيه، او تحسين الوضع الاقتصادي والاجتماعي للشبان المتسربين من المدارس. هذه الإجراءات تتخذها الدول الطبيعية.
أما “إسرائيل” فتعالج التسرّب المدرسي بين المستوطنين بخطوات مغايرة تناسب معاييرها. بكل بساطة، هي تكافح التسرّب التعليمي باحتلال أراضي الشعب الفلسطيني ومنحها إلى هؤلاء المتسربين!
بحسب ما كشفته صحيفة “هآرتس” (1-10-2023)، تموّل “إسرائيل”، عبر “الصندوق القومي اليهودي” (كاكال)، مشاريع لتشجيع الشبان المستوطنين على إقامة بؤر استيطانية فوق الأراضي الفلسطينية المحتلة، بحجة مشاريع زراعية وأخرى للرعي في مناطق مختلفة من الضفة الغربية. وذريعة هذا المشروع الاستيطاني، “تأهيل الشباب” الذين يعانون من التسرب المدرسي والجامعي!
بحسب الصحيفة العبرية، فإنه في العامين الماضيين موّلت “كاكال” بأربعة ملايين شيكل )مليون ومئة ألف دولار)، المشروع الذي أطلق عليه اسم “تأهيل الشباب” الذين يعانون من تسرب المدرسي والجامعات.
ونقلت “هآرتس” عن مصدر في الصندوق القومي اليهودي قوله إن بعض المزارع التي يتم دعمها في الضفة الغربية أكبر من الموجودة في النقب والجليل.
وحصلت منظمة “عودة صهيون” اليمينية المتطرفة، كما العديد من المنظمات الاستيطانية على دعم من الصندوق القومي اليهودي، على مبلغ نصف مليون شيكل، ويتوقع أن تحصل هذا العام على 1.75 مليون شيكل إضافي.
ومن بين تلك المزارع التي تقام تحت غطائها بؤر استيطانية، “مزرعة موشيه” في الأغوار، والتي يقوم سكانها بأعمال عنف ضد الفلسطينيين.
بهذه الصيغة، تؤهّل “إسرائيل” المتسرّبين من المدارس والجامعيات، بإحلالهم في أراضي الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة!