اتفاق مجموعة العشرين (9-9-2023) على بناء طرق لنقل البضائع بين الهند وأوروبا، مروراً بالإمارات والسعودية والأردن وفلسطين المحتلة، بدا مؤشراً على تقدّم مسار تطبيع العلاقات السعودية الإسرائيلية، ولو لم يُتوّج هذا المسار قريبًا باتفاق يوقّعه الطرفان.
وكشف مقال لصحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية (15 – 9 – 2023) أن وليّ العهد السعودي محمد بن سلمان التقى برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مرتين على الأقل، سرًّا، منذ عام 2020.
محمود عباس هنا أيضًا
ويُشكّل مسار التطبيع بين الطرفين محط اهتمام للسلطة الفلسطينية، إذ أرسل رئيس السلطة، محمود عباس، ابنه ياسر، كجزء من وفد للقاء المسؤولين السعوديين للحديث عن اتفاقٍ للتطبيع بين السعودية و”إسرائيل”.
وضم الوفد ياسر عباس على الرغم من أنه لا يشغل منصبًا رسميًا في حكومة السلطة الفلسطينية. وقد شارك إلى جانبه مسؤول هيئة الشؤون المدنية في السلطة الفلسطينية، ورئيس المخابرات العامة الفلسطينية ماجد فرج والمستشار الدبلوماسي لعباس، مجدي الخالدي.
لماذا يهمنا الخبر؟
يكشف هذان الخبران العمق الذي بلغته العلاقة بين السلطة السعودية والنظام الصهيوني في إسرائيل، ومدى تقدّم المساعي الأميركية لتجهيز البيئة الإقليمية وترتيبها لتحقيق “دمج إسرائيل” في المنطقة. دور محمود عباس شديد الخطورة في هذا الأمر، لأنه قد يمنح “الغطاء الفلسطيني” الذي ينشده ولي العهد السعودي لصفقة مستقبلية ستكون ضربة للقضية الفلسطينية شبيهة باتفاقات كامب ديفيد وأوسلو، وأخيراً اتفاقات أبراهام.
عباس الابن والمال الأمريكي
ياسر عباس، ذو الـ62 عامًا، هو رجل أعمال يعيش معظم أيام العام خارج الضفة الغربية. وقد شارك، على مر السنين في الاجتماعات الرسمية مع والده، وكان يتم إرساله دوريًا إلى الخارج بلقب مبعوث خاص للرئيس.
في عام 2009، كشف تقرير لوكالة رويترز أن شركة “فالكون” للمقاولات الكهروميكانيكية التابعة لياسر عباس، وقّعت عقدًا بقيمة 1.89 مليون دولار مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) لبناء منشأة لمعالجة مياه الصرف الصحي في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية.
عباس الأب والمال السعودي
وكان محمود عباس قد التقى بولي العهد في نيسان الماضي، وقدّم إليه طلبات السلطة بشأن التطبيع. وأكملت الصحيفة الأمريكية أن “الرئيس عباس يتعامل مع الرياض ولو لمجرد الحصول على المال، وتجنب اللوم عن أي فشل في تطبيع العلاقات السعودية الإسرائيلية”.